كانت مفاجأة كبرى ليست بالنسبة للشعب العراقي البطل وإنما بالنسبة لحكامه الذين يعملون وفق أجندة خاصة لإلحاق العراق بإيران ، المفاجأة كانت ظهور الاستاذ عزت ابراهيم الدوري نائب الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين، ظهر الدوري بلباسه العسكري وخلفه عدد من حراسه الشخصيين وهاجم نظام المالكي بعنف واتهمه بشكل واضح انه يريد الحاق العراق بدولة ايران الشيعية ولا غرابة في ذلك ، لان المالكي رئيس حزب الدعوة الشيعي التابع لإيران كما كنا نعرفه من زمان ، وكانت اجهزة الاعلام العراقية تطلق عليه حزب الدعوة الايراني لارتباطه الوثيق بإيران خاصة ان كل عضويته من طائفة الشيعة المناوئة للسنة ،وظلت حكومة المالكي وحزبه وبقية الاحزاب الشيعية يبحثون طوال السنوات الماضية عن الاستاذ عزت ابراهيم الذي عرف بقدراته الهائلة على التخفي واعتاد على الحياة السرية اي العمل التنظيمي السري ، وهو رجل يعرف كيف يخفي نفسه عن أجهزة الأمن وتقديم صيغ حديثة في التخفي والاختفاء. وكان الدوري قد ظهر بشكل مفاجئ للجميع عبر قناة العربية بكامل زيه العسكري وخلفه حراسه و واضح ان خطابه كان في تسجيل فيديو على موقع يوتيوب مخاطباً العراقيين بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش العراقي الذي يوافق السادس من يناير من كل عام ، قائلاً : أيتها الجماهير العزيزة الثائرة المؤمنة والمرابطة في عراق العروبة و المعتصمة بميادين الجهاد في معظم مدن وقرى العراق ، مؤكدا ان شعب العرق وكل قواه الوطنية والقومية والإسلامية معكم ويشد على ايديكم ويؤازركم حتى تحقيق مطالبكم العادلة في اسقاط الحلف الصهيوني والفارسي. ويعد حديث الدوري هو الثاني من نوعه خلال تسعة اشهر منذ اختفائه مع باقي قيادات حزب البعث في التاسع من أبريل 2003 م وثاني دليل حسي على بقائه على قيد الحياة بعد ظهوره العلني في السابع من ابريل من العام 2012 م بمناسبة ذكرى تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي و أطلق فيه خطاباً مشابهاً لخطاب أمس الاول فيما يتعلق بسياسة الحكومة العراقية وتبعيتها لإيران. ظهور الدوري في التلفزيون الذي اكد انه يتحدث من محافظة بابل القريبة من محافظة بغداد مع تظاهرات يشهدها عدد من محافظات ومدن وقرى العراق ضد سياسة حكومة المالكي وضد الاعتقالات التي تقوم بها على أساس طائفي كما ردد المشاركون في تلك التظاهرات والذين صعدوا هجومهم في الايام القليلة الماضية الى حد المطالبة بإسقاط المالكي والتهديد بالعصيان المدني لحين الاستجابة لمطالبهم. المالكي أصدر بياناً صباح الجمعة للمتظاهرين في المحافظات كافة للالتزام بالقانون والحصول على تراخيص مسبقة للتظاهرات .. في حين دعاهم الى الغاء المطالب التي تعد خارج اطار السلطة التشريعية. التظاهرات طالبت بإطلاق سراح كافة المعتقلين وإلغاء قوانين المساءلة والعدالة ومكافحة الارهاب وتطبيق قانون العفو العام وإسقاط حكومة المالكي . واتى بيان المالكي متزامناً مع دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر حكومة المالكي الى التعامل مع المشاكل الداخلية بأسلوب الحوار الحضاري وباللغة السياسية الحكيمة. وكان مقتدى الصدر قد طالب الحكومة بتعقب الدوري وقلته وإذا لم تستطع اعلن استعداد حزبه للقيام بمهمة قتل الدوري . وكان الصدر قد اعلن تعاطفه مع المتظاهرين لكن اعتبر العصيان المدني الخيار الاخير لحل المشاكل في البلاد ، وعزا عدم مشاركته في التظاهرات الى رفع المتظاهرين صور الرئيس صدام حسين ومنتقداً بعض الشعارات الطائفية.