في انتظار ان يمنح مجلس الامن الدولي في نهاية الشهر الجاري الضوء الاخضر لانطلاق عملية التدخل العسكري الافريقي في مالي ، لا يزال الجدل حول جدوى التدخل مستمرا ، في حين قطعت عملية التدخل اشواطا مقدرة بعد اعداد الخطة والمصادقة عليها من قبل مجموعة الايكواس ورفعها للاتحاد الافريقي الذي اعطى موافقته على ارسال القوات الافريقية الى مالي منتصف الاسبوع المنصرم، في وقت لا يزال باب الحوار مشرعا وامكانية الحل السلمي متاحة، خصوصا بعد تراجع جماعة انصار الدين عن سعيها لفرض الشريعة في مالي ، حيث اعلنت الجماعة بحسب وكالة فرانس برس انها تعدل عن السعي لفرض الشريعة في كافة انحاء البلاد لكنها طالبت بتطبيقها في معقلها الوحيد في كيدال (شمال شرق).وصرح حمادة اغبيبي احد افراد وفد من انصار الدين موجود في واغادوغو : «نعدل عن تطبيق الشريعة في كافة انحاء مالي باستثناء منطقة كيدال حيث ستطبق الشريعة مع اخذ واقعنا في الاعتبار» دون ان يعطي مزيدا من الايضاحات، تاركا الباب مشرعا للتحليلات حول دوافع هذا التراجع السريع وهل فعلا اتت التهديدات بالتدخل العسكري اكلها مبكرا ؟ وكانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ايكواس) وافقت على إرسال 3300 جندي لمساعدة حكومة مالي على استعادة السيطرة ومعظم الجنود من نيجيريا والنيجر وبوركينا فاسو.وبعد أن أقر الاتحاد الإفريقي الخطة قال مفوض مجلس السلم والأمن الإفريقي رمضان العمامرة إن دولا من مناطق أخرى في إفريقيا ستكون قادرة على إرسال قوات ودعم لوجستي.ونقلت وكالة الأنباء «رويترز» عن مصادر بجيش مالي أن خطة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا تغطي فترة ستة أشهر مع مرحلة تمهيدية للتدريب وإقامة قواعد في جنوب مالي تعقبها عمليات قتالية في الشمال.وقال العمامرة إن الاتحاد الإفريقي حث مجلس الأمن الدولي على منح تأييده الكامل للخطة والتفويض بفترة تمهيدية لمدة عام للنشر المزمع بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة. وفي اطار الجهود السلمية تعتزم الأممالمتحدة عقد لقاء دولي لحل الأزمة في مالي، بالتوازي مع التفكير في الخيار العسكري الذي يجد معارضة من الجزائر التي حذرت من «خطأ كارثي»، وإعلان فرنسا أنها لن «تتدخل بنفسها» في مالي وأعلن الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى منطقة الساحل رومانو برودي أنه سيدعو إلى عقد اجتماع دولي في ديسمبر المقبل لمحاولة حل الأزمة في مالي.ولم يوضح برودي - رئيس الوزراء الإيطالي السابق ، الذي أجرى محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون- تاريخا لعقد هذا الاجتماع. مكتفيا بالقول إنه يريد جمع ممثلي الدول المعنية وكذلك مجموعات إقليمية في اجتماع سيعقد في العاصمة الإيطالية روما.وقال برودي -الذي كلف قبل 45 يوما لتنسيق الجهود الدولية لتحديد إستراتيجية بشأن الساحل- إن «تحضير عملية عسكرية يتطلب وقتا» معربا عن الأمل في أن يكون هذا التأجيل لمصلحة العمل من أجل حل دبلوماسي. وفي باريس أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن بلاده لن تتدخل بنفسها في مالي، وقال بمؤتمر صحفي «في أي حال من الأحوال، لن تتدخل فرنسا بنفسها في مالي».وعلى الرغم من ذلك أشار إلى أن «احتلال شمالي مالي من قبل مجموعات إرهابية أمر بالغ الخطورة يحمل فرنسا، لا على التدخل بدلا من الأفارقة، وهذا أمر ليس مطروحا، بل على مساعدة الأفارقة على تنظيم صفوفهم لمواجهة هذا التهديد.» وتطرق هولاند إلى قمة قادة المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (إيكواس) التي انعقدت في العاصمة النيجيرية أبوجا، فذكر أن «مجموعة دول غرب أفريقيا بالإضافة إلى الجزائر وموريتانيا وتشاد ناقشت إمكانية التدخل». مضيفا أن «فرنسا وأوروبا ستقومان بتقديم دعم لوجستي مع التدريب والإعداد».وأوضح الرئيس الفرنسي أن الأفارقة هم الذين سيتدخلون في مالي وأن بلاده ستقوم بكل ما هو ممكن في هذا الملف. وذكر هولاند أن الهدف من عملية عسكرية محتملة في مالي هو «مساعدة الماليين على أن يتمتعوا بسيادة تامة وكاملة على أراضيهم، وليس شيئا آخر» مشيرا إلى أن انسحاب هذه المجموعات يكفي لوقف أي تدخل، قائلا إن هناك «حوارا سياسيا قد بدأ مع بعض جماعات الطوارق التي تريد قطع العلاقات مع هذه المجموعات الإرهابية «.