أفسد التنافس بين القنوات التلفزيونية الفضائية متعة المشاهدة لكثير من الأشكال البرامجية التلفزيونية التي كان الناس يتمتعون بمشاهدتها من خلال قنواتهم المحلية خاصة البرامج الرياضية والمسلسلات والأفلام التلفزيونية ، فحتى نهاية التسعينيات الماضية كانت مباريات كأس العالم والمنافسات القارية لأمم آسيا وأوروبا وأفريقيا يشاهدها الجميع فى المدن والقرى الأغنياء والفقراء ، وكذلك المسلسلات والأفلام الجديدة وكانت مثل هذه التجمعات تقوي الأواصر الإجتماعية وتضفي على المشاهدة قيمة مضافة بمتعة التعليقات والاضافات الساخرة . أدى السعي وراء الكسب المادي للقنوات التجارية التلفزيونية أن تغلق الهواء على المشاهدين بأن تشتري حقوق البث للمنافسات العالمية وتجبر المشاهدين الى شراء عروض هذه المنافسات من خلال بطاقات مشاهدة تحدد لها الرسم الذي يروق لها مستغلة فى ذلك شغف وحب الجماهير للرياضة خاصة رياضة كرة القدم التي باتت محل اهتمام كل الأسر رجالاً ونساءً شباباً وأطفالاً وشيوخاً . تجرى هذه الأيام نهائيات الدورة الثامنة والعشرين لكأس الأمم الأفريقية والتي أكرم الله تعالى منتخبنا الوطني رغم عطائه المتواضع للوصول الى ختامها في غينيا والجابون.. ولما كان بث هذه المباريات محتكراً لمنطقتنا لقناة الجزيرة الرياضية فقد ظننت أنه بإمكاني متابعة بعض هذه المباريات للتمتع بالأداء الرجولي والساحر لكثير من نجوم الكرة الأفريقية خاصة محترفي الفرق الأوروبية الكبيرة أمثال إيسيان و دروغبا و إيتو وسيدوكيتا ، وكذلك الوقوف مع منتخبنا الوطني ومؤازرته لأن بطاقة الإشتراك عندي صالحة حتى السادس والعشرين من شهر فبراير القادم إذ اشتركت فى كل قنوات الجزيرة من 1 – 10 لعام كامل خلال ذات التاريخ من فبراير العام 2011 وبضغط من ابني الذي يعرف تفاصيل عن الفرق واللاعبين تضاهي مما عند بعض الصحفيين الرياضيين . عند يوم الإفتتاح أمس الأول وجدت أن قناتين من القنوات العشر مشفرة وأن بقية القنوات لا تعمل بالجودة المطلوبة . لم أجتهد كثيراً وقررت أن أذهب لذات المكتب الذي جددت فيه اشتراكي لعام كامل ولكل قنوات الجزيرة الرياضية وفوجئت أن علىّ أن أدفع خمسمائة جنيه حتى اتمتع بمشاهدة مباريات كأس الأمم الأفريقية بالقناتين التاسعة والعاشرة رغم أن إشتراكي الذي ينتهي في نهاية شهر فبراير القادم يتضمن خدمات هاتين القناتين . كما أن المبلغ المطلوب أكثر من الإشتراك لكل القنوات للعام 2011 . الجزيرة الرياضية بهذا الفعل لم تف بعقدها معي ومع كثيرين تجمعوا داخل مكاتب وكلائها بالخرطوم جرى عليهم ما جرى علىّ بطلبها لمال لا يحق لها أن تطالب به مشتركيها الذين عندما اشتركوا كانوا يعلمون موعد نهائيات كأس الأمم الأفريقية وكانت هي تعلم بذلك. ولأنها قضية مست آلاف المشتركين السودانيين في خدمات الجزيرة الرياضية نطلب من جهات الإختصاص التي لا أعرف صدقاً من هي أن تحمينا من ما فعلته الجزيرة الرياضية وأطلب من نيابة حماية المستهلك أن تحمي هؤلاء المشتركين وهي الجهة الوحيدة المعروفة على الأقل عندي بحماية المستهلك في مواجهة الغش والخداع والإحتيال .