هناك نكتة مشهورة تحكي عن (بنتين حنكوشات) وقفتا امام الجامعة واشرتا لصاحب تاكسي كان يسير في الاتجاه المعاكس لوقفتهما ليقلهما في مشوار ، فقال لهما صاحب (التاكسي) الشارع اتجاه واحد لا استطيع ان ادير التاكسي ، اقطعا الشارع!! فقالت له احداهما (المكان الواقف فيهو انت يا عمو دا مشوارنا) بمعنى انهما كانتا تريدان قطع الشارع فقط.. ونكتة اخرى تحكي عن (حنكوشة قالت لوالدها لو ما اشتريت لي عربية سآكل ملاح ويكة وانتحر)، واخرى قالت (حسام صار متوحش)، لما سألوها لماذا؟ قالت: (حلق صلعة). هذه بعض (النكات) والطرائف الكثيرة التي تحكى عن (الحناكيش). ففي السابق عندما ظهر مصطلح (الحناكيش) في مجتمعنا، كان الناس يطلقونه على أبناء وبنات (المغتربين) الذين يتضجرون من العيش في السودان فهم لا يحتملون (حرارة الشمس ولا الشلهتة في المواصلات ولا قطوعات الكهرباء)، كما انهم لا يتناولون اي (طعام واي شراب) ويصعب عليهم الحديث ببعض المصطلحات السودانية (العامية) ،ودائما ما يستفسرون عنها ، بمعنى ان (الحناكيش) عند حضورهم للسودان، يصطدمون بأشياء عندما يرونها لأول مرة تملأ (الدهشة وعلامات الاستفهام والاستعجاب) المكان الذي يوجدون فيه.. ثم صار الناس يطلقونها على ابناء (الاثرياء) الذين يبين على وجوههم (الثراء ورغد العيش) بزيهم وحديثهم وطعامهم المختلف عن المجتمع الذي يوجدون فيه. لكن الآن ظهر (المتحنكشين) ،فلا هم مغتربون ولا ابناء اثرياء ولكنهم يقومون بذات التصرفات والتعجب من كل ما يرونه، على الرغم من انهم يعيشون وسط اشياء كثيرة يدعون انهم لا يعرفونها، خاصة (الفتيات) طالبات الجامعات اللائي يبدأن هذه (الحنكشة) بتغيير شكل (خطوات) رجليها على الارض و(تعطيش الجيم) وادعاء عدم معرفتها بالأشياء (التقليدية). وهؤلاء حسب حديث د.دولت حسن الباحثة الاجتماعية مصابون بمرض (التقليد)، في حين ان كل الشروط والمواصفات التي عند (الحناكيش) التلقائيين لا تنطبق عليهم ولا تشبه البيئة التي يعيشون فيها، فمثلا واحدة تقول (انا بخاف من القطة) في حين ان بيتها ترتع فيه القطط، واخرى تقول (لا اتناول الكسرة في حياتي) في حين ان اسرتها قد ربتها ب(الكسرة) وهكذا، وامثال هؤلاء كثيرون في المجتمع. و(الحنكشة) اصبحت هما بالنسبة لهم، وآخرون يرهقون اسرهم البسيطة ماديا، حتى تصل الواحدة او الواحد الى درجة (الحنكشة) التي تقاس بالزي والكلام ونوعية الطعام.. وقالت د.دولت: لكن (الحناكيش الاصليين) هم الذين يمارسون حياتهم بصورة طبيعية ويستعجبون من الاشياء بتلقائية، وغير ممثلين، وقالت: زمان كنا نقول لأبناء المغتربين (حناكيش) والآن البلد كلها صارت (حناكيش) لكن الاصليين واضحون حتى في اشكالهم،لا يتعبون في ممارسة حياتهم، على عكس (المتحنكشين) الذين يجدون صعوبة في التعامل مع غيرهم لأن ذلك ببساطة ليس (طبعهم) الذي نشأوا عليه.