ملهمات الشعراء أين اختفين كان للشعراء ملهماتهم منذ عصر الشعر الجاهلي. فاعطين جمعهم الالهام ودرر القصائد ..فكانت عبلة وعنتر وليلى وقيس. وكان الشعر العذب والنظم الجميل الى عصرنا والشعراء يلهبون مشاعرنا بغزل الملهمات حتى عندما كان المجتمع يسد أذنيه عن اسماء يعرفها وهبن شعراء الحقيبة جمال الغناء. وكانت غزال المسالمة وام شلوخا مطارق وكانت ملهمات الشاعر المساح وغيرهن مع روعة تلك الاغنيات التي جادت بها حناجر الفنانين. الآن وفي عصرنا الذي نعيشه اختفت الملهمات وصارت القصيدة خالية من ذلك النبض الجميل وضاع الوصف الحسي لتكون المفردات عصية امام الوصول لتلك الملهمة..وكما قالت لنا فوزية الصديق ايام زمان كانت الفتاة لا تخرج من البيت وان التقاها الشاعر لمرة فانها تحرك خياله للتعبير عن اللقاء والصورة التي رسمت فيه ويا حليل ايام زمان.. ولكن محمد عمر قال ايامنا هذه الفتاة موجودة معك في كل مكان في العمل والدراسة وفي المواصلات، وما عادت المعاناة في مشاهدة الفتاة او البحث عنها تتطلب هذا النشيد من القصيدة لذلك تحولت مفردات الشعر الى اخرى جافة او متناولة لقضية ما. الحاجة آمنة قالت ان الشعر ليس مرتبطا بموقف واحيانا يكون صدى لقصة حب ما، وتضحك( وينو الحب اليوم) .. البنوت السمحات موجودات ولكن شعراء زمان ما موجودين.. اما الفاضل السر الملهمات موجودات ولكن لا يؤثرن في الشعراء الذين ذهبوا لاختيار مفردات مما هو حاصل في العصر من تطور تكنولوجي.. وهنالك جفاف في المشاعر ولعب بالعواطف لا يوجد صدق بين المحبين .. ويضيف تلاحظ ان الحزن يغلب على اغانينا لان الصدق غير موجود والشاعر زمان كان عنده وقت يهاجر من اجل الجمال كما يروى عن المساح، اين الوقت الذي يجده الشعراء الآن وحتى نحن لنهاجر ونتعذب بالحب.ونتذكر الشاعر البنا الذي رأى احدى الفتيات من حسان امدرمان في حفل عرس وهو يدرك انه لن يراها بعد فلجأ لحيلة فأغرى بعض الصبية الذين وجدهم امام دارها يلعبون بحافز تعريفة لكل اذا ما نفذوا له ما يقول وهو ان يصرخوا النار ولعت فكان له ما اراد فخرجت الفتاة مسرعة وهي تسأل اين النار فاشار الى صدره ومكان القلب فيه (النار هنا).