عقد الرئيس عمر البشير بمقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا أمس، لقاء قمة مع نظيره المصري د. محمد مرسي على هامش اجتماعات الدورة (19) للقمة الأفريقية. وقال علي كرتي وزير الخارجية حسب (سونا) أمس، إن اللقاء تطرق للعلاقات الثنائية بين البلدين وكيفية تحريك ملفات التعاون الاقتصادي خاصةً في المجال الزراعي، وأبان أنّ اللقاء أكد على وجود عزيمة قوية بين البلدين لمراجعة اتفاقية الحريات الأربع والعمل على إنفاذها، وأشار إلى أن اجتماعاً سيجرى بهذا الخصوص في القريب العاجل. وأوضح كرتي أن مرسي طلب من البشير إطلاق سراح الصحفية المصرية شيماء عادل بعد أن استمع لشرح من الرئيس البشير حول ملابسات احتجازها من قِبل السلطات السودانية، وقال كرتي إن البشير وعد مرسي بإطلاق سراحها، وتابع بأن لقاء الرئيسين يأتي تأكيداً على دعم السودان لثورة 25 يناير. من جهة أخرى، التقى الرئيس البشير بالمبعوث الروسي للسلام بالسودان ميخائيل مارغيلوف، وتطرق اللقاء لتطورات الأوضاع في السودان وجهود الحكومة في تحقيق الأمن والاستقرار بدارفور. وفي السياق، بدأت بأديس أبابا أمس، فعاليات الدورة (19) لقمة الاتحاد الأفريقي التي يشارك فيها السودان بوفد برئاسة البشير، وأشاد جان بينغ رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للقمة بالجهود الأفريقية لمعالجة القضايا العالقة بين السودان ودولة الجنوب، ونوّه لجهود الآلية الأفريقية برئاسة ثابو امبيكي في دفع عجلة المفاوضات بين البلدين، وأضاف: هناك بوادر مشجعة للسلام والاستقرار في دارفور، ودعا المجتمع الدولي لاغتنامها ودعم إعادة الإعمار في دارفور، وحشد الطاقات لدعم المصالحات بين القبائل في المنطقة. وقال إن الاتحاد الأفريقي اتخذ إجراءات من بينها خارطة الطريق لدفع التفاوض بين الدولتين، وأوضح أن الإجراءات أسهمت في إنهاء المواجهات المسلحة بين البلدين ودفعت الطرفين للتفاوض لتسوية القضايا كافة. من جانبه، قال يان الياسون ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، إن الأممالمتحدة تولي أفريقيا اهتماماً متعاظماً وتلعب دوراً كبيراً في مساعدتها للخروج من الفقر والبطالة والأوبئة، ونوّه لجهودها في دعم السلام والاستقرار وإسهاماتها في حل الأزمة بغينيا بيساو ومالي والسودان، وأشار إلى جهودها لتسوية الأوضاع في دارفور، بجانب جهودها لحل العقبات بين السودان ودولة الجنوب، وأعرب عن سعادته باستئناف المفاوضات بين الخرطوم وجوبا وفق الخارطة الأفريقية وقرار مجلس الأمن (2046)، وأكد دعمها لجهود الآلية الأفريقية رفيعة المستوى بقيادة امبيكي في تسريع وتيرة المفاوضات وتقريب وجهات النظر بين الطرفين. من ناحيته، قال د. نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن أية لغة غير الحوار بين السودان والجنوب لن تقود إلى حلول للقضايا العالقة بينهما، وأبان أن الحل يقع على عاتق الطرفين وعليهما تحمل المسؤولية للمضي قدماً بمسيرة السلام والاستقرار، وأشار لجهود فريق الإتحاد الأفريقي برئاسة امبيكي وجهود الاتحاد نفسه في حل قضية دارفور بالتنسيق مع الأممالمتحدة والجامعة العربية، وأشاد بالدور الذي تقوم به بعثة (يونميد) في دارفور ودعم حالة السلام والاستقرار بالمنطقة. وأصدر الإتحاد الأفريقي، بياناً تبنى فيه مبادرة لدعم السودان من بين ثماني دول أفريقية شهدت حديثاً صراعات مسلحة، وأكد الإتحاد أن المبادرة التي أسماها (أفريقيا تساعد نفسها بنفسها) تهدف لأخذ زمام المبادرة ودعم التضامن الأفريقي والتعاون على المستوى الإقليمي وبناء الثقة في القدرات الأفريقية. وشمل القرار السودان وجنوب السودان وبوروندي وأفريقيا الوسطى وساحل العاج وجمهورية الكنغو وليبيريا وسيراليون.