تمخض الفيل فولد فأرا... ذلك كل ما يمكن ان يقال في البرنامج الجماهيري( (Arabs Got Talent الذي يتابعه مليون وستمائة مشارك على موقع (الفيسبوك) بصفحة البرنامج في موقع قناة mbc ) ) الاكتروني، حيث دخل البرنامج مرحلته النهائية بالتسابق عبر تصويت الجمهور. والتخوف الموجود الآن هو عدم التجرد في التصويت مثل ما تم في الموسم الاول حين فاز المتسابق المصري عمرو قطامش نتيجة لتصويت الجمهور المصري له باعتبار الجنسية وعدم النظر الى المواهب التي كانت في الموسم الاول، والتي تمثلت في عدد من المتسابقين ذوي المواهب المتفردة، لكن الكثرة تغلب الشجاعة. رغم ان البرنامج يعد نسخة من البرنامج الامريكي (امريكان ايدول)..ولكن لتكن مقارنتنا باعضاء لجنة التحكيم في البرنامجين حتى يمكننا القول عن الفرق بين البرنامجين في نسختيهما الاصلية والتقليد. ونبدأ بلجنة الحكم كما يسميها اخواننا اللبنانيون والمكونة من:الفنانة نجوى كرم: مغنية لبنانية يطلق عليها لقب شمس الأغنية العربية. بدأت حياتها كمدرسة وانطلقت في الغناء في الثمانينات. شاركت في برنامج «ليالي لبنان» وفازت بالميدالية الذهبية. أطلقت أول ألبوم لها بعنوان «ياحبايب». ولاقى ألبومها الثاني «شمس الغنية» نجاحا كبيرا. أطلق عليها الإعلامي اللبناني جورج إبراهيم الخوري لقب شمس الاغنية العربية ، وذلك بسبب صوتها الجبلي. تميزت نجوى في هذا البرنامج بالالمام الكامل بجانب الفن والتعامل وفق مهنية، لكنها تربط بين المقبولية والتعاطف لدى الجمهور والمهنية البحتة، خاصة ان البرنامج يرتبط بالمواهب المتفردة كما انها تستطيع التأثير على المحكمين في كثير من الاحيان في تحويل افكارهم كيفما تراه.مقابل لها في النسخة الامريكية الفنانة باولا جولي عبدول: فنانة أمريكية يهودية مشهورة لوالد من أصل سوري. معروفة كمغنية وكمصممة رقص كبيرة في هوليوود ،وسابقاً كأحد أعضاء لجنة التحكيم في برنامج السوبر ستار الأمريكي «أمريكان آيدول». من مميزاتها انها لا تجامل المتسابقين ولكنها تميل الى اتاحة الفرص للمتسابقين قدر الامكان لاثبات جدارتهم ومن ثم تتعامل مع المتسابق وفق المهنية التي لديها وبموجب المعايير المتفق عليها مع لجنة الحكم. والحكم للقارئ بين الاثنتين. العميد علي جابر إعلامي لبناني، حاصل على البكالريوس في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية في بيروت، ودكتوراة من جامعة كامبريدج في بريطانيا. كان يُلقي محاضرات في الإنتاج التلفزيوني بالجامعة الأمريكية اللبنانية. المستشار الإعلامي في المكتب التنفيذي للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ومؤسس ومدير إدارة (تلفزيون المستقبل)، وعميد كلية محمد بن راشد للإعلام في الجامعة الأمريكية في دبي. يمتاز بانه من النقاد اللاذعين ويعمل على انتقاد كل الاعمال التي لا ترقى للمستوى الفني حسب رؤيته التي تستمد من ارتباطه الكبير بالدول الغربية.مقابل له في النسخة الامريكية الانجليزي سيمون فيليب كويل وهو شخصية تلفزيونية إنجليزية، ومنتج تلفزيوني، ورجل أعمال وهو مشهور في المملكة المتحدة والولايات المتحدة لدوره في لجنة الحكم في عروض تلفزيونية مثل نجوم البوب، أمريكان أيدول، وإكس فاكتور، وبريتنس جوت تالنت. وهو أيضا صاحب دار لنشر الموسيقى والإنتاج التلفزيوني. يشتهر كويل بأنه محكم صارم وغالبا ما يكون مثيرا للجدل والانتقادات والشتائم حول آرائه الصريحة والجارحة والمبكية احيانا حول المتنافسين وقدراتهم. ولقب بعديم الرحمة، والأرعن والسطحي. غير ان الفرق الواضح هو في رؤية سيمون للمتنافسين وعدم اهتمامه لما يقوله الجمهور حول آرائه التي كثيرا ما يجد الجمهور انها الارجح والاصح. والحكم للقارئ حول الاثنين. لا تفاضل يمكن ان يكون هنا بين الاثنين فالعربي اكاديمي والانجليزي خبير وعامل في المجال. شتان بين هذا وذاك.ثالث الثلاثة العرب هو ناصر القصيبي الذي تخرج في كلية الزراعة جامعة الملك سعود. كانت بدايته الفعلية على مسرح الجامعة، وظهوره الحقيقي كان في مسرحية «التائه» ببطولة ثنائية مع «راشد الشمراني»، ويعتبر من الفنانين ذوي الجماهيرية الواسعة في السعودية ودول الخليج، وتميز خلال السنوات الأخيرة بتقمصه للكثير من الشخصيات التي تثير الجدل. اول ظهور للقصيبي تبين فيه انه لا يتجاوب بفاعلية مع الفنون الغربية مثل الراب والاوبرا وغيرها من الفنون الجديدة على المستمع العربي. ولعل ارتباط القصيبي المسرحي غالب على ميوله الفنية لذا كانت لديه العديد من الاخفاقات الفنية في البرنامج.النسخة الامريكية المقابلة للقصيبي هو راندال داريوس (راندي) جاكسون هو عازف جيتار باس ومغني،ومنتج، ورجل أعمال وشخصية تلفزيونية. ومعروف في لجنة الحكم في أمريكان أيدول، والمنتج المنفذ لإم تي في اميركا لافضل مجموعة راقصة. وفاز راندي بجائزة غرامي كمنتج. عمل راندي كعازف مع عدد من المجموعات الموسيقية منذ الثمانينيات وعزف مع المشاهير امثال ماريا كيري، وايتني هيوستون، سيلين ديون، ومادونا. راندي له نظرة موسيقية ثاقبة في الالحان والاداء ويمتاز باحساس عميق في معرفة طبقات الصوت لشتي المتسابقين ومعرفة اخفاقات المتسابق غير الظاهرة للاذن العادية. كما انه من المتحمسين للشباب واعطاء الفرصة والمساعدة. غير انه من النقاد غير المجاملين. والحكم للقارئ هنا مقارنة بالنسخة العربية .