كما هي العادة .. في ايام العطلات ومناسبات الاعياد ، يتوقع خروج المواطنين الى مناطق معينة ، لقضاء اوقات ترفيهية وللاستمتاع بالأجواء الجميلة كما هو الحال، لكن الملاحظ هو اهمال البعض للنفايات والقائهم للمهملات بطريقة عشوائية ، رغم ان هناك اماكن مخصصة للتخلص من النفايات ، إلا ان البعض يصر على إعطاء نظرة سلبية في تعامله مع البيئة هذا بشكل عام . الصورة المعروضة هي لهيكل هندسي (طابية ) تتوسط منتزها يقع اسفل كوبري الاستاد من الجهة الجنوبية ، وقبالة شارع الغابة من الجهة الشرقية ، يرتادها البعض بغرض التنزه ، فمن المعلوم ان صناعة المعالم الجميلة تكلف مبالغ كبيرة ، والهدف من إنشائها اضفاء لمحة او ميزة جمالية تنعكس على المكان بشكل عام ويرفع من وتيرة التأمل ،لكن دائما هناك من يسعى لتشويه المواقع والمعالم الجميلة خاصة التي تقع وسط الخرطوم العاصمة ، فقد اضحت مساحة تلك الطابية مكبا للنفايات ، موقع بهذه الميزة يجب الاهتمام به من حيث النظافة وازالة التشوهات ، اذ يمكنك ان ترى حجم الأكياس السوداء المليئة بالنفايات من على بعد أمتار من الكوبري .. قرابة الشهر وأنا اراقب هذا المنظر القبيح ، وفي كل مرة اقول في قرارة نفسي ربما تأتي عربة النفايات غدا وتحمل الاوساخ ، إلا أن الوضع يبقى كما هو !! أي لم يطرأ على الطابية اية نظافة ، تلك الطابية تعتبر مكبا جديدا يضاف لأعداد الاماكن والمعالم التي اضحت ملاذا يتخلص فيه البعض من نفاياتهم . قد لا يختلف اثنان ، في أن النظافة ثقافة وسلوك يعكس مدى تحضر المجتمع ، كما أن كمية النفايات الملقاة على جوانب طرقات ، وشوارع وسط الخرطوم ، تترجم جزءا مهما من عادة ، او تقليد ، او ثقافة يمارسها البعض ، يحرص الكثيرون على اختلاف مستوياتهم ان لا تضيع منهم فرصة التخلص العشوائي منها في اي مكان وبالشكل الذي نراه يوميا ، فلا يمكنك ان تتصور مكانا في وسط الخرطوم خاليا من الاوساخ التي يتفنن اصحاب المطاعم ، وبائعات الشاي ، والتجار، والمارة في جعلها شيئا في غاية السوء يستوقف الكثير من عابري الطريق .. اذن لماذا نسعى دوما لتشويه المظهر العام للمناطق والمدن والشوارع وغيرها ، بالتخلص العشوائي من النفايات ؟