تكيف العديد من المزارعين السوريين مع الأوضاع المتأزمة في بلادهم منذ أكثر من عام ونصف العام، حيث أصبحوا ينتجون ما يكفي لاستهلاك أسرهم ويستعملون جزءا من الإنتاج في عمليات مقايضة للحصول على منتجات أخرى. ويقول هشام الزير - وهو أحد المزارعين بمحافظة إدلب المعروفة بإنتاجها الزراعي- إنه أبقى ثلث إنتاجه من القمح ليضمن لزوجته وأطفاله الستة كفايتهم في ظل الصراع المسلح الذي دخلت فيه سوريا، وكان هشام يبيع في الماضي كل محصوله للدولة. ويقول سمير سيفان - وهو اقتصادي سوري بارز- إن اقتصاد الإعاشة في هذه المناطق الريفية مكن في أحيان كثيرة السكان من إنتاج حاجياتهم الغذائية، حيث يعيش الناس من كدهم اليومي بخلاف سكان المناطق الحضرية. اقتصاديون بدمشق قالوا إن ارتفاع إنتاج الغذاء بسوريا في السنوات القليلة الماضية ساعد على تنويع الاقتصاد وتلافي وقوع نقص حاد في الغذاء في الأرياف لحد الآن. ويشير اقتصاديون في دمشق إلى أن إنتاج الغذاء ارتفع بسوريا في السنوات القليلة الماضية على الرغم من التباين الكبير في أحجام المحاصيل وموجات الجفاف، مما ساعد على تنويع الاقتصاد وتلافي وقوع نقص حاد في الغذاء في الأرياف لحد الآن. غير أن تقريرا مشتركا بين منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) وبرنامج الغذاء العالمي خلص إلى أن 1.5 مليون شخص في سوريا يحتاجون لمساعدات غذائية فورية، وأن ثلث سكان الريف يحتاجون للمساعدة سواء في قوتهم اليومي أو في توفير أعلاف للماشية. وقدرت المنظمتان الدوليتان أن يكون القطاع الزراعي السوري تكبد خسائر بقيمة 1.8 مليار دولار خلال عام 2012، وتتضمن أضرارا وخسائر في المحاصيل والماشية وأنظمة الري.