في حي الرياض بالثورة مدرستان للمرحلة الإبتدائية ... الأولى للبنين والتي تتميز كل عام في إمتحان المرحلة ... ويديرها الأستاذ أزهري محمد عمر ، وهو من أميز المعلمين الذين عرفتهم ... تعاونه كوكبة رائعة من المعلمين والمعلمات المتميزات . المدرسة عبارة عن حديقة غناء مليئة بالزهور والميادين الجميلة ... وبها معمل كمبيوتر حديث وعيادة طبية ... وفي كل فصل مكيف هواء بالإضافة إلى المراوح ... وبالمدرسة مسرح رائع ... و يمارس الطلاب لعبة تنس الطاولة . المدرسة تشهد فيها انضباطاً مدهشاً وكأنها كلية عسكرية ... الأستاذ أزهري موجود في المدرسة طوال اليوم صباحاً و مساءً ... ولا يقبل الزيارات أثناء الحصص المدرسية .... ويظل يستقبل أولياء التلاميذ والمعجبين بنظام المدرسة طوال اليوم ,,, يفتح قلبه ومكتبه للجميع . أزهري يمنع الباعة الجائلين الذين يبيعون أشياء لا تفيد التلاميذ ... لذلك لا نجد أي بائع أو بائعة يبيع الشطة المخلوطة بالقنقليس التي تسبب أمراضاً للتلاميذ . وبجوار هذه المدرسة النموذجية ... مدرسة نموذجية أخرى للبنات ... تديرها بإقتدار الأستاذة فاطمة عثمان وكوكبة من المعلمات صاحبات التجربة . والمدرسة بدأت متواضعة في فصولها ، هكذا عندما زرتها قبل خمس سنوات ... أما الآن فنتحدث عنها بفخر كبير .. أصبحت ذات طابق علوي ، وجهزت بكل ما تحتاجه المدرسة النموذجية . كانت لي دهشة كبيرة عندما رأيت المتغيرات التي أحدثتها المديرة الأستاذة فاطمة عثمان وهي ومدرسة الأولاد ... أكثر جمالاً وتنظيماً من بعض الجامعات الحديثة ... ومن كل المدارس الثانوية العليا . هي تجربة جديدة تبناها المربي الكبير الأستاذ محمد الشيخ مدني عندما كان وزيراً للتربية و التعليم ... قرر وقتها إعادة مجد التعليم الحكومي ... بدأ بمدارس الرياض الثورة بنين وبنات ... ثم بعض المدارس الثانوية مثل ثانوية الدقير وبشير محمد سعيد والشيخ مصطفى الأمين ... وأصبح التعليم الحكومي يحتل مرتبة كبيرة عند أولياء الأمور نسبة للنجاحات الكبيرة التي تحققها هذه المدارس . لقد أصبح الإقبال على مدارس الرياض كبيراً بالشكل الذي يسبب حرجاً لإدارة المدرسة لأن هاتين المدرستين خصصتا لسكان الحي ... لكن الواسطات تصطدم بقوة شخصية الأستاذ أزهري والأستاذة فاطمة . هاتان المدرستان تحتاجان لرعاية أكبر بالرغم من اهتمام والي الخرطوم بالتجربة ودعمها ... وما زال الأستاذ محمد الشيخ مدني لديه جدول حصص للرياضيات ضمن المعلمين الثابتين في المدارس ... تحية لكل من دعم وتحية للجميع .