اعلن د. عبده داؤود وزير المالية بولاية شمال دارفور عن استئناف النشاط التجاري بين الولاية وليبيا وأضاف : استئناف النشاط التجاري مرة اخرى بتصدير (10) آلاف رأس من الضأن خلال رحلتين في اليوم لمدة اسبوع تنطلق من مطار الفاشر ، مبيناً ان العلاقات التجارية مع ليبيا علاقات قديمة وأزلية ، وتطورت عبر النشاط التجاري عبر الحدود بين البلدين،خاصة مدينة الكفرة وغيرها من المدن الليبية ، حيث يغلب الطابع التقليدي عليها ، حيث عرفت الولاية تصدير الابل والضأن وحب البطيخ والكركدي وغيرها من المنتجات السودانية الى ليبيا منذ فترات طويلة ، واستمرت حتى منتصف العام الماضي ، حيث توقفت لأسباب الثورة الليبية ، حيث كانت هنالك رحلتان جويتان في الاسبوع بجانب النشاط التجاري البري بين الولاية والجماهيرية الليبية ، توقفت جميعها مع بداية الثورة الليبية. وأعلن الوزير في حديثه مع (الرأي العام) عن التعامل بنظام الاعتمادات المفتوحة للتبادل السلعي ، جزء منها يذهب للسيخ والحديد والمدخلات الغذائية والجزء الآخر عملات صعبة ، وأضاف : هذا سينعكس على اقتصاد الولاية ويؤدي الى الاكتفاء الذاتي لبعض السلع مثل الوقود والمواد الغذائية ، التي كانت اسعارها في السابق اقل بكثير عن الخرطوم وبقية مدن السودان بفضل الحركة الجوية والبرية مع ليبيا ، بجانب أثر ذلك على سوق الضأن والمنتجين برفع الأسعار .. وأوضح الوزير ان سعر الخروف بلغ (الفي ) جنيه ، وتراجع الآن الى (1800) جنيه ، وتوقع ان يستقر بمبلغ (1500) جنيه بانتظام عمليات التصدير. من جانبه اوضح آدم هري بوش وزير الثروة الحيوانية بولاية شمال دارفور الترتيبات التي سبقت عمليات تصدير الماشية من جانب الحكومة الاتحادية والجماهيرية الليبية بالتنسيق مع الولاية وجهات الاختصاص كالمحاجر البيطرية والمصدرين ، وأكد بوش ان الترتيبات الاولية اكتملت والولاية على اتم الاستعداد لتصدير اكبر كميات من الماشية ، تفوق ال(200) الف رأس ، وقال بوش في حديثه ل(الرأي العام): الولاية ظلت منذ امد بعيد تتوق للصادر ، ولكنها لم تجد الفرصة بسبب الوسطاء الذين يصدرون ماشية الولاية عبر اسواق الخوي والمويلح الى دول الخليج ، ولكننا بدورنا نؤكد دعمنا وتشجيعنا للصادر من الولاية بتسهيل الاجراءات ، وإكمال حلقات التنسيق مع جهات الاختصاص. من جهة ثانية اكد بوش ان عمليات التصدير لم تؤثر اطلاقا على اسعار الماشية واللحوم بالأسواق المحلية ، مبيناً ان الماشية التي يتم تصديرها لا علاقة لها بالسوق المحلى ، حيث تسمى ماشية السوق المحلي (بالجزارية)، وهي تخرج من دائرة ذكور الضأن والتيوس والثيران التي يتم عادة تصديرها ، ودونها يتم ذبحه فى الاسواق المحلية ، وتابع : (تراجع كيلو اللحمة بالولاية الى (30) جنيها بدلا عن (45) جنيها قبل دخول شهر رمضان المعظم)، وأضاف : ليس لأي تدخل من الدولة او بسبب الصادر او غيره ، ولكنه حدث لعوامل طبيعية مرتبطة بموسم الخريف وزيادة العرض ، حيث عادت مجموعات كبيرة من الجنوب واستقرت حول مدينة الفاشر ، مما ادى الى تراجع اسعار اللحوم والألبان والسمن ، وأشار بوش الى خدمات التطعيم التي تقدمها الدولة للماشية ضد الامراض المختلفة ، خاصة الامراض الوافدة ، بجانب الامراض المستوطنة وأمراض الخريف التي تظهر عادة مع الخريف الجيد والأمطار الغزيرة ، وأضاف : تم توفير عربات كبيرة لنقل الثلاجات والأدوية بجانب ترحيل البياطرة والعاملين فى هذا المجال ، تم تجهيزها عبر استراتيجية دارفور وبالتنسيق مع الولاية والمركز ، بتوفير المصل بأسعار مدعومة وشبه مجانية. وتشير (الرأي العام) الى ان عملية تصدير الضأن الى ليبيا تبشر بعمل اقتصادي وتجاري ممتاز سيسهم في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ، والتي يقدر حجمها بنحو (10) آلاف رأس ، يتم نقلها جواً عبر وبصفة منتظمة من مطار الفاشر الى مطار الكفرة بليبيا ، بعد اكتمال كافة الترتيبات اللازمة للإيفاء بالكميات المتعاقد عليها بين الشركتين الموردة والمصدرة ، وذلك بالتنسيق الذي تم بين جهات حكومة الولاية ووزارة الخارجية وبنك السودان المركزي والوكالة الوطنية لتنمية الصادرات ، بجانب الدور الكبير لغرفة الزراعة والإنتاج الحيواني باتحاد أصحاب العمل بولاية شمال دارفور في دعم الجهود المبذولة لتطوير صادرات الثروة الحيوانية والإنتاج الزراعي .