من خلال متابعتنا لكرة القدم والنشاط الرياضي في السودان ، كنا بنسمع عن عصام الحاج رجل المريخ القوي ، وكنا بنقرأ ونتابع تصريحاته عن المؤسسية والعلمية والمنهجية ، وكتير من المصطلحات التي اتضح بعد ذلك أنها مجرد شعارات ، آخر من يتحدث عنها عصام الحاج نفسه ، لذا عندما تابعته أمس الاول بقناة الشروق من خلال برنامج (ساعة رياضة) الذي قدمه الزميل هشام عز الدين ، لم أندهش لحالة الهزيمة التي بدا عليها طوال الحلقة وهو عاجز تماما عن تبرير السقوط المريع ، بالانقلاب الذي تم على قرار مجلس إدارة بتلك الطريقة المخجلة ، فقد عجز عن التبرير مثلما عجز أزهري وداعة الذي كان أكثر ضعفا وارتباكا ، وهو يدري ولا يدري ويعلم ولا يعلم بالدرجة التي لم نفهم معها هل بصم على ما لا يدري أم اتفق مع عصام الحاج على عبد الله حسن عيسى ، بتغييبه عمدا عن اجتماع المجلس (العار) لأنه بالفعل ( عار) سيكتب بمداد أسود في تاريخ المريخ ، ولن تستطيع تبريرات مولانا أزهري الفطيرة ولا علو صوت عصام الحاج المهتز أن يغيرا من سواده شيئا. تهرب عصام الحاج مثلما تهرب ازهري وداعة الله من الإجابة على السؤال الصعب : لماذا لم تتم دعوة رئيس النادي بالإنابة عبد الله حسن عيسى للاجتماع ؟ وأكثر مولانا أزهري من القسم على طريقة هيثم مصطفى كما قال وجاءت على لسانه هكذا ( أقسم بالله أقسم بالله زي ما هيثم قال) ، وفقد الرجلان توازنهما أكثر من مرة خاصة عندما جاء السؤال عن الدور الذي لعبه جمال الوالي في إتمام الصفقة ، تباريا في مدحه وأعطياه حق القرار وهو المستقيل رغم أن الحديث سبقته ( لو) ولكنه أكد على الدور الذي لعبه الرجل الغائب الحاضر وصاحب القرار الأول والأخير والعائد لرئاسة المجلس من جديد بعد انتهاء هذه المسرحية الهزلية التي أتقن كل واحد فيها دوره كما رسم له ، ليعود الرئيس إلى موقعه وكأنه لم يفعل شيئا ، وإن تأخرت العودة بعد أن أصبح على كل لسان في هذه الصفقة فسيكون ذلك إلى حين هدوء العاصفة ولكنه سيعود كما أكد مولانا أزهري من خلال اللقاء التلفزيوني . أموت واعرف السر الذي تهتز له أكبر ( الشوارب) عندما يذكر اسم جمال الوالي ، شككتونا في روحنا يكون الغلط فينا ولا الحاصل شنو فهمونا يرحمكم الله ؟ رغم ضعف الاجابات واهتزازها إلا أنها كشفت كثيرا من المستور الذي فشلت معه كل محاولات ( الغطغطة) ، على رأسها أن عصام الحاج كما وصفه مقدم البرنامج هشام عز الدين بالدكتاتور عندما خرج عن طوره بعد السؤال القنبلة ( ما هو دور الشيخ محمد خير في عملية تسجيل هيثم ومعروف أستاذ عصام أنك من مريدي الشيخ محمد خير وهو أيضا شيخ هيثم مصطفى) ، هنا ظهرت الشخصية الحقيقية لعصام الحاج فخرج عن النص و أرغى وأزبد وهدد وتوعد ( أنا مافي راجل لا الشيخ محمد خير ولا ( ماتماها لكن بكون قاصد ولا الوالي) بقدر يفرض على قناعاتي ، ودق صدره بعنف والميكرفون عمل ( خشخشة) ، هشام عز الدين وشو بقى ألوان الطيف لأنه تفاجأ بشخصية غير التي تدعي الهدوء والوقار فهو لا يعرف إنه ده عصام الحاج الحقيقي ، وليت متوكل أحمد علي يخرج ليحدثنا عن ما قاله عصام الحاج في الاجتماع الاول ولكنه لن يفعلها . ولكنه هل هو بالفعل دكتاتور أم أنه مجرد واجهة للدكتاتور ؟ المتابع لتاريخ عصام الحاج الإداري لابد أن يتوقف عند نقطة مهمة للغاية وهي أنه في كل مسيرته المذكورة ظل مسنودا من جهات مختلفة أساس معظمها السلطة السياسية ، في فترة ماهل أبوجنة دعمه الرجل وسانده بشدة ، وما أدارك ما ماهل ابوجنة في ذلك الوقت والنفوذ الذي كان يتمتع به ، وذات الشيء حدث مع جمال الوالي ، وإذا دققنا في الطريقة التي أصبح بها سكرتيرا لنادي المريخ أو أمينا عاما سنقف على حجم النفوذ والسند الذي وقف وراء ذلك ، خاصة بعد الضغوط التي مورست على المرشح الآخر للمنصب طارق سيد المعتصم ، لينسحب للسيد عصام الحاج وهو الأمر الذي تصدى له جمال الوالي . ويكفي ما تناولته وسائط الاعلام أمس وأمس الاول عن وجبة الغداء التي تناولها الوالي بحضور اسامة عطا المنان ( ودي قصة براها) وهيثم وعلاء الدين قبل سفره للإمارات بساعات وقبل التسجيل بيوم ، وحتى موضوع الشيخ محمد خير ودوره في الصفقة و المسيد الذي شهد اللمسات الاخيرة للتسجيل ، كلها وقائع تؤكد عصام الحاج لسان يتحدث بالنيابة عن آخرين وهنا الآخر هو جمال الوالي .