اقترب العيد السعيد وحانت لحظات الفرح التي يعيشها الصائمون عند افطارهم ويعيشها الاطفال بالملابس الجديدة والالعاب المتعددة الاشكال والالوان والتنزه في الحدائق العامة والمنتزهات إنها ايام سعادة للاسر جميعاً.. ولكن هل يا ترى يعيش المتشردون هذه الايام «الحلوة»؟؟ وهل يشعرون بمقدم العيد مثلهم مثل أي انسان؟ سؤالان توجهت بهما الى مجموعة من المتشردين من الجنسين وجدتهم متجمعين بالقرب من مباني كلية كمبوني وسط السوق العربي، ودخلت وسطهم، تحس في وجوههم الرضاء بما هم فيه ولا يبالون بالحياة الصعبة التي يعيشونها!! بادرني احدهم بسؤال انتي معلمة ولا شنو يا نجم؟ عندها توجهت إليه وقلت له اسمك منو؟ اجابني اسمي «توماس» ولكن هذه الايام يلقبونني بوارغو لاني حريف في الكرة وبهزم أي فريق لوحدي.. وضحك بصوت عالٍ وقال: «ما شفتيهو» عمل للهلال شنو؟ سألته انت صائم؟ قال: لا، لكن انا مسلم. وبتقضي ايام العيد وين؟ قال في الشارع، ومرات ما بعرف في عيد «ذاتو» واضاف نحن ما عندنا عيد لانو ما عندنا بيوت ولا في زول بيشتري لينا «هدوم» العيد.. وبعدها.. تمتم بكلام غير مفهوم، وعندما سألته ماذا قال؟ اجابني «انسى بس». وقاطعه «المرضي» قائلاً: والله انا يوم العيد بمشي مسجد الشهيد لكن ما بشتري ملابس جديدة اذهب بالقديمة بعد غسلها في البحر وهناك «بدوني» قروش كتيرة.. و«كمان» بمشي أم درمان كل عيد هناك في زول كنت شغال معاهو «يديني» كعك.. وأنا من بداية رمضان بنتظر العيد وبمشى أعيد في البحر مع «الشلة». وقالت «احباب» لا نهتم بالعيد كثيراً وزمان كان معانا زميل اسموه «تنين» لكن سافر نيالا وكان يوم العيد يقول لينا «تعالوا» نمثل اسرة ونحتفل بالعيد وبالفعل نتجمع في صباح العيد وأي واحد يشتري حاجة وننظف المكان «كويس» ونفرح اليوم «كلو» ونبارك لبعضنا.. واضافت «ميرنا» وكانت صامتة تسمع في كلامنا، قائلة ما العيد «دا» حق الناس كلهم نحن بنفرح «بيهو» لما «يجى» «زي» الناس وقالت: انتي فاكرة نحن ما بشر لما تسألي «زي دا» وفيه بنمشي لاصحابنا في أم درمان وبحري ونعمل برنامج في أي مكان نتفق عليه ونقوم بجمع كمية «أكل» ومشروبات وزهور من الشارع و«نغني ونرقص».. كانت تلك استطلاعات خفيفة مع اطفال يفترشون الاسمنت الذي يبتسم له طوبه، ورغم ذلك يبتسمون للزمن دون ان يحسوا بلسعاته ويقابلون العيد بفرحة ويحتفلون به في الشارع.