قالت وزارة الخارجية الروسية إن روسيا ستستضيف المبعوث الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي غدا السبت بعد أن أجرى مسؤولون سوريون محادثات في موسكو امس الخميس في إطار مساع دبلوماسية لمحاولة الاتفاق على خطة لإنهاء الصراع الممتد في سوريا منذ 21 شهرا. وانتقلت المحادثات إلى موسكو حليفة سوريا منذ زمن طويل بعد سلسلة اجتماعات عقدها الإبراهيمي في دمشق هذا الأسبوع لكن المبعوث الدولي لم يكشف تفاصيل تذكر عن مفاوضاته. ويحاول الإبراهيمي عقد المزيد من الاجتماعات مع مسؤولين ومعارضين سوريين هذا الاسبوع التوسط في نقل سلمي للسلطة. وقتل أكثر من 44 ألف سوري منذ بدء الانتفاضة على حكم أسرة الاسد المستمر منذ أربعة عقود في صراع بدأ سلميا في مارس آذار الماضي ثم تحول إلى حرب أهلية. لكن جهود السلام السابقة تعثرت إذ انقسمت القوى العالمية بشأن ما تحول إلى صراع يتسم بالطائفية بين مقاتلي المعارضة وأغلبهم من السنة وقوات الأمن الحكومية واغلبها من الاقلية العلوية الشيعية. وأجرى فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري ومسؤول آخر محادثات بوزارة الخارجية الروسية دامت أقل من ساعتين امس الخميس لكنهما رفضا الادلاء بأي تفاصيل عن زيارتهما. وكان مصدر من وزارة الخارجية الروسية قد ذكر في وقت سابق أنهما سيجتمعان امس الخميس مع وزير الخارجية سيرجي لافروف وميخائيل بوجدانوف مبعوث الكرملين لشؤون الشرق الأوسط. وقالت مصادر سورية ولبنانية إن الرئيس السوري أوفد المقداد إلى موسكو لمناقشة تفاصيل خطة للسلام اقترحها الإبراهيمي لانهاء الصراع. وهون المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش من فكرة أن هناك خطة بعينها طرحت على الطاولة خلال محادثات موسكو موضحا أنه ليست هناك خطة اتفقت عليها موسكو وواشنطن على الأقل. وقال «نعتزم مناقشة عدد من القضايا المرتبطة بتسوية سياسية ودبلوماسية في سوريا تشمل جهود الإبراهيمي الرامية لإنهاء العنف وإطلاق حوار وطني شامل.» ورد على سؤال عن شائعات عن وجود خطة روسية امريكية لحل الصراع قائلا «لم تكن هناك ولا توجد مثل هذه الخطة.» وأضاف «إننا نحاول في محادثاتنا مع السيد الإبراهيمي ومع زملائنا الأمريكيين ان نتحسس سبيلا للخروج من هذا الموقف على أساس خطة العمل المشتركة التي تم الاتفاق عليها في جنيف في يونيو.» وتعتقد القوى العالمية أن روسيا التي قدمت للأسد مساعدات عسكرية ودبلوماسية لمساعدته في التغلب على الانتفاضة لها تأثير على الحكومة السورية ويجب ان تكون لاعبا رئيسيا في محادثات السلام. وحاولت موسكو ان تنأى بنفسها عن الأسد في الاشهر القليلة الماضية وقالت إنها لا تدعمه لكن لوكاشيفيتش أكد مجددا موقف بلاده وهو أن تخلي الاسد عن السلطة لا يمكن أن يكون شرطا مسبقا للتفاوض. وأضاف أن وضع مثل هذا الشرط ينتهك بنود اتفاق توصلت إليه القوى العالمية في جنيف امس 30 يونيو حزيران يدعو الى تشكيل حكومة انتقالية في سوريا. وقال ديمتري ترينين المحلل في مركز كارنيجي بموسكو لرويترز «الخلاف الأكبر... هو أن جانبا يعتقد أنه يتعين على الاسد ان يرحل في بداية العملية والآخر يعتقد أن رحيله يجب أن يكون نتيجة العملية - وهذا هو الموقف الروسي.» لكن ترينين قال إن المكاسب التي حققها مقاتلو المعارضة السورية على أرض المعركة تضيق الفجوة بين موسكو وواشنطن.