الركود الاقتصادي الذي ضرب اوروبا وامريكا وشل حركة الاقتصاد العالمي كانت التوقعات ان تكون له آثار سالبة على حركة الاقتصاد الافريقي الهش ولكن كل البلدان الإفريقية تشهد نموا واضحا، جاء هذا على لسان متولي نكوبي نائب رئيس البنك الإفريقي للتنمية الذي أشار إلى أنه حتى البلدان الأقل نموا تشهد نسب نمو أعلى مقارنة بأوروبا ، ففي سوازيلاند الواقعة في أفريقيا الجنوبية حققت نسبة نمو قدرت ب(0.8 %) و هي من النسب الأقل في إفريقيا تأتي مرتفعة نسبيا مقارنة بنسبة نمو ألمانيا التي قدرت ب(0.6%) هذا العام. اقتصاديات بلدان شمال إفريقيا تتوقع خروجا من النفق بالرغم من كون الانتعاش يظل هشا فيما يتعلق بتونس و مصر فيما تنتظر ليبيا نسبة نمو تقدر بنحو 15 في المائة في العام 2013 أما في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء, فتتراوح نسبة النمو بين 7 إلى ثمانية في المائة في كل من ساحل العاج و زامبيا و رواندا و أنغولا و ليبيريا. من جهة ثانية يوضح تقرير البنك الإفريقي للتنمية وضع إثيوبيا التي استطاعت أن تخلق فضاء ماليا لتسويق إنتاج المزارعين المحليين و استقطاب استثمارات أجنبية.وحدها جنوب إفريقيا المعرضة لاضطرابات الأسواق العالمية, سيكون عليها إعادة النظر في توقعات النمو بنسبة 3 في المائة من الناتج الداخلي الخام.و استنادا إلى هذه المعطيات يتوقع البنك الإفريقي للتنمية نسبة نمو تصل إلى 4.5 في المائة في أفريقيا هذا العام و 4.8 في المائة العام المقبل، غير أن نسبة النمو الإفريقي تظل رهينة بالأزمة المالية الأوروبية. الى ذلك اكد زعماء الدول الافريقية خلال القمة الأفريقية التاسعة عشرة التي عقدت بأديس أبابا مؤخرا على ضرورة تعزيزالتجارة البينية من اجل مواصلة الجهود لاقامة السوق الافريقية المشتركة وتعزيز الاعتماد المتبادل لضمان الاستغلال الأمثل لموارد القارة الافريقية في ضوء تنامي المنافسة الشرسة من جانب الدول الكبرى لالتهام مواردها وحالة عدم الاستقرار السياسي التي تعاني منها عدد من دول القارة. وساهمت العوائق التجارية والازمات السياسية والاقتصادية في الحد من نمو حجم التجارة البينية الافريقية رغم الموارد الضخمة التي تزخر بها دول القارة وبدأت الجهود الافريقية الرامية الى دعم التجارة البينية والحرة خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي مع انشاء التجمع الاقتصادي لدول غرب أفريقيا « ايكواس « والذي استهدف دعم التعاون الاقتصادي والتكامل الاجتماعي والاقتصادي والثقافي بين الدول الاعضاء ، وانشاء اتحاد اقتصادي ونقدي عن طريق الاندماج الكامل لاقتصاديات الدول الاعضاء ،وتحسين الاوضاع المعيشية وتعزيز التنمية بالقارة الافريقية الا ان تجمع ايكواس اخفق في تعزيز التجارة البينية بين الدول الافريقية نتيجة حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي التي شهدتها بعض الدول الاعضاء.