تدافعت الأنباء في الآونة الأخيرة عن القبض على مروجي المخدرات أو مستجلبيها إلى داخل الوطن وأصبح من المقطوع به ان هذه الكميات الهائلة من المخدرات التي تدفع بها الأيدي الآثمة إلى أوساط شباب هذا الوطن العزيز ليست وليدة الصدفة أو العفوية أو أن هذا مما كان يحدث قبل ان تزيد أجهزة الأمن من قدراتها وتضاعف من حرصها وإعمال ذكائها.. كلا ان الأمر لأخطر من ذلك بكثير إذ أنه يدخل ضمن غايات أعداء السودان وهي تدميره ولعل افتك انواع دمار أمة و تحطيمها هو اهلاك شبابها بالمخدرات.. فتصبح دنياهم دنيا القاعدين المفتقرين إلى نخوة حب العمل ونزعة حب الوطن الذي ينهض أهله في وجه كل من يسئ إليه..فضلاً عن من يتآمر عليه ظاهراً وما الذي يبقى من رجاء لوطن إذا استهدف شبابه والقادرين على العطاء بالمخدرات هي حرب لا تدور في الخلاء والتخوم لكنها تدور في المخابئ والحجرات وتحت اجنحة الظلام بعيداً عن الأنظار والمسامع.. إنها أشر وبالاً يمكن أن يحل بالناس فيدمر خصالهم التي جبلوا عليها ويحطم نزعة النهوض والمروءة التي عرفتها الشعوب في أهل هذا الوطن الشامخ العظيم وما الذي يبقى من رجاء وطن يسعى الشر لفتيته المغاوير الأشداء.. فقد كتب الله التوفيق لحراس أمن الوطن من المخاطر ان ضبطت كميات كبيرة من جوالات البنقو تحملها اللوريات أو البكاسي في انحاء مختلفة من أرض الوطن.. فيقدم فيها تجار المخدرات إلى العدالة حيث تصل أحياناً احكامها إلى السجون المؤبدة.. ذلك يجري بتوفيق من الله في الداخل فتتقلص المصائب ويهتدى بعض صناعها إلى الجادة خوفاً من حرص شديد عرف لحراس شبابنا من تفشي المخدرات.. ولن يبدو ان خطة تحطيم ابنائنا يريد لها اعداء شموخ السودان ان تنتهج أساليب يراد فيها ان يكون غزو المخدرات من خارج الحدود.. ليس باللواري والبكاسي و لكن هذه المرة بالطائرة.. ليجئ يوم الاثنين المنصرم «أخبار اليوم» بأن جهاز أمن المطار اللبناني أحبط محاولة تهريب حبوب المخدرات إلى السودان.. وفي متن الخبر ان عناصر الدرك في جهاز أمن المطار- في لبنان- احبطت محاولة تهريب «10» كيلو غرام من الحبوب المخدرة إلى السودان وأحالت حاملها هناك إلى مكتب مكافحة المخدرات المركزي لمتابعة التحقيق معه.. وتبين ان عناصر أمنية اشتبهت بأحدهم «غير لبناني» يعتزم السفر إلى السودان على متن طائرة تابعة لشركة الخطوط الاثيوبية وبعد تفتيش حقيبتي السفر خاصته تبين انهما مزدوجتا القعر في داخلهما كمية «10» كيلو غرامات من الحبوب المخدرة موضوعة بداخل أكياس من النايلون.. ترى هل هنا حالات مشابهة تمكنت من الإفلات لتحقيق مرادها أي إيصال الحبوب المخدرة إلى وطننا لتخدير ابنائنا الاعزاء ليصبحوا في حالات ذهول عما تقتضيه واجبات الوطن.. هذا يعني أيضاً ان تزداد الرقابة في المطارات لإحباط الشرور التي تراد للسودان..