تلعب رياض الأطفال دورا مهما في المجتمع، إذ تلجأ اليها الأسر لترقية وتاهيل أبنائهم استعدادا لدخول مرحلة الدراسة كما انها تساعد الى جانب استقبال الاطفال للحضانة، حتى تتمكن الأم من ممارسة عملها، والجميع يضع كل ثقته في مديرة الروضة ظنا منهم ان رياض الأطفال تتعهد بالرعاية الجسمية والفكرية والاجتماعية ، وتحقّق لابنائهم الاستعدادات الضرورية التي تهيئهم للالتحاق بالمدرسة بما يتناسب مع قدراتهم وميولهم . لكن الواضح ان أغلب رياض الاطفال تواجه تدهورا ظاهرا للعيان في المباني والإجلاس ، وتفتقر للجوانب الصحية والتأهيلية والترفيهية ، فكثير من الاطفال لا يتمتعون بتلك الخدمات في رياض الاطفال التي ينتسبون لها ، وتنقص بعض رياض الاطفال ثقافة الإسعافات الأولية التي تساعد في إسعاف الطفل حال تعرضه لأي إصابة ، فما حدث مع الطفل (حازم ) -أربع سنوات- بإحدي رياض الأطفال الواقعة بالخرطوم قبل فترة يمثل نقطة سوداء يجب الوقوف عندها ومناقشتها ، تعرض الطفل ( حازم ) لإصابة في لسانه بعد وقوعه أرضا من (المرجحانية) اثناء لهوه مع أقرانه ، ومن الطبيعي فقد نزف دما كثيرا وتطلب اسعافه بوجه السرعة ، قامت ادارة الروضة باسعافه بواسطة ( مناديل ورق ) ، لإزالة دمه النازف ، الأمر الذي أدى لزيادة آلام الطفل الصغير ، ولا يفوت علينا ذكر حادثة دهس الطفلة (حسناء ) التي رجعت عليها عربة الترحيل الخاصة بالروضة داخل مبنى روضة باحدى مدن امدرمان قبل أيام مما أى الى وفاتها ، وغيرها .. وغيرها من الحكايات والإهمال. الإخلالات التي تشهدها رياض الاطفال يواجهها ارتفاع قيمة المبالغ الماليأ والتي تفوق الآلاف يدفعها الآباء من( دم قلوبهم) و المحصلة النهائية وفاة طفل وإصابة آخر ، الى جانب إنتشار سلوك مشين ومفردات غريبة وعجيبة يرددها الاطفال وأحيانا يسبون بعضهم البعض بها إكتسبوها من دور التعليم ليتفاجأ بها الكبار في المنازل ، ويشكو القطاع باعتراف من مدراء رياض اطفال من تجاوزات في ظل تواضع آليات المراقبة ، سيما وان عدد مؤسسات رياض الاطفال يعد بالآلاف في القطاعين الحكومي والخاص ، بالاضافة الى عدم احترام الشروط والأهداف التي تقدمها ادارة الروضة للأسر، مما فتح المجال لارتكاب عدة تجاوزات ، كما تعترض قطاع رياض الاطفال مشاكل تعوق تطوره بالشكل المطلوب من بينها وضعية العاملين بالقطاع وافتقارهم للتأهيل الأكاديمي والاختصاص المطلوب ، بجانب تنامي ظاهرة رياض الاطفال التي تعمل بطرق غير قانونية وتواضع الخدمات المسداة للأطفال في العديد من المحاضن ، ولا تقف نقاط الضعف عند هذا الحد إذ تشهد هذه المنظومة نقائص ملحوظة على مستوى عمل مشرفات الترحيل ، والرسوم التي لا تخضع لاية مراقبة فهى تعد مرتفعة وتتجاوز في بعض الاحيان حد المعقول والتي أجبرت الكثير من العائلات الى البحث عن أماكن اخرى وهذا من شأنه ان يؤثر على نمو الطفل وتحضيأ بحاجة للإسعاف والمراجعة الفورية .