تداعيات الهجوم على سفارة الولاياتالمتحدة فى بنغازي فى سبتمبر الماضى التى جعلت سوزان رايس المرشحة القوية لوزارة الخارجية تسحب ترشحها طالت مسئولين آخرين، البعض قدم استقالته والبعض تم اعفاؤه ومنهم من ينتظر، خصوصا بعد اكتشاف ثغرات فى نظام حماية البعثات الامريكية بالخارج سمح بوصول الجناة الى القنصلية الامنية فى بنغازي, وتنفيذ الهجوم الذى يعتبر الاعنف ضد البعثات الامريكية فى الفترة الاخيرة. وكان الهجوم قد اودى بحياة السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة آخرين ،ويوجه الجمهوريون انتقادات حادة للبيت الأبيض بسبب هجوم بنغازي، ويقولون إن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس الديمقراطي باراك أوباما ضللت الأمريكيين بشأن ما حدث في بنغازي. وفى احدث التداعيات قالت وزارة الخارجية الامريكية امس الاول ان رئيس الامن الدبلوماسي بالوزارة استقال كما اعفي ثلاثة مسؤولين آخرين من وظائفهم في اعقاب تحقيق رسمي بشأن الهجوم، ووجه التحقيق انتقادات شديدة الى الوزارة.وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية في بيان مكتوب مقتضب إن ايريك بوزويل رئيس مكتب الامن الدبلوماسي بالوزارة استقال على الفور.واضافت انه والمسؤولون الثلاثة الآخرون الذين اعفوا من وظائفهم والذين لم يكشف عن اسمائهم وضعوا جميعا في إجازة إدارية مؤقتة. وذكر التقرير أن الإجراءات الأمنية بالبعثة الأمريكية في بنغازي التي اتسمت «بثغرات خطيرة» أدت إلى مقتل السفير وثلاثة آخرين.وخص التقرير بالذكر مكاتب وزارة الخارجية المسؤولة عن الأمن وحملها مسؤولية نقص التنسيق الأمني الواضح.لكن التقرير لم يوص باتخاذ إجراءات انضباطية ضد أشخاص بذاتهم. وجاء في التقرير أنه رغم «نقص الشفافية وسرعة الاستجابة للطوارئ وعدم توفر القيادة بين بعض المسؤولين الأمريكيين في وزارة الخارجية الأمريكية، فإن ليس ثمة سبب يدل على أن شخصا معينا أساء التصرف أو تعمد تجاهل مسؤولياته.وأضاف التقرير أن الوزارة لم تكن تملك معلومات استخبارية محددة بشأن هجوم 11 سبتمبر أو تهديدات موجهة إلى القنصلية. وخلص التقرير إلى أن موظفي الخارجية الأمريكية «تصرفوا بشجاعة وكانوا مستعدين للمجازفة بحياتهم من أجل حماية زملائهم في مهمة شبه مستحيلة».» واختتم التقرير بالقول إن البعثة الأمريكية في بنغازي أعاقتها قلة الموارد، إذ إن اعتمادها على ميليشيات غير مسلحة بشكل جيد وحرس تعاقدوا معهم محليا لتوفير الأمن لم يكن «التصرف المناسب»وقبلت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، قرار إريك بوزيل بالاستقالة في حين أعفي الثلاثة الآخرون من مناصبهم الحالية. وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن من بين الذين أعفوا من مناصبهم هناك نائبة بوزيل وهي شارلين لامب ومساعد وزيرة الخارجية لشؤون المغرب العربي رايموند ماكسويل. وفى وقت سابق قال ديفيد بترايوس المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الامريكية إنه سعى للتوضيح منذ البداية أن الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الامريكية في بنغازي شاركت فيه عناصر مرتبطة بالقاعدة، وأقر الجنرال ديفيد بترايوس، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي أيه»، بأن الهجوم على القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية كان إرهابيا.جاء إقرار بترايوس في شهادته أمام أعضاء بالكونغرس الأمريكي.وخلال شهادتين أدلى بهما أمام جلستين لأعضاء بالكونغرس، قال بترايوس إن التفسير العام المعلن للهجوم جرت صياغته بشكل يساعد في عدم تنبه الجماعات التي تحوم الشبهات بشأن تنفيذها الهجوم.وقد أدلى مدير السي آي أيه السابق بشهادتين منفصلتين أمام لجنتي الاستخبارات في مجلسي النواب والشيوخ بالكونغرس.وجاءت الشهادتان بعد مرور أسبوع على استقالة بترايوس من منصبه بسبب كشف فضيحة علاقات نسائية.وقال بترايوس إنه ترك منصبه فقط بسبب هذه العلاقة التي أقامها مع سيدة دون زواج وليس بسبب طريقة تعامل السي آي آيه مع هجوم بنغازي، وبعد الشهادة الأولى، قال بيرت كينغ عضو الكونغرس عن ولاية نيويورك إن الجنرال الأمريكي أكد أن السي آي آيه كانت تعلم في مرحلة مبكرة أن الهجوم من تدبير إرهابيين. غير أن كينغ اشار إلى أن أقوال بترايوس الجمعة تتناقض مع ما قاله هو نفسه في جلسة استماع عقدت يوم 14 سبتمبر الماضي.واشار النائب إلى أن لديه» تفسير مختلف للغاية» للجلسة السابقة التي جرى فيها إبلاغ أعضاء الكونغرس بأن الهجوم على القنصلية نتج عن تصاعد المظاهرات العفوية على الفيلم المسئ للنبي محمد. وقال ماركو روبيو، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا، إن شهادة بترايوس تشير «بوضوح إلى أن الإجراءات الأمنية لم تكن كافية رغم الكم الهائل الكاسح من المعلومات التي أشارت إلى أن منطقة بنغازي كانت خطيرة وخاصة في ليلة الحادي عشر من سبتمبر.