تشكل عملية جمع النفايات بولاية الخرطوم عقبة استعصت على الولاة المتعاقبين على سدة حكمها طوال السنين الماضية ، ونحن متفاؤلون بما يبذله الدكتور عبدالرحمن الخضر واركانه بالمحليات المختلفة من جهود حثيثة لحل هذه المشكلة حلاً جذرياً ، حيث ورد في الأخبار خبراً يقول : (قررت ولاية الخرطوم فى اجتماع موسع برئاسة د. عبدالرحمن الخضر والي الخرطوم وحضره وزراء ومعتمدو المحليات والمسئولون عن النظافة وصحة البيئة بوزارة الصحة ومديرو هيئات النظافة وأفرعها على مستوى المحليات تدشين خطة إسعافية للنظافة تستهدف نقل ومعالجة تراكم النفايات وتستمر لأكثر من شهر وتنتهي بوضع برنامج دائم وبضوابط ملزمة لكل الاطراف ، وتتزامن مع هذه الحملة تطبيق الضوابط الجديدة وإحاطة المواطنين بها عبر وسائل الإعلام المختلفة وأبرزها تسليم كل منزل عدد (12) كيسا كبيرا كل شهر لوضع النفايات وتحديد أيام محددة لمرور عربة النظافة وكذلك لإخراج الأكياس من داخل المنازل وتطبيق نظام الخدمة من (باب الى باب) ... انتهى نص الخبر والذي كان قبل عيد الفطر المبارك ، هذا المشروع تم تدشينه بمحليات الولاية المختلفة ، ولكن كيف كان التدشين ؟ وهل التزمت المحليات بما قاله الوالي ؟ ثم عدد (12) هل ستعطى للمواطنين بمقابل مادي أم نظير ما يدفعه المواطن من رسوم النفايات الشهرية ؟ ، وسأنقل ما حدث لهذا المشروع الذي لو وجد عناية وتنفيذا سليما لأصبحت العاصمة خالية من الأوساخ والزبالة ! ... بمحلية شرق النيل قام شباب بتوزيع أكياس سوداء متوسطة الحجم لعدد من المساجد بواقع (15) كيسا فقط لكل مسجد بأحياء ومربعات الحاج يوسف بأجمعها ! مع العلم أن أصغر مربع بالحاج يوسف يحتضن من (400 - 450) منزلا هذا بخلاف المنازل المقسمة لأسرتين ، وعندما سألت المشرف على توزيع هذه الأكياس ، لماذا لم تعطوا أي منزل (12) كيسا كما قال الوالي ؟ فأوضح لي بأن منطقة الحاج يوسف بأجمعها كان نصيبها من الأكياس (بكتة) واحدة فقط ، وللعلم فالبكتة الواحدة بها (350) كيسا فقط ! ... فالسؤال أين ذهبت هذه الأكياس ؟ ولماذا لم توزع في المنازل بدلاً عن المساجد ؟ فهنالك فئات من الناس لا يدخلون المسجد بتاتاً ، وهنالك غير المسلمين ، وأين تطبيق الشعار (من الباب إلى الباب) ... ثم أين عمال النظافة والمشرفون عليهم والذي يفترض أن يقوموا بعملية توزيع الأكياس لخبرتهم ومعرفتهم بسكان الأحياء ؟ . فالفكرة رائعة وهي تجميع النفايات بأكياس كبيرة الحجم وتستخدم مرة واحدة وتأخذها عربة النفايات ، ولكنها يحتاج لجهود جبارة وحملات توعية للمواطنين ، وإذا وجد هذا البرنامج طريقه للتنفيذ كما وضع له فساعتها سنكون قد خطونا خطوات كبيرة لطي هذا الملف المهم والذي يتسبب في نقل ونشر العديد من الأمراض المزمنة والمنتشرة حالياً . نتمنى أن يجد هذا المشروع حظاً من المسئولين لمتابعته والإشراف على تنفيذه .