«لو كان محمدٌ حياً لحل مشاكل العالم بينما يشرب كوباً من القهوة» .. برنارد شو! والرجل معذور في حكاية ضرب المثل بالقهوة لجهله بالمزاج الغذائي الذي كان سائداً في صدر الإسلام! .. ومثل ذلك جهل الرئيس الشيشاني قديروف «الابن» الذي نقلت وسائل الإعلام الروسية ? قبل فترة - صورته الحية وهو يحمل كوباً حجري اللون، زعم ومن معه إن رسولنا الكريم كان يشرب منه، ثم تناقله أحفاد آل البيت قبل أن يحط رحاله في العاصمة الشيشانية ويستقبله رئيس حكومتها في موكب مهيب، وهو يجهش بالبكاء، مرتجفاً من هول الموقف العظيم .. لكنه رغم ذلك يرفض تطبيق الشريعة في بلاده ..! ، فبعد نوبة البكاء تلك مباشرة أعلن السيد «قديروف» عن استعداده لاستقبال المغنية الكولومبية الراقصة شاكيرا التي كان لها الفضل الأكبر في نشر موضة أزياء «فصل الدين عن الدولة» بين نساء العالمين، وكذلك حال مضيفها الذي يفلق ويداوي ..! لكن الرجل معذور لأنه يسدد ويقارب - في إسلامه الملئ بالثقوب - على الطريقة النقشبندية التي يعتنقها قومه، تقول أضابيرها إن إمامها الأكبر اجتمع مرة بكلب وحرباء فتشاركوا البكاء والنحيب، ثم رفعت الحرباء رأسها إلى السماء وهي تدعو، وكذلك فعل الكلب بقوائمه وهو يبتهل إلى الله، والإمام يردد في خشوع «آمين» ..! على أن العجمة ليست سبباً في الجهل بالدين، بدليل جهالة بعض الحكام العرب وحصافة حاكم أعجمي آخر هو التركي أردوغان مسلم أي نعم لكنه رئيس دولة علمانية يدعو المسلمين العرب إلى مبادئ الدولة المدنية .. والعلمانية الحديثة ? بحسبه - ليست معادلة رياضية بل مفهوم اجتماعي يعول في نهوضه على خصوصية كل شعب، ويحافظ على مسافة مقدرة متساوية مع جميع الأديان .. فالدولة المدنية ? القائمة على دعائم مجتمع مسلم - هي التي تفصل سياسة الدولة عن معتقدات الحكام، وليس كما يراها بعض الشيوخ والدعاة - الذين يساندون الإستبداد الإسلاموي في السودان - (فصل الدين عن الحياة)..! لم يحرص رسولنا الكريم على تعيين خليفة من بعده، وهذا دليل دامغ على ضرورة اجتهاد المسلمين في آلية اختيار وتعيين من يحكمهم والموافقة على مبادئ وآليات حكمه، وأي انحراف عن ذلك المسار يدخل في قبيل الاستبداد السياسي الذي أرجع بعض المفكرين شيوعه في العالم العرب سلامي إلى ضعف المسوغات الشرعية التي نهض عليها مبدأ ولاية العهد، وبيعة أهل الحل والعقد، منذ حادثة السقيفة في صدر الإسلام، وحتى عصر توريث أنجال رؤساء حكومات الديمقراطيات العربية..! فولاية العهد بحسب التاريخ الإسلامي ليست أكثر من انحراف مدروس، وخرق لمبدأ تداول السلطة في المجتمع الإسلامي ، الذي كان ولا يزال حافلاً بصور الاستبداد السياسي .. والسبب ليس الحرص على تطبيق الشريعة، بل الإصرار على عدم تطبيقها كما يجب ..!