قبل اكثر من عشر سنوات ذهبت الي بغداد بدعوة من وزير الاعلام لحضور فعاليات مهرجان المربد الشعري الذي ظل يقام منذ زمن طويل. وفي اليوم الاول لوصولي الى بغداد هاتفني الدكتور قاسم حداد عضو القيادة القومية لحزب البعث وامين سر الحزب في اليمن وقال لي لقد جئت في وطنك ارجو ان لا ترتبط مساء الغد وسوف تنقلك السيارة الى الفندق لتحضرلي بالمنزل لنذهب سوياً الى مشوار آخر، جاءت السيارة في موعدها وذهبنا الي منزل الدكتور وخرج ومعه صبي عمره لا يتجاوز الاربعة عشر عاماً، وقال لي هذا شاب يمني والده أحد أهم المناضلين في اليمن خلق دون ان يسمع او يتكلم وذاهبون لشيخ من اصحاب الكرامات ومتأكد سترى العجب العجاب وامام جامع ملحق به منزل في مساحة واحدة في حي الشرطة في بغداد دخلا الى مسجد سيدنا علي ابن أبي طالب في الطريق حكي لي دكتور قاسم ان الشيخ الذي سنقابله احد أحفاد الشيخ عبد القادر الجيلاني مباشرة ودعانا لتناول الغداء وان نرضي الشيخ بتلبية دعوة العشاء. حضرنا الى الطابق الثاني وفي برندة واسعة وجدنا الشيخ محمد بن الشيخ محمد الكتراني وحوله عدد من الرجال رحب بنا الشيخ ترحاباً حاراً وبدا يتلو داخل اذن الصبي آيات من الذكر الحكيم وأذكار الطريقة القادرية. وفي آخر اللحظات أذن في أذني الطفل وكانت المفاجأة ان تحدث الصبي وسمع، بعدها نزلنا الى ساحة المسجد والشيخ امامنا يحمل عصاه ومساحة المسجد مليئة بالدارسين والحيران، وسط الحلقة أعدت لنا جلسة لمشاهدة فعالية من نوع آخر. جاء احد الحيران شاب في منتصف العمر ونزع قميصه وجاء آخر يحمل حربة أدخلها في جنبه الايسر لتخرج من الخلف وأخرجها والشاب لم يصبه شئ. ثم جاء آخر وادخلوا له مدية في فمه واخرجت الشيخ ولم يصب الشاب بشئ. ثم جاءآخر يأكل الضفادع والثعابين ولم نر لها اثراً ثم جاء اخر فرفعوا فوق راسه 5 خناجر حادة وأخرجوها الا واحدا وأمرني الشيخ باخراجه وبكل قواي لم استطع خلع الخنجر من راس ذلك الشاب ثم قام شيخ محمد ولمس رأس الشاب وقال ثم قالي لي كرر المحاولة وقمت وكررت المحاولة فاذا بالسيف يخرج بكل سهولة من راس الشاب ثم قلت للشيخ هل يحدث هذا للحيران فقط قال لي ويمكن ان تقف ونطعنك بالمدية او بالخنجر ولن يصيبك شئ فذهلنا من الذي شاهدنا، وفي الطريق الى منزل الدكتور قاسم حكى لي في الطريق الكثير والمثير من كرامات الشيخ. لم التق الشيخ محمد ثانية الا العام الماضي عندما ذهبت الى الاردن لاجراء بعض الفحوصات. وغادرت عمان سريعاً املاً فيالشفاء العاجل وخاصة ان الشيخ له كرامات لا تسوى حالتي فيه صفرا، قبل شهرين جاء الخليفة عسافة قول التكينة في السودان ومعه الخليفة حيث كانا في الاردن وقضيا بعض ايام مع الشيخ محمد الكستراني وفي اليوم الثاني لوصولها جاءني في زيارة عجلى في المكتب وابلغني تحيات الشيخ وقدم لي مسبحات الاولى معمولة بعناية بين كل حبة وحبة المسبحة مكتوب الله والاخرى محمد قال له الشيخ قدمها لاول مسؤول وصالحه تعامله. وبعد خروجه طلبني سعادة اللواء الخواض وسعادة السفير عثمان الدرديري بان شيخ علي ينتظرني في منزله عقب صلاة العشاء ترددت كثيراً لان مواعيد مثل هذه بلغت بها كثيرا ولكن مفاجأة الشيخ تلغي الموعد واعتقدت ان الشيخ محرج من عدد زياراته لي بالمنزل عقدعمها القلب المفتوح وان وعوداً كثيرة قطعتها ولم تسمح لي الظروف بتعهدها. توكلت على الله وذهبت اليه بمنزله في الموعد المحدد ووجدته وسط المنزل يودع ابني من احباب استقبلني الرجل ببشاشة مدهشة وأدخلني الصالون حيث اكرمني كرم اهل السودان وكان معي ابني مصعب وهذا سناتي له بمقال آخر. وابلغني بالرواية استلم المسبحة بترحاب وقال لي انا ساهديك مسبحة جميلة كذلك قلت له اعطني مسبحة لان فيها بركة وبكل ترحاب اهداني المسبحة. خرجنا من منزله وظل واقفاً امام المنزل مسافة طويلة الى ان اصرينا عليه بالعودة الى منزله. ومنذ تلك الليلة ولليال ثلاث أصحو من النوم منتصف الليل بهاتف يقول لي لابد ان تعيد المسبحة للشيخ لانه رجل صالح وبها كثير من الأسرار والأوراد وقررت بعد اليوم الثالث ان اذهب اليه بمنزله لأرد له المسبحة. لم اجده وقلت ان إعادة المسبحة دون مبرر قد تفسر خطأ وكتبت له رسالة وادخلت المسبحة في ظرف كبير وأرسلتها للاستقبال. اربعة ايام لم يرد الشيخ علي وخابرت سعادة السفير عثمان الدرديري واخبرني بما حدث اريد فقط ان اعرف هل المسبحة وصلت ام لا لان الهاتف توقف والسفير عثمان تحدث مباشرة مع الشيخ وسمعته يقول شكراً لقد وصلت. ما اذهلني الهدوء التام الذي قبل به الشيخ الهاتف والمسبحة لانني اعلم ان غمضة الصوفي تجعله صاحب اهتمام كير في مثل هكذا امور ولم اتصل به ثانية لانني احسنت بحرج الرجل؟؟.