ثلاث قاضيات سينظرن على الارجح ويقررن في مذكرة التوقيف التي اصدرها مدعي محكمة الجنايات الدولية لويس مورني اوكامبو وساق فيها جملة من التهم في حق رئيس الجمهورية المشير عمر البشير وهي المزاعم التي رفضها كما يعلم جميع السودان جملة وتفصيلاً باعتبار ان السودان اولاً ليس عضوا في ميثاق روما الذي انشئت على ضوئه المحكمة، وثانياً لأن الادلة التي ساق على ضوئها اوكامبو اتهاماته ضعيفة وجمعت من خارج ولايات دارفور بل من خارج السودان، وثالثًا الدوافع السياسية من المحكمة التي تسندها وتدعمها جهات معادية للسودان. قرار القاضيات الثلاث وبحسب قواعد المحكمة لا يخرج من ثلاثة احتمالات: الاول رفض المذكرة بشكل كامل، والثاني هو قبولها جزئيا وطلب مزيد من الادلة، اما الاحتمال الثالث والاخير فهو قبولها والعمل بها. القاضيات الثلاث اللائي يشكلن الدائرة التمهيدية للمحكمة هن: الغانية اكوا كونيهيا واللاتفية انيتا يوساكا والبرازيلية سيلفيا ستينير. الغانية اكوا كونيهيا هي اعلاهن مرتبة في محكمة الجنايات الدولية اذ تشغل منصب نائب رئيس المحكمة وعملت بالمحاماة في بلدها بعد دراستها للقانون في جامعتي اكرا واكسفورد . انتخبت اكوا كونيهيا عضوا للمحكمة من قبل المجموعة الافريقية للعام 2003 لتسع سنوات حيث جرى اختيارها للعمل بالدائرة التمهيدية وقبل ذلك كانت تشغل منصب عميد كلية القانون في جامعة غانا حيث كانت تقوم بتدريس مادة القانون الجنائي بالجامعة وقانون حقوق الانسان الدولي والقانون الدولي العام. اكوا كونيهيا ايضا كانت باحثة مشاركة في مشروع (المرأة والقانون في دول غرب افريقيا الانجلوفونية) وهو المشروع الذي غطى دول غانا ونيجيريا وسيراليون وغامبيا ولها عدد من المؤلفات والبحوث في مجالات المرأة والقانون وقوانين الاسرة وقوانين حقوق الانسان الدولية.. كما عملت ممثلة للادعاء في المحكمة الدستورية العليا في غانا.. القاضية الثانية هي البرازيلية سيلفا ستينير التي انتخبتها مجموعة امريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي لعضوية الدائرة التمهيدية بالمحكمة لتسع سنوات ولها خبرة طويلة في القانون الجنائي والقانون الانساني الدولي، عملت بالمحاماة خلال الفترة من 1977 الى 1982، ثم اصبحت بعد ذلك المدعي العام الفيدرالى في ساوباولو بالبرازيل خلال الفترة من 1982 حتى 1995م حيث جرى تعيينها، بعد ذلك قاضيا في محكمة الاستئناف البرازيلية واستمرت في هذا المنصب الى ان تم انتخابها للمحكمة الجنائية الدولية في العام 2003م . سيلفا ستينير حاصلة على شهادة جامعية في القانون من جامعة ساوباولو البرازيلية وفي العام 1999 حصلت على شهادة خاصة في القانون الجنائي من جامعة برازيليا وفي العام الذي يليه حصلت على درجة الماجستير في القانون الدولي من مدرسة القانون جامعة ساوباولو . سيلفا ستينير لها عدد من الكتب والمقالات حول حقوق الانسان وحقوق المرأة والطفل والقانون الجنائي وهي ايضاً احدى مؤسسات معهد البرازيل لعلوم الاجرام، وكذلك نائب مدير مجلة (علم الاجرام)، كما عملت القاضي سيلفا ستينير محاضرة في عدد من كليات القانون في الجامعات البرازيلية. القاضية الثالثة هي انيتا يوساكا من لاتفيا تحمل درجة بروفيسور في القانون درست القانون في جامعة لاتفيا خلال الفترة من 1970 الى 1975م ونالت دراسات عليا في القانون في جامعة موسكو خلال الفترة من 1976 الى 1980 ثم نالت درجة الدكتوراة في القانون العام 1999 واصبحت بروفيسوراً في العام 2002 . سيرة انيتا يوساكا العملية تقول انها كانت قاضية بالمحكمة الدستورية بجمهورية لاتفيا منذ العام 1996م، ومنذ العام 1996 أيضاً أصبحت استاذة للقانون بدرجة بروفيسور مساعد ولها عدد من المقالات والكتب في حقل القانون وهي عضوة باتحاد المحاميات الاوروبيات منذ العام 2005 وعضو ايضاً بالاتحاد الدولي للقاضيات وكذلك خبيرة وطنية في مجموعة الخبراء الاوروبيين لتقييم العدالة والشؤون الداخلية في لاتفيا.