توالت التنديدات الدولية والإقليمية بالهجوم الإسرائيلي على مجمع اليرموك الصناعي بالخرطوم، وتلقى الرئيس عمر البشير اتصالات هاتفية من أمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس المصري محمد مرسي بالإضافة إلى خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) الفلسطيني، شجبت الهجوم. وأدان الاتحاد الأفريقي الهجوم واعتبره خرقاً دولياً وعبر عن قلقه لهذا التطور. ودانت الحكومة المصرية الهجوم ووصفته بالإرهابي. وقال مجلس الوزراء المصري، في بيان إن رئيسه هشام قنديل عبَّر، خلال اتصال هاتفي أجراه مع النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه، عن عزاء مصر حكومةً وشعباً في ضحايا الهجوم الإرهابي. وأضاف بأن قنديل شدَّد على رفض مصر القاطع لأي اعتداء على السودان وحرصها على سلامة أراضيه. وندد حزب الله اللبناني بالعدوان الإسرائيلي على المجمع الصناعي السوداني. كما نددت إيران بالعدوان، واعتبرت أنه يتعارض مع القوانين الدولية ويمثل انتهاكاً للسيادة الوطنية ووحدة أراضي الدول. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست قوله، إن هذا الإجراء غير المبرر الذي قام به الكيان الصهيوني نابع من نزعته الهمجية. وفي السياق، أعلن مولانا محمد بشارة دوسة وزير العدل، أن الحكومة ستتبع كافة الإجراءات القانونية والدبلوماسية في مواجهة هجوم العدو الإسرائيلي على مجمع اليرموك الصناعي الحربي، بجنوبالخرطوم، قبل يومين. وقال دوسة، خلال زيارته مدينة نيالاب جنوب دارفور أمس، إن العدوان لن يزيد الشعب السوداني إلا تمسكاً بمبادئه ومواقفه المستمدة من القرآن الكريم. ودعا الحركات المتمردة في دارفور للانضمام إلى مسيرة السلام والمشاركة في الإعمار والتنمية لاستقرار أهلهم في الإقليم. من جانبه، وصف حماد إسماعيل والي جنوب دارفور، الاعتداء على المجمع بالعمل الإجرامي الذي يعكس خروج الكيان الصهيوني على الشرعية الدولية. وعلى الصعيد، أكدت مصادر مسؤولة، امتلاك الخرطوم أدلة تشير لتورط تل أبيب في قصف مجمع اليرموك جنوبالخرطوم. وقالت المصادر ل (قدس برس) حسب (الشرق القطرية) أمس، إن الأدلة عبارة عن مخلفات الصواريخ التي قصفت المجمع العسكري توضح مكان صنع الصواريخ ورقم الترميز الخاص بها، وأشارت إلى ان العدوان الاسرائيلي أسفر عن تدمير (60%) من المجمع خصوصا عنابر تخزين السلاح التي توفر (40%) من احتياجات الجيش السوداني. وكشف خبراء عسكريون حسب (قدس برس)، النقاب عن أن المسار الذي اتبعته الطائرات الاسرائيلية الأربعة يمر فوق أجواء عربية لا سيما خليج العقبة، وقالوا: هناك مسار واحد هو من فوق خليج العقبة عبر أجواء مضايق تيران ثم البحر الاحمر ولا يوجد مسار آخر أسهل وأقرب يمكن أن تعبره اسرائيل من هذا المسار حيث يستند الاسرائيليون إلى واقع أن منطقة منتصف خليج العقبة (منطقة دولية) ولا تستطيع الأردن أو مصر التصدي للطائرات الحربية الاسرائيلية حتى قبل 1956 لأنه مياه عربية، وابدى الخبراء العسكريون استغرابهم لعدم رصد أية دولة عربية هذه الطائرات الاسرائيلية بما لديها من إمكانيات أفضل من السودان الذي كشف تشويش الاسرائيليين على راداراته حيث تم تعطيلها في مطار الخرطوم قبل الهجوم، بحسب أحمد بلال عثمان وزير الاعلام الذي أكد ان التقنية العالية التي استخدمت في هذا الهجوم لا تمتلكها أية دولة في المنطقة غير اسرائيل، وانه تم تدمير (60%) من المصنع بشكل كلي و(40%) بشكل جزئي،. إلى ذلك، دانت جماعة أنصار السنة المحمدية الهجوم الإسرائيلي على مجمع اليرموك للصناعات العسكرية، وأكدت أن الاعتداء جزء من مخطط إضعاف الأمة الإسلامية. وقال د. علي محمد القدال في خطبة العيد بمصلى مسجد المركز العام أمس، إن أعداء الإسلام يخططون ويعملون على إبعاد الأمة عن دينها وشريعتها حتى تصبح كالجسد بلا روح، وأضاف بأن أعداء الإسلام يغيظهم اجتماع ملايين المسلمين في أداء مناسك الحج، وأوضح أن الاعتداء الاسرائيلي الغاشم يبرهن على عداوتهم لأمة الإسلام، ودعا القدال للاستفادة من الدروس والاستيقاظ من الغفلة للعودة إلى دين الله والإعتصام بكتاب الله وسنة رسوله الكريم، وقال: علينا أن نعمل على نصرة الإسلام كل بحسبه.