البروفيسور فدوى عبد الرحمن على طه، إحدى نخلات بلادي، ومن أكثرهن عطاء وإنتاجاً، ورقماً عصياً على التجاوز أو القفز من فوقه في جامعة الخرطوم، وبالطبع فيما عداها من جامعات بالبلاد. ولا عجب، فهى أستاذ وضيف زائر وكبير باحثين بجامعات النرويج وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية.فدوى، كانت فحوى مكالمة هاتفية ظهيرة أمس الأول من أستاذي الدكتور فتح الرحمن محجوب، حينها أخبرني بنيلها لدرجة الأستاذية من جامعة الخرطوم كأول سيدة تنال هذا الشرف الأكاديمي الرفيع في كليات العلوم الإنسانية بالجامعة، وهو الأمر الذي جعل مركز عبد الكريم ميرغني وأهل وأصدقاء وزملاء وطلاب البروفيسور فدوى يتنادون جميعاً لتكريمها بالمركز في تمام الساعة العاشرة من مساء غدٍ الجمعة الموافق الخامس عشر من رمضان في حفل ينتظر أن يكون حاشداً نظراً للمكانة الأكاديمية المرموقة التي تتمتع بها.إختارت د. فدوى المولودة في منطقة أربجي التاريخية بالجزيرة، التاريخ مجالاً لدراستها، وتدريسها فيما بعد بكلية الآداب جامعة الخرطوم وجامعة الدمام. حيث تخصصت في التاريخ الحديث والمعاصر، وبحثت بعمق في تاريخ الحكم الثنائي الإنجليزي المصري في السودان، وفترة ما بعد الإستقلال 1956- 1969م، وتاريخ مياه النيل المعاصر، والسودان في العلاقات المصرية البيرطانية.مؤلفات، وترجمات البروفيسور فدوى وما حققته في مسيرتها الحافلة أكبر من أن يتم حصره هنا، فهى صاحبة سهم وافر في مجالها الذي يتطلب جدية ومثابرة كانت تملك منها مخزوناً إستراتيجياً فيما يبدو. وإلى جانب ذلك كان لفدوى التي تقلدت العديد من المواقع الإدارية في جامعة الخرطوم والجامعة الأهلية وكلية السودان الجامعية للبنات، كان لها حضوراً فاعلاً في العديد من المؤتمرات وورش العمل والندوات المحلية والإقليمية والعالمية.مهما يكن من أمر، فإن البروفيسور فدوى عبد الرحمن علي طه إمرأة جديرة بالتكريم والإحتفاء كالذي ينتظرها في مركز عبد الكريم ميرغني غدا الجمعة، فهى من صنف نادر، وإن شئت الدقة، صنف شاطر من النساء.