ليس في الأمر خطأ.. نعم أطرح مطالبة مشفوعة بحجج وهي أن نعكس المشروع السابق مشروع توطين العلاج بالداخل ونجعله توطين العلاج بالخارج. أنا لا أعرف حقيقة ما الذي تم في المشروع ولكن اعرف أن الكثير من المشاريع الكبري تطرح للرأي العام وتسوق ويندلق عنها الكثير من الحبر في الصحف والكثير من الكلام الأثيري ثم فجأة يسكت المشروع. هل تسمعون عن مشروع ترعتي كنانة والرهد ؟ قبل أربعة عشرة عاما تم تشخيص مرض ألم بي في الخرطوم، سافرت بالتشخيص وأجريت عمليتين وبعدها ومع إستمرار الحالة زادت زياراتي للأطباء. اليوم أنا في عمان وقد إكتشفت أن التشخيص لم يكن سليما وأن الأمر مختلف والحالة أضحت مزمنة. ولما لم أكن الوحيد في هذه الحالة وأستطيع أن أحكي الكثير ومنها قصص لقيادات في الدولة وفي الحقل الطبي لهذا فقد توصلت إلي فكرة تحويل مشروع توطين العلاج بالداخل إلي توطينه بالخارج وذلك لتحقيق هدف الدولة في تخفيض التكاليف بالعملة غير السودانية إذ وجدت أني استهلك الكثير من الأدوية التي تشتري من الخارج والكثير من المعدات ومدخلاتها في التعامل مع حالتي كلها أو أغلبها من الخارج. وهذا كله يمكن توفيره إذا سافرت مرة واحدة وعدت مطمئنا ومتحفاً بالثقة في الطب السوداني. رئيس جمعية المستشفيات الخاصة في المملكة الأردنية الدكتور فوزي الحموري قال إن أكثر من خمسة وعشرين ألف سوداني يتعالجون سنوياً في الأردن و كان هذا في عام 2006 و كانت الرحلات الجوية حينها إثنتين واليوم هي خمس رحلات مما يعني أن العدد في زيادة. وإذا دفع المرضي السودانيون 400 مليون دولار في العام للأردن فإننا سنوفر علي الدولة قيمة تكاليف توطين العلاج لأن المعدات والماكينات والأجهزة التي وصلت للمشروع لم تعمل وإهتزت الثقة في الحكومة كما هي مهتزة تجاه الطب. نحافظ علي الثقة ونحافظ علي الأموال التي تصرف علي مشروعات التوطين. الغريب أن كل المشروعات التي تسمي توطين تتبدل أحرفها في المعني علي وزن حديث السيد الصادق المهدي عن السيد الطيب الشبارقة في الجمعية التأسيسية الأخيرة.