أكد الرئيس عمر البشير، أن السودان سيظل مؤمناً بقدرته مع دولة جنوب السودان على حل قضاياهما تحت مظلة الوساطة الأفريقية إن صدقت النوايا والتزم الجنوب بتنفيذ الاتفاقيات المُوقّعة. وأعرب البشير لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية لقمة تجمع دول الساحل والصحراء بالعاصمة التشادية انجمينا أمس، عن ثقته في تعاون الشركاء الذي أسهم في تحقيق السلام والاستقرار، وأنه لن يقبل بقيام أية دولة بعمل عدائي يضر بهذه الجهود. واستعرض البشير خطوات السودان لتحقيق السلام والاستقرار في جزء كبير من دارفور بعد توقيع اتفاقية أبوجا ووثيقة الدوحة بفضل تغليب الحوار بديلاً عن الاقتتال. ونوّه البشير حسب (سونا) إلى تحسن وتطور العلاقات مع تشاد، وقال إن القوات المشتركة بينهما أصبحت نموذجاً لكل الدول الأفريقية لفَض النزاعات والبناء على قواعد الأمن والوئام والتنمية في المناطق الحدودية. إلى ذلك، أكد البشير أن الأوضاع في منطقة الحزام الصحراوي أصبحت تشهد تطورات خطيرة تدعو لليقظة والتضامن بين دول المنطقة، وأشَادَ بالتحرك الذي تم لمساعدة مواطني مالي، ونوّه لتقديم السودان دعماً إنسانياً للشعب المالي بالتنسيق مع حكومته، كما أعلن التضامن مع الجزائر فيما تتعرض له من عملية إرهابية في عين أبي ناس. وأكد البشير أن أمن الجارة أفريقيا الوسطى من أمن السودان، وأعرب عن ارتياحه للخطوات التي تجرى للخروج بالبلاد من النزاعات المسلحة لاتخاذ سبيل الحوار وصناديق الاقتراع بديلاً عن الاحتراب وإزهاق الأرواح. وأكّد البشير ضرورة الاهتمام بالقضايا الإستراتيجية الخاصة بتحقيق التنمية والأمن، ودعا للإسراع بتنفيذ المشروعات وتفعيل المجلس الاقتصادي الاجتماعي والربط بين دول الساحل والصحراء بفروع لبنك الساحل والصحراء، وطالب بزيادة رأسمال البنك لمناهضة الفقر فى المنطقة، وأكد دعم السودان والتزامه بمخرجات القمة والمعاهدة المنقحة التي تمهد لانطلاق التجمع. وأعلن البشير مباركته للآليتين المُقترحتين المُتمثلتين في مجلس الأمن والسلام ومجلس التنمية المستدامة، وأعرب عن أمله في أن يحقق ذلك المستقبل الآمن والأفضل لدول التجمع ويمكنه من أداء رسالته كوعاء إقليمي جامع لتحقيق الأمن والاستقرار في فضائه بحيث تكون حدوده منافذ مفتوحة أمام التبادل التجاري والتكامل الاقتصادي ومغلقة تماماً أمام تسرب الأسلحة والارهاب وارتكاب الجرائم. من جانبه، أكد الرئيس التشادي إدريس ديبي، رئيس الدورة الحالية للتجمع، أن (س. ص) كان قد مَرّ بمعاناة خلال فترة التطورات الأخيرة التي حدثت في ليبيا، وأعرب عن تقديره للقيادة الليبية على الاستمرار في مسيرة التجمع وإعادة فتح مقره بطرابلس، وأوضح ديبي في كلمته أن انعقاد القمة سبقته لقاءات في انجمينا وواغادوغو والرباط عملت جميعاً لمراجعة وتنقيح النظام الأساسي ولوائح التجمع وأسهمت في تكوين مجلسي الأمن والسلام والتنمية المستدامة، وأشار إلى أنه بهذه التعديلات ستصبح (س. ص) منظمة كغيرها من المنظمات الإقليمية لخدمة دول المنطقة ومعالجة قضاياها. وتطرق ديبي إلى إسهام منظمة (الإيقاد) لتحقيق السلام بالصومال وإلى توقيع السودان وحركة العدل والمساواة اتفاقاً أخيراً بدارفور.