عبد الواحد، سافر إلى نيروبي عشان يصرف شيك من مليشيا حميدتي    المريخ يستانف تدريباته بعد راحة سلبية وتألق لافت للجدد    هنري يكشف عن توقعاته لسباق البريميرليج    تعادل سلبي بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا في تونس    باير ليفركوزن يكتب التاريخ ويصبح أول فريق يتوج بالدوري الألماني دون هزيمة    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مقتل مواطن بالجيلي أمام أسرته علي ايدي مليشيا الدعم السريع    تمبور يثمن دور جهاز المخابرات ويرحب بعودة صلاحياته    تقرير مسرب ل "تقدم" يوجه بتطوير العلاقات مع البرهان وكباشي    حملة لحذف منشورات "تمجيد المال" في الصين    بعد الدولار والذهب والدواجن.. ضربة ل 8 من كبار الحيتان الجدد بمصر    محمد وداعة يكتب: معركة الفاشر ..قاصمة ظهر المليشيا    مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    زلزال في إثيوبيا.. انهيار سد النهضة سيكون بمثابة طوفان علي السودان    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحت الضوء
من البارونة كوكس الى روجر ونتر ** مانفستو الحركة الشعبية.. قبس الماركسية وأفضال مانقستو ** الإعلان السياسي للحركة أكد على وحدة السودان .. ولكن؟!!
نشر في الرأي العام يوم 02 - 06 - 2008

... ما الجديد في الإعلان السياسي للحركة الشعبية «المانفستو».. وماذا يفعل المتمرد خليل في تشاد التي هرب اليها يجرجر أذيال الهزيمة.. وهل لا يزال في الحركة الشعبية من يؤمن بأن الحل يخرج من فوهة البندقية.. وهل صحيح أن مانفستو الحركة الشعبية مايو 2008م، يختلف عن مانفستو 1983م.. وهل جاء تطوير له؟.. يبدو أن الفكرة الأساسية لا تزال كما هي.. ذلك أن مانفستو الحركة الشعبية «1983» يتكلم عن الماركسية كأساس لحل مشكلة الجنوب.. كما نص على أن الاستعمار عقد مع الصفوة الافريقية البرجوازية و عهد لإستخدام الأفارقة الذين أسهموا في المؤسسات الاستعمارية في أجهزة الحكم.. ولكن ألا يعيد التاريخ نفسه الآن..؟ ألم تصبح الحركة الشعبية في قبضة البارونة «كوكس» ومنها الى «روجر ونتر». معلومة مضحكة ويبدأ «المانفستو» بالحديث عن حضارة السودان قبل خمسين ألف سنة.. ونسأل هل كانت هناك حضارة سودانية قبل خمسين ألف سنة؟.. ومن أين جاء هذا الإجتهاد العبقري.. ومن هو «مؤرخ» الحركة الشعبية هذا الذي قذف بالمعلومة المضحكة كقنبلة في وجوه كل أساتذة التاريخ، ليس في السودان فحسب بل وفي كل العالم.. وماذا يقول أساتذة التاريخ في الجامعات عن هذا الكلام «المسطح».. و يبدو أن هذا «المانفستو» أو الإعلان السياسي كتب بصورة متعجلة لذلك جاء مليئاً بالأخطاء النحوية واللغوية المخجلة.. وكيف لا يكون كذلك طالما كُتب في ظروف «تهديد».. وطالما التفت الكاتبون والمشتركون في المؤتمر ليجدوا أن القائد «فاولينو ماتيب» قد ذهب إلى «بانتيو» ليخاطبهم من خلال البندقية.. ليقول إنه إذا لم يتم انتخاب «ريك مشار» نائباً للرئيس فإن كل شيء سيتحول الى أزمة مفتوحة. اعلان مرتبك ولذلك لا عجب ان برز الإعلان السياسي للحركة مرتبكاً.. وغير صحيح البتة ما يروج له البعض بأن الحركة قد عقدت ورشة عمل لصياغة «المانفستو». فمعلوماتنا تؤكد أن شخصاً واحداً يستند إلى خلفيته اليسارية كتب حوالى «75%» من «المانفستو».. وحاول أن يتحدث عن السودان ليس فقط قبل خمسين ألف سنة وعن حضارة بل قبل «250 ألف سنة».. ونحن نسألهم من أين جاءوا بهذه المجازفة المعلوماتية.. وهل يمكن ان يدور الحديث في التاريخ بهذه الصورة العفوية والتلقائية «السمجة».. ونسألهم هل يعرفون جنوب السودان قبل مائتي سنة فقط ليوصفوا حاله؟ دعك عن الخمسين ألف سنة.. وهل توجد مراجع وعلماء تاريخ في كل العالم تحدثوا عن تاريخ جنوب السودان قبل مائتي سنة.. ثم نسألهم عن الممالك التي تحدثوا عنها، هل كانت في «أبيي» و«كاجو كاجي»؟ أم أنها كانت ممالك على النيل الوسيط؟ الماركسية ومانقستو وحينما تحدثوا عن المؤثرات الفكرية على عقل الحركة الشعبية أشاروا الى «قبس» الماركسية.. وأشاروا الى أفضال «مانقستو هيلا ماريام» الذي حكم عليه أخيراً في اثيوبيا بالإعدام بتهم جرائم الحرب وهو موجود كلاجيء سياسي في «زيمبابوي». ولكن نسألهم هل تمجيد «مانقستو» في إعلانهم السياسي الجديد هي الرسالة التي يريدون ان يبعثوها الآن الى اثيوبيا واريتريا.. وهل تمجيد «مانقستو» يمكن ان تقبل به الشعوب المحبة للسلام.. وهل كان من اللائق تذكير العالم بدعم «مانقستو» للحركة الشعبية في هذه الظروف التي أثبتت أن «مانقستو» كانت يده دائماً مغموسة في الدم.. ثم هل كان من الجائز اللف والدوران في «مانفستو» الحركة 2008 لمحاولة إدانة «ريك مشار» والتذكير بتكوينه لحركة إنفصالية. ومن الغرائب ان يدين المانفستو جهاراً نهاراً شخصاً.. ثم يقوم رئيس الحركة بتعيين ذات الشخص نائباً أول للرئيس. الحرب الانفصالية ولكن.. لعل أروع ما في الإعلان السياسي للحركة وصفه لحرب الجنوب بالحرب الإنفصالية.. وتأكيده للخط الوحدوي للسودان الجديد.. ولكن هذا أيضاً يبرز في إطار متناقضات .. فقبل أشهر قامت الحركة الشعبية بالاحتفال بمرور «52 عاماً» على ذكرى إندلاع تمرد «توريت».. ونحن نعلم أن تمرد توريت كان ضحاياه الأطفال والمدرسين والموظفين من أبناء الشمال.. ولكن مع ذلك نمضي ونقول.. هل نجحت الحركة الشعبية في وضع مجرد أساس لدولة ناجحة في الجنوب.. دعك عن دولة نموذجية.. ألا تقوم الحكومة الجنوبية الآن على صراع قبليات وجهويات.. يجتهد ويحاول اليساريون تزيين وجهها بمكياج رخيص في محاولة لجعل الحركة الشعبية ذراعاً عسكرياً للحركة اليسارية السياسية. سلفاكير بالمرصاد ولكن يبدو أن الرئيس الحكيم سلفا كير يقف لهم بالمرصاد.. لأنه اجتهد على تصفية القاعدة اليسارية التي حاولت أن تتسلل الى مجلس التحرير الوطني للحركة.. ثم لنحاور «فلاسفة» الحركة الذين كتبوا هذا الإعلان السياسي.. ونسألهم هل حقاً كل تاريخ السودان عبارة عن أخطاء وخطايا وينتظر فقط عبقريتهم لإصلاحه؟.. وبماذا يصلحونه باللسان أم بالميزان.. وبأي لسان، لسان الدينكا أو النوير أو الشلك أم بلسان «روجر ونتر».. أم لسان الأنجلوساكسون؟ ونسأل أولئك الذين يذكرون الهجمة الثقافية العربية وعن الصفوة العربية التي تحتكر السلطة والثروة.. أين مجلات ومطبوعات الحركة الشعبية الناطقة بلسان الدينكا أو أية لهجة جنوبية اخرى.. بل نسألهم في هذا الموضوع إذا كانوا يتهمون إخوانهم من «التجار» بأنهم الجلابة الذين امتصوا اقتصاد الجنوب ودماء الجنوبيين.. فلا نملك إلا أن نقول لهم انهم هم في الحركة الشعبية «الجلابة» الذين غيروا لون ثيابهم ولكن لم يغيروا لون سحناتهم.. انهم هم جلابة السياسة الجدد الذين ضمتهم الحركة الشعبية ليمتصوا أموالها ويحاولوا توظيف مسارها ويتسولوا في دول العالم باسمها.. ويظنوا أن النخبة الجنوبية «بلهاء».. وأنها لا تفهم ولا تعرف.. وأنها فقط تحتاج الى بوصلة الشمال وتحتاج الى بوصلة من يحملون المسارات والرؤى من الشمال. وإذا كان جلابة الماضي يقومون بتصريف الاقتصاد البسيط.. فإن جلابة الحاضر داخل الحركة الشعبية يحاولون تحديد مسارات وأقدار الحركة السياسية الجنوبية. ونمضي عرضاً لنقول: أليس من العجيب ان يتزامن هجوم جيش الحركة الشعبية على «اللواء 31» في الجيش السوداني مع انعقاد مؤتمر الحركة.. ومع غزو أمدرمان.. وقصة «اللواء 31» معروفة لأنها مسجلة في ملفات الأمم المتحدة المراقبة للأحداث في «أبيي». اللواء (31) لأنه وبدون مناسبة تحركت كتائب من الحركة الشعبية في هجوم غادر على اللواء «31» بعد أن فشلت نخبة «أبيي» في جعل قضية «أبيي» هي القضية المركزية في المؤتمر العام للحركة الشعبية.. ولذلك دفعت نخبة «أبيي» بجيش الحركة للهجوم على «اللواء 31».. بل أن المعلومات التي تسربت ل «اللواء 31» بأن هناك هجوماً سيقع عليه إنما جاءته من مكاتب الأمم المتحدة نفسها.. ولم يكن حينها مع «اللواء 31» «دبابات» أو «راجمات».. وإنما تقدم جيش الحركة بسبع دبابات.. ولكن كما يقولون «ضربني بكى.. وسبقني اشتكى». وما الذي كان مطلوباً من أفراد «اللواء 31» غير الدفاع عن أنفسهم.. وبالفعل كانت النتيجة مأساوية على الحركة لأن الجيش الشعبي فقد المبادرة وتم طرده خارج بحر العرب لمسافة عشرة كيلومترات.. وردهم الى حدود السودان في العام «1/1/1956م». ولكننا نعتقد أن الخاسر في كل هذه الأحداث ليس هو جيش الحركة الشعبية.. ولكن هو «مواطن» أبيي.. وهو المواطن السوداني سواء أكان جنوبياً أو شمالياً.. كما أن أي دم سوداني يسيل يمثل جرحاً في خاصرة السودان.. ولكن ماذا كان مرجواً أن يفعله «اللواء 31» وجنوده الأشاوس الذين كانوا يدافعون عن أنفسهم. ونسأل أعضاء الحركة الشعبية ونخب «أبيي»، إذا كانت الحركة الشعبية ستحكم السودان كما ذكروا في مؤتمرهم العام بعد أن رشحوا الرئيس سلفا كير وفي أقل من عام وبالإنتخابات.. فلماذا لا ينتظرون الى ذلك الحين ويحل الملف سياسياً.. ونقول الآن.. ماذا تريد الحركة الشعبية ان تفعل بأهل المنطقة.. هل تريد فقط فرض سياسة الأمر الواقع.. ألم تفشل سياسة فرض الأمر الواقع.. ألم يرفض المسيرية ذلك؟ لدغة الحكومة لقد لدغت الحكومة من قبل.. ولدغ الشريك الأساسي وهو المؤتمر الوطني في الظهر حينما حلت اجتماعات «سرت» اكتوبر 2006م.. وفي تلك الاجتماعات كان الجميع يتوقعون ان تُحل مشكلة دارفور.. وأن يتم وقف إراقة الدماء.. ولكن ماذا حدث؟ أتت الضربة الأولى بقرار الإنسحاب من الحكومة.. وتعرية ظهر الحكومة حتى يذهب وفد الحكومة الى «سرت» كحكومة ضعيفة غير محافظة على عهودها وعارية من الظهير أو الشريك. وفي ذات الوقت قامت الحركة الشعبية باستدعاء عدد من قادة الحركات الدارفوريين المفاوضين في سرت الى الجنوب.. حاجبة ومانعة إياهم من الذهاب الى «سرت». وفي «أبريل» من هذا العام برزت محاولة عرقلة الإحصاء السكاني وقبل اسبوع فقط من زمن إنطلاق الحملة.. فلماذا تقوم الحركة الشعبية التي تدعي الثورية والتقدمية ليصبح حصاد نضالها.. وتصبح بطولاتها خميرة عكننة وتطعن من الخلف. ونقول أين الحركة الشعبية الآن من «أبيي» بعد أن أصبحت خارج «أبيي».. ومات من مات.. وطالت مأساة أبيي المجتمع المدني والمواطنين.. نتيجة للتصرف الأعرج والأخرق من نخبة أبيي بقيادة «إدوارد لينو» الذي ربما خدعه «روجر ونتر». التدويل..والتقارير ألا يكفي ما يوجد من «تدويل» في الجنوب حتى نتفادى مسألة التدويل.. ألا يسمع ويتسامع أهلنا في الجنوب عن التقارير الدولية التي تفيد أن صغار الأطفال يُغتصبون من قبل قوات الأمم المتحدة.. والجيش اليوغندي يعيث فساداً.. وحركة جيش الرب تكمل النواقص.. أليس هناك من رجل رشيد؟ ولكن مع كل ذلك نحيي مواقف القائد سلفا كير الذي يجد نفسه في مواقف صعبة ويتعرض لامتحان عسير.. نحيي مواقفه حينما أجل مؤتمر الحركة لمتابعة أمر الغزو في أمدرمان.. ونحيي مواقفه حينما وضع كتائب الجيش الشعبي في يد السلطة القومية لتأمين العاصمة.. ولكن مما لا شك فيه أن سلفا كير لا يريد أن يشق الحركة.. ولذلك وتحت ضغط السلاح أجبر الآخرين على الاستجابة لمطلوبات تعديل الدستور.. وجعل لنفسه ثلاثة نواب.. ولكن الدستور أو الإعلان السياسي نفسه لماذا كتب بهذه الصورة المستعجلة. ونسأل أين الاعتراف بالتعددية الثقافية.. فالمانفستو عفا الله عنه تحدث عن الاستنارة الماركسية والتراث الفكري والإنساني.. وتجاهل تماماً المكون المحلي.. أي الثقافة السودانية أو حتى الثقافة الإسلامية.. كأنما السودان الذي تحدث عنه والذي تواجدت حضارته قبل مائتي ألف سنة حسب زعمهم.. لم يكن موجوداً قبل «ماركس» وقبل «روجر ونتر». اشتراكيون أثرياء ثم أين الاشتراكية في الجنوب.. بل أين بداياتها ونخب الحركة الشعبية أصبحوا من الأثرياء.. واستولوا على الأراضي وأقاموا الفنادق باسمهم.. والشركات.. فهل هذه هي «كادحية» الحركة الشعبية وجموع «البروليتاريا» في الجنوب لا تجد إعادة التوطين ولا أبسط مطلوبات الحياة من مأكل وملبس ومسكن وعلاج.. وهل هذه هي اشتراكية الحركة؟ ومن يضلل من؟.. ومن يغش من؟.. ومن يخدع من؟.. هل الاشتراكية تعني نهب أموال الجنوب.. ونهب أموال البترول وفتح الحسابات في كمبالا ونيروبي ولندن.. وشراء العقارات لتسمين «القطط». وذكر «المانفستو» كذلك ان الاستعمار البريطاني استمر في السودان«قروناً».. ولعله إفك كبير.. لأن أمر التجربة الاستعمارية في السودان «57» عاماً.. من «1899-1956».. ونسأل إخواننا «جلابة» السياسة الجدد.. كيف سيقود التخلف حركة التقدم.. وكيف يمكن ان تقود المناطق المتخلفة المناطق المتقدمة.. وهل من المعقول أن يحكم المنطقة «السنارية» من لا يعترف بمكانة سنار وعقلها وثقافتها.. وكيف يمكن لمن يرفض التحدث بالعربية ويحتقر الثقافة الاسلامية ان يجلس على كرسي وعقول ونفوس أهل هذه الثقافة.. وهل يمكن لشيخ «الشكرية» مثلاً أن يصبح سلطاناً لدينكا أبيي.. وإذا كان الجواب بأن ذلك لا يجوز.. وإذا كان دينكا أبيي يرفضون مشاركة المسيرية لهم في السلطة والثروة وهم أولاد البلدة.. فكيف يريد أبناء «أبيي» ومن شايعهم الإمساك بعرش السودان مع رفضهم للثقافة العربية الاسلامية.. وكلامهم في إعلانهم السياسي أن العرب يمثلون فقط «31%» هو أشبه بكلام «اندروناتسيوس» الذي ذكر أيضاً ان العرب يمثلون «5%» من سكان السودان وأنهم يحتكرون السلطة. ومعنى هذا الكلام تحديداً أنه ليس للسودانيين عقول.. أما الكلام عن سيادة القانون وكما يقولون فإن «الجواب من عنوانه».. ويكفي ما يحدث الآن في الجنوب لغير المنتمين للحركة
الشعبية من إهانة ومصادرة حيث لا وجود للقانون في الجنوب.. ولا في مواعين الحركة الشعبية.. ولا في جبال النوبة.. ولا يمكن ركوب موجة التخلف والحقد وثقافة الكراهية بقصد ان يصبح هذا المثلث المظلم هو الأساس لحكم السودان.. ولا يمكن لمن يجلس على هذا الماعون ان يستلم كنوز السودان.. وأن يكون مؤتمناً على مصائر السودان.. وأن يكون أميناً كي يحكم السودان. نكتة الحركة ويتكلم الإعلان السياسي عن الحركة الشعبية، عن كيف أنها جاءت لإزدهار الجميع.. ونسأل أين الإزدهار في جنوب السودان.. وماذا عن النازحين.. وماذا عن اللاجئين.. وهل تمت إعادة توطينهم.. وهل تم تعويضهم.. وهل هم الآن يعاملون كمواطنين لهم نصيب حقيقي ومحسوس في قسمة السلطة والثروة.. في ظرف نسمع فيه عن التواطؤ مع الشركات الأجنبية لأكل أموال الجنوب بالباطل.. ويتحدث «المانفستو» عن الحرية والعدل والمساواة.. فهل هي «نكتة» وإلا فأين هذه الحرية والعدل والمساواة في حكومة الجنوب التي تقوم بعض مكوناتها باختطاف الناس.. وأين الحرية والعدل والمساواة ومعظم أهل الجنوب لا يجدون قوت يومهم ولا يجدون العلاج والتعليم.. بينما تم تخصيص عربة ومنزل واستحقاقات سفر ومئات الآلاف من الدولارات لكل عضو في الحركة حتى أصبحت هذه الصفوة تأكل في أموال الجنوب وتتأفف حتى من مخالطة العوام وتتأفف من زياراتهم ومطالباتهم. ثم يبرز علينا «المانفستو» ليتكلم عن الحكم الديمقراطي.. ونسأل هل كان المؤتمر العام نفسه ديمقراطياً أم مجرد محتشد سياسي لتخريج قرارات واتفاقات فوقية. ولذلك يجب ان لا يتحدثوا عن انتخاب الرئيس سلفا كير.. ذلك أنه هل كان من الممكن في ظل المؤتمر وعلى ضوء ما قرأنا وشاهدنا.. وعلى ضوء التهديدات القبلية والعسكرية أن لا يتم انتخاب سلفا كير.. بل هل كان يجرؤ بعض مكونات المؤتمر مجرد التفكير في ذلك.. أم أنها «نكتة» الرجل القادم من الجزيرة في وسط السودان والذي قال إنه يرشح نفسه ضد سلفا كير أليست هذه مهزلة سياسية وديكوراً مسرحياً؟ أولاد قرنق فالرئيس سلفا كير هو حاكم الجنوب سواء بالمؤتمر العام أو بدونه.. وإذا كان القائد سلفا كير واجه الرئيس التاريخي للجنوب جون قرنق في مؤتمر رمبيك وكاد يعزله.. فهل يمكن للشتات الذي جمع باسم اولاد قرنق أن ينتقصوا من سلطة الرئيس سلفا كير وهو القائد الأعلى للحركة الشعبية والقائد العام لجيشها.. فعلى من يضحكون؟!.. وعندما حاول المؤتمرون إنفاذ مادة الدستور التي تقول بضرورة انتخاب نائب واحد للرئيس وهو جيمس واني.. أوقف مخططهم «فاولينو ماتيب» حينما توعد وهدد وذهب بعد إلقاء كلمته ليستقر في «بانتيو».. وجاء «ريك مشار» محمولاً على ديمقراطية فوهة البندقية. فلماذا يكذبون وهم يعلمون ان الذين حاربوا قرنق من قبل هم الذين يحكمون الآن باسم الحركة الشعبية.. ويعلم اليساريون انهم يداهنون ويصانعون وأنهم يكذبون.. وأن محاولاتهم للتمدد داخل المؤتمر فشلت ولكن ليس هذه هي القضية. ولكن القضية هل تستطيع النخبة الجنوبية وبعد المؤتمر العام أو المحتشد سواء كان ديمقراطياً أو كان كغيره من المحتشدات التي يعج بها العالم الثالث.. هل يستطيع هؤلاء إقامة الحكومة الجنوبية النموذجية التي تكون لنا عنواناً ومثالاً.. نتمنى ذلك ولكن الوقائع كافة لا تبشر بذلك. أبتزاز وأكاذيب ولننظر الى «سذاجة» بعض أعوان الحركة الشعبية الذين قالوا بأنهم يقاطعون حوار الحكومة المركزية مع أمريكا.. والحكومة تحاور أمريكا من أجلهم.. ومن أجل كل السودان.. ولكنهم في كل لحظة مفصلية يحاولون ان يبتزوا المؤتمر الوطني.. ويبتزوا حكومة الوحدة الوطنية.. ولكن هذه المرة جاءهم الرد من الممثل الأمريكي نفسه الذي قال إنه مستوعب قول بعض الجنوبيين لكنه يتكلم مع الجميع وتكلم مع بعض مكونات الحكومة وذهب الى جوبا.. فلماذا لم يقاطعوه ولماذا هرولوا نحوه.. أليس هذا هو الحوار ذاته.. ولكن مهما يكن فإن السودان يقف في مفترق الطرق.. وأن هنالك مهددات كبيرة لاتفاقية السلام.. وما حدث في أمدرمان من قبل المتمرد صاحب اليد المبتورة خليل إبراهيم واحد من هذه المهددات. وقد سمعنا أنه ذهب مدحوراً الى «أم جرس» في تشاد.. ويملأ الصحافة الفرانكفونية بالتصريحات.. ويتكلم من خلال إذاعة فرنسا.. ويقول جملة من الأكاذيب.. مثل أنه دمر عشرين سيارة وأربعين دبابة وثلاثين طائرة.. وأنه فعل كذا وكذا.. وانه مكث في أمدرمان ثلاثة أيام وهذه كلها بالطبع أكاذيب.. ولكن هذه الأكاذيب الآن تنزل على افريقيا الفرنسية أو الفرانكفونية.. تنزل على أهل الغابون وعلى أهل الكونغو الديمقراطية وعلى الناطقين بالفرنسية كافة في تشاد وغيرها.. فعلى وزارة الخارجية يقع عبء تصحيح هذه المفاهيم بأن تتصدى لذلك.. لأنه وكما قال الرئيس البشير أصبح الناس في هذا العصر على دين إعلامهم. تجنيد الأطفال من ناحية أخرى فإن هناك من المعلومات المتواترة أنه تحت سمع وبصر قوات اليوفور والقوات الفرنسية يتم الآن تجنيد الشباب والأطفال قسراً من معسكرت اللاجئين في تشاد لمصلحة حركة العدل والمساواة والإنضمام لمعسكرات خليل التي تفيد المعلومات أن هناك جهة ما عوضته بمائة عربة حربية جديدة.. كما ان المعلومات تفيد بإتصالات الموساد وتلقي المتمرد خليل للدعم في السلاح والتدريب من إسرائيل.. ولعل هذه المرة يكون عنوان الهجوم دارفور حسب ما يروجون، ولأنهم ذاقوا درس الخرطوم.. ولكن ماذا ستجني دارفور من الخراب.. وماذا ستجني دارفور من مزيد من الحرب الأهلية.. وماذا ستجني دارفور من سفك مزيد من الدماء.. و من الأفضل ان يرتفع صوت العقل.. ومن الأفضل للقوات الفرنسية ان لا تدخل في هذا المخطط خصوصاً وأن لفرنسا مصالح في السودان وهي شريك في الذهب.. وفرنسا شريك في التنقيب عن البترول وقد انحاز السودان لفرنسا في قضية شركة «توتال» ضد «النيل الأبيض».. فلماذا إذاً تقف فرنسا «ساركوزي» هذا الموقف المخزي في قضية الأمن والسلام في السودان.. وتنحاز تارة لعبدالواحد محمد نور وتمدد له الاستضافة في باريس.. وتارة اخرى لخليل إبراهيم الذي أدانه مجلس الأمن وجامعة الدول العربية ومنظمة الإيقاد.. والذي أصبح يمثل ويمارس الإرهاب.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.