أثار ظهور حمى صفراء فى ولاية الخرطوم وافدة من ولايات دارفور المتأثرة بالمرض مخاوف المجتمع من انتقال المرض وانتشاره فى الولاية لعدة اعتبارات منها الحراك السكانى المتزايد لولاية الخرطوم والبحث عن العلاج فى المركز . وبالرغم من تطمينات وزارة الصحة على لسان الوزير د. مامون حميدة ان المرض لاينتقل من شخص الى آخر الا عبر ناقل ولاتوجد مؤشرات لظهور الحمى الصفراء الا انه لايوجد مستحيل ولابد من تكثيف التحوطات لمحاصرة المرض ومنع انتقاله الى الولايات الأخرى ومن بينها ولاية الخرطوم. وكشفت وزارة الصحة ولاية الخرطوم عن جملة من التحوطات من بينها توزيع (1500) ناموسية فى مناطق ذات الكثافة العالية للباعوض فضلا عن تطعيم المواطنين وفتح مركز القموسيون الطيى فى ام درمان وتصنبف الباعوض لتحديد الناقل عبر (24) محطة رصد وأكد خبراء الوبائيات ارتباط المرض بتوافر البيئة ووجود الناقل ولذلك توجد صعوبة فى انتقال المرض لولاية الخرطوم الا انه لايوجد مستحيل خاصة ان الباعوض الناقل لمرض الحمى الصفراء يوجد فى العديد من الولايات -البحر الاحمر والنيل الابيض والنيل الازرق- مؤكدين امكانية انتقاله عبر البصات القادمة ونوه الخبراء الا انه فى حالة وجود اى مؤشرات للناقل يتطلب الوضع رش فضائيا وارضيا مؤكدين انه فى حالة وصول حالات من الولايات المتأثرة لابد من عزلها ووضعها داخل ناموسية. استبعد عصام الدين مزمل مدير برنامج مكافحة الملاريا بوزارة الصحة بولاية الخرطوم وجود الباعوض الناقل للحمى الصفراء بولاية الخرطوم ونوه الى انه توجد (24) محطة مسح حشرى باعتبارها احدى وسائل الإنذار المبكر ويتم جمع الحشرات اسبوعيا ليتم فحصها لتحديد نوعية الناقل ويتم تجميع الحشرات فجرا من خلال أتيام متخصصة تقوم بتجميعها ومن عام (2001) حتى (2012) لم تدخل الولاية حشرات جديدة ووفق القراءات تتركز النواقل فى نوعين -انوفليس وكيولكس- ولاوجود للباعوض الناقل للحمى الصفراء ويؤكد أن اجراءات المسح تتم فى المعمل الحشرى بالبرنامج بصورة راتبة ويقول د. بابكر المقبول من ادارة الوبائيات بوزارة الصحة الاتحادية إن مرض الحمى الصفراء يرتبط بعوامل بيئية خاصة هطول الأمطار الغزيرة ونجد ان الناقل للمرض لديه بيضة يمكن ان تمكث فى باطن الارض اكثر من (20) عاما وفى حالة توافر الظروف الملائمة يمكن ان تفقس وتولد باعوضا وفى ولاية الخرطوم جاء الخريف هذا العام بمعدلات طبيعية ولذلك نجد ان الناقل غير مستوطن فى ولاية الخرطوم ويأتى ذلك من خلال القراءات والنقاط التى يسجلها المسح الحشري بولاية الخرطوم والذى يتم اجراؤه بصفة روتينية ويضم كوادر مدربة واجهزة ومعامل معدة إعدادا كاملا واستبعد ظهور المرض وقال ان الوزارة وضعت تحوطات وقائية برش الشاحنات المتحركة من الولايات المتأثرة ويتم رش الطائرات كاجراء طبيعى ولذلك احتمال ظهور المرض من الولاية ضئيل لانعدام الناقل ولكن نتوقع وجود وافدين الى الولاية باعتبارها مركزا علاجيا وشدد على ضرورة اتخاذ تحوطات فى المستشفيات منها تحديد غرف عزل والنظافة والتطهير المستديم واستخدام الناموسيات ويضيف انه من الصعوبة انتقال الناقل براً الا انه يمكنه الانتقال جواً. وأعلن د عصام محمد عبدالله وكيل وزارة الصحة عن اجراءات تحوطية واحترازية بتنفيذ رش بالطائرات القادمة من المناطق المتأثرة بوباء الحمى الصفراء واتخاذ اجراءات مماثلة فى المناطق الحدودية مع ولايات كردفان ورش العربات والبصات السفرية بالمبيد لمنع دخول المرض الى الولايات الاخرى. وتوقع وكيل الصحة وصول مصل التطعيم ضد الحمى الصفراء مطلع الاسبوع البالغ (2,4) مليون جرعة فى المناطق المتأثرة على ان تبدأ عمليات التطعيم نهاية الاسبوع ونوه الى وجود تعقيدات فى اجراءات استيراد المصل باعتبار ان الكميات محدودة والمصانع قليلة وتوجد جهات تحتكر السوق بالإضافة الى ان عددا من الدول تقدمت بطلب لمدها بالمصل ونوه الى تكلفة المصل تبلغ (7) ملايين دولار ما يعادل (40) مليون جنيه ونوه الى وجود حالة واحدة فى ولاية الخرطوم وافدة من ولايات دارفور. من جهته أكد د منتصر محمد عثمان مدير ادارة الوبائيات بالإنابة بوزارة الصحة الاتحادية ان السودان يحتاج الى (8) ملايين جرعة للحملة القومية للتطعيم ضد الحمى الصفراء فى عام (2013) وان يتم إدخال المصل فى التطعيمات الروتينية فى عام (2014) واكد ان التطعيم يكسر سلسلة الوباء واكد كفاءة الكوادر والتى نجحت خلال الاعوام السابقة فى فحص كثير من الأمراض الفيروسية وكشف عن وجود مشكلة تتعلق بالأجهزة والمعدات الحديثة للفحص. واكد مسئول الطوارئ الصحية بالوزارة الاتحادية أن الحصار الاقتصادى أدى الى صعوبة استيراد أجهزة الفحص للعديد من الامراض الفيروسية وقالت ان الوزارة بصدد ايجاد طرق لاستيراد الأجهزة والمعدات لفحص الامراض الفيروسية ونوهت د.سمية الى ان المجلس الوطنى تعهد بتوفير أجهزة ومعدات فيروسية حديثة لمعمل الصحة العامة لفحص الامراض الفيروسية بتكلفة تبلغ (3) ملايين دولار وقالت إن السودان تقدم بطلب لاستيراد هذه الأجهزة منذ العام (2007) وكانت قيمة الأجهزة (500) ألف دولار.