لم تمر سوى حوالي عشرة أيام على العاصفة التي اثارها انعقاد مؤتمر الحركة الاسلامية بولاية النيل الابيض، حتى علت الاصوات الناقدة لاداء المؤتمر الوطني أثناء وبعد انعقاد هيئة الشورى في دورة انعقاده الرابعة، وفيما دافع رئيس المؤتمر الوطني والي النيل الابيض عن أداء الحزب وهاجم الخارجين عن الإمرة التنظيمية، قال أمين أمانة النيل الابيض وكردفان إن هياكل الوطني بالولاية ضعيفة، وفيما دعا رئيس المؤتمر الوطني بربك ومعتمد ربك العقيد شرطة ابوعبيدة العراقي لبسط الشورى وتفعيل قطاعات الحزب استعدادا للانتخابات القادمة ومحاربة ظاهرة (الكبتنة) في اشارة لمصطلح الكباتن الذي يطلق على بعض قيادات المؤتمر الوطني المتهمة بالسيطرة على مقاليد الامور والوقوف ضد أي حراك يجدد الدماء في الحزب، نفى رئيس المؤتمر الوطني بمحلية الدويم اسماعيل نواي تأثر الحزب بالصراعات. وقال إن بعض الهنات هنا وهناك لاتعني إن الحزب فقد فاعليته السياسية وهو الامر الذي احتج عليه بعض الحضور في الخلف الذين لم تتح لهم فرصة الحديث, وان هتفوا ضد حديث نواي الذي ذهب الى أن (كل شئ على ما يرام)، وهو الأمر الذي ناقضه فيه امين امانة النيل الابيض وكردفان فائز عباس الذي طرح على الحضور سؤالاً عما اذا كانت امانات وقطاعات المؤتمر الوطني تعقد اجتماعاتها الراتبة فأجابه الكثيرون بلا، وقال فائز انهم يعرفون كل شئ لذلك حضروا من الخرطوم ليقولوا ان (هياكل المؤتمر الوطني بالولاية ضعيفة)، واكد أن الوفد المركزي الذي ضم الى جانبه مسئول دائرة النيل الابيض حبيب مختوم لم يأت من اجل المحاسبة وانما ليقول الحقائق التي ينبغي أن تنبني عليها التحضيرات للمرحلة القادمة مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي، واشار الى أن الامانة الاقتصادية بالمؤتمر الوطني، ورغم انها امانة تعني بالتواصل مع كافة القطاعات الناشطة اقتصاديا، الا انها ظلت (امانة ترضيات) يأتي اليها من يفتقر لرؤية اقتصادية واضحة تدعم اقتصاد الولاية، ولفت فائز الى أن الوفد المركزي الذي سيزور الولاية خلال الفترة القادمة قد لا يجد الترحيب من البعض، ولكنه اكد أن الوفد الذي سيطوف الولاية اتى للاجابة على جملة من الاسئلة حول (الضعف الشديد) الذي اعترى أداء الوطني خلال الفترة الماضية، وقال إن ثمة منطلقات جديدة تبناها المركز تهدف الى بناء المؤتمرات الاساسية على مستوى القاعدة اعتبارا من يناير الى يونيو 2013م، واكد: ( اذا أدينا العمل بالصورة المطلوبة لن نواجه أية مشاكل في الانتخابات القادمة)، واشار الى أن أي حزب لا يقوم على قاعدة سيكون مثل الاحزاب المعارضة التي وصفها بأنها لا تملك البرنامج الذي يتوافق مع تطلعات الشعب السوداني، وابان أن المؤتمر الوطني مطالب الآن قبل أي شئ بالاجابة عن الاسئلة التي يطرحها عامة الناس عما انجز من برنامجه الانتخابي وما لم ينجز ومتى سينجز، من جهته انتقد وزير الثقافة والإعلام الاسبق بالولاية حمدتو مختار ما جرى في مؤتمر الحركة الاسلامية الذي عقد مؤخرا بالولاية، واكد حمدتو خلال حديثه الذي تمت مقاطعته من قبل المنصة اكثر من مرة أن تدخل السلطة السياسية في مؤتمرات القواعد أفسد المؤتمر وحوله لساحة صراع، ودعا لان تؤخذ العبرة والعظة بما حدث في مؤتمر الحركة الاسلامية وعدم تكراره في مؤتمر شوري الوطني، ولكن والي النيل الأبيض رئيس المؤتمر الوطني يوسف الشنبلي شن هجوما عنيفا على من قال إنهم حاولوا الاستهتار بالحركة الاسلامية وعملية إعادة بنائها التي تمت خلال الايام الفائتة، وقال إن الحركة الاسلامية هي قلب المؤتمر الوطني فان فسدت فسد، ودعا من أسماهم الخارجين عن الحزب في الانتخابات الماضية الى العودة الى رشدهم و(تقوية ايمانهم) والامتثال للإمرة التنظيمية، واضاف: ( الذين اداروا ظهورهم للمؤتمر الوطني عندما احتاج لهم وكانوا من قادته مددنا ايادينا لهم بيضاء)، واشار الى أن عدم محاسبة الخارجين عن الحزب لم يكن ( تعطيلا للوائح والنظم) وانما لاجل الحوار البناء فيما اختلفوا فيه من أمر، وقال الشنبلي إن المؤتمر الوطني لا يعمل بسياسة (عدي من وشك) في الوقت وان عاد وأقر أن هذه السياسة كان معمولا بها في العهود الماضية، واكد أن باستطاعة المؤتمر الوطني، رغم النقد الذي وجه للاداء في المؤتمر، يستطيع إن يدير شئون الولاية دون الحاجة لتدخل المركز، واشار الى أن زيارة الوفد المركزي تأتي في اطار (تكامل الادوار) وليس لفرض الوصاية كما يتخوف البعض، واضاف: (نزف إليكم أن المؤتمر الوطني بخير)، وقال الشنبلي إن من يريد إن يذهب ضد المؤتمر الوطني بغطاء الحزب فان الجماهير جاهزة لان تقطع دابره، وأكد انه ليس هنالك تطلعات غير مشروعة او قفل للابواب في وجوه من يريدون قيادة الحزب، ونفى ما يدور من أحاديث حول الدور القبلي والجهوي الذي يشكل عقبة أمام تطور وإعادة بناء الحزب وأضاف: ( إن من يقولون بذلك أو يفعلونه هم فاقدو البصر والبصيرة)، ولفت الى أن حدوث (زلة هنا أو هناك) فان هذا لايختلف كثيرا عن بقية الولايات، وفي ذات السياق تلا مقرر هيئة الشوري موسى فضل الله توصيات المؤتمر التي أيد خلالها المؤتمرون اتفاق أديس أبابا للتعاون مع دولة جنوب السودان وتطبيق النموذج الامثل للحكم، وقال موسى إن اهم التوصيات تفعيل وتقوية اداء الحزب على المستوى القاعدي والبناء الفعلي للحزب على كل المستويات وشعب الأساس والاهتمام بتدريب الكوادر على كل المستويات وربط القيادات من ابناء الولاية بالمركزي بالحزب والاستفادة منهم في تقوية أداء الحزب، بجانب تقوية العلاقات بين عضوية الحزب وتوطيد العلاقات الاجتماعية بالاضافة لمراجعة البرنامج الانتخابي وتنفيذ ما تبقى منه، والمزيد من التواصل مع المركز وعدم احتكار السلطة ونكران الذات وممارسة الشفافية في إعادة البناء.