أبل الزيادية ام انسان الجزيرة    الفاشر ..المقبرة الجديدة لمليشيات التمرد السريع    وزير الداخلية المكلف يستعرض خلال المنبر الإعلامي التأسيسي لوزارة الداخلية إنجازات وخطط وزارة الداخلية خلال الفترة الماضية وفترة ما بعد الحرب    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    أرسنال يحسم الديربي بثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    طباخ لجنة التسيير جاب ضقلها بكركب!    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    نائب وزيرالخارجية الروسي نتعامل مع مجلس السيادة كممثل للشعب السوداني    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    وزير الصحة: الجيش الأبيض يخدم بشجاعة في كل ولايات السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    تجارة المعاداة للسامية    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    استجابة للسودان مجلس الأمن يعقد اجتماعا خاصا يوم الاثنين لمناقشة العدوان الإماراتي    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



www.alfatihgabra.com
مبروكة 21
نشر في الرأي العام يوم 07 - 08 - 2009

فجأة قطع التلفزيون برامجه وظهرت المذيعة ( حنان إبتسامات) وهى بكامل أناقتها المعهودة وإبتسامتها الدائمة قائلة: سيداتى آنساتى سادتى الآن وفى هذه اللحظة التاريخية يدخل السودان إلى عصر الفضاء حيث إنطلقت قبل قليل مركبة الفضاء السودانية (مبروكة 21) وعلى متنها ثلاثة من رواد الفضاء السودانيين نحو كوكب المريخ ولمتابعة هذا الحدث التاريخى يسرنا أن ننتقل وعلى الهواء مباشرة إلى قاعدة ( المرخيات ) الفضائية لمتابعة سير المركبة (مبروكة 21) فإلى هناك : (لقطه عامة) توضح قاعة دائرية فسيحة عليها مكاتب على شكل حدوة حصان مرصوص عليها أعداد من أجهزة الحاسب بينما على الحيطان الزجاجية عدد من شاشات البلازما العملاقة التى تبدو عليها صورة المركبة مبروكة 21 وهى تسير فى الفضاء ، القاعة تعج بمراسلى القنوات الفضائية ووكالات الأنباء الذين يوثقون وينقلون بالصورة والصوت هذا الحدث الهام. - الكاميرا تتوجه نحو المذيعة التى تمسك بالمايك وتوجه حديثها لشخص يقف إلى جانبها مرتدياً الزى السودانى الكامل يرفع يده حاملاً عصاه يرفعها عالياً ويهز بها : ........................................................................................................................................... - سيداتى آنساتى سادتى يسرنا فى هذه اللحظة التاريخية ومن القاعدة الفضائية بالمرخيات يسرنا أن يكون معنا العالم والخبير الفضائى (البروفيسورفضائى/عوض زغبير) رئيس (وكالة الفضاء السودانية) و المشرف على هذه الرحلة التاريخية (تلتفت نحوه ) دكتور زغبير ممكن تكلمنا أول حاجه عن شعورك الآن ؟ - بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين نحمد الله كثيرا أن تحقق الحلم الذى ظللنا نسعى إليه فى صمت وصبر شديدين وها هى الآن أمامكم المركبة مبروكة تشق عنان السماء متجهه لإستكشاف كوكب المريخ طبعن كثير من الناس بيعتقد أن دور وكالة الفضاء ينحصر بس في غزو الفضاء، وإرسال رواد ومراكب فضائية لاستكشاف الكواكب والنجوم الأخرى ، مع أنو الحقيقة فى شئ مهم تانى اللى هو الأبحاث العلمية التي تتعلق بكوكب الأرض وكمان أنشطة مهمة مثل التجسس، وسباق التسلح، والتفوق العسكري. وحاجات تانى ليها علاقة بالأمن، والدفاع، والتعليم، والبحث، والتطوير، والاقتصاد، والطب، والمناخ، والتلوث، والكشف عن الموارد الطبيعية ... يعنى أنحنا ما رسلنا (المبروكة) دى ساااكت كده !!. - سعادة البروفيسور ما هى مشروعاتكم المستقبلية ؟ - نحنا بعد ما إنتهينا من برامجنا (الأرضية) وقبلنا على (الفضاء) ده تاااانى ما بنخليهو لو (قرضنا) كواكب المجموعة الشمسية دى كووولها ... إن شاء الله برنامجنا للعشرين سنة الجاية ح يشمل كواكب المجموعة الشمسية كووولها .. عندنا مبروكة 22 ودى ح تمشى (زحل) ومبروكة 23 ودى ح تمشى (المشترى) والعشرين سنة البعدهم عندنا مبروكة 24 ودى ح تمشى ( عطارد ) ومبروكة 25 ودى ح تمشى (ليبتون) والعشرين سنة البعدهم بعد داك لو الله أدانا العمر نشوف (الشمش) دى ذاااتا حكايتا شنو! - سعادة البروفيسور من إمتى بدأ برنامج الفضاء ده؟ - والله ما بتذكر بالضبط كده لكن الشئ المتأكد منو إنو البرنامج ده إبتدأ بالتزامن مع مشروع محاربة الفقر ... يعنى تقدرى تقولى إتعملو الإتنين فى سنة واااحده ! - سعادة البروفيسور ممكن تحدثنا عن الوقود المستخدم ؟ - الوقود المستخدم الح يودى المركبة دى المريخ ويجيبا راجعة بإذن الله هو وقود محلى «100%» ومنتج من قصب السكر وده عشان الناس تعرف إنو الدولة إضطرت تستورد سكر مؤخراً عشان (سكرنا) عملناهو وقود لى مبروكة! - البروفيسور والعالم الفضائى الدكتور زغبير لا شك إنكم بذلتم الكثير من الجهد حتى يتم هذا الإنجاز فلو ممكن تحكى لينا عن العقبات التى واجهتكم؟ - والله أنا من هنا بقول إنو الفضل فى الإنجاز يعود للسيد وزير الفضاء والسيد وزير (الدولة) للفضاء والسيد أمين ديوان الفضاء والسيد رئيس اللجنة العليا لأبحاث الفضاء والسيد رئيس هيئة مستشارين الفضاء والسيد رئيس اللجنة القومية العليا للفضاء والسيد مدير عام مشروعات الفضاء ومقرر اللجنة العليا للإستراتيجية الفضائية الكونية الشاملة والسيد رئيس المجلس العلمى لجامعة علوم الكون والفضاء ! - سعادة البروفيسور ممكن نتعرف على الرواد الذين على متن المركبة وكيف تم إختيارهم ؟ - الرواد الذين على متن المركبة هم (مواطنين) عاديين يعنى ناس ساااكت تم إختيارهم من بين آلاف المواطنين بعد إجتيازهم لبعض المعاينات وقد تلقوا تدريبات خاصة على الأرض قبل أن يلتحقو بالمركبة ! أعزائى المشاهدين معنا أيضاً من وكالة الفضاء السودانية فى قاعدة المرخيات الفضائية المستشار الإقتصادى الفضائى الدكتور فضل السيد .. (مواصلة) لو سمحت دكتور فضل السيد تدى المشاهدين فكرة عن تكلفة برنامج الفضاء بتاع رحلة المركبة مبروكة 21 ؟ - طبعن مبروكة دى جربناها 20 مرة وما طارت ، والله لحدت ما مبروكه 21 دى طارت مكلفه ليها ذى 300 مليار دولار ! - مش كتيره سعادتك! - مش كتيره هو أصلو دافعنها من جيوبنا من ديون ساااكت أصلو الديون الخارجية بتاعتنا كانت 32 بليون دولار شنو يعنى لمن تبقى 300مليار و32 بليون ! - دكتور فضل السيد طالما إنتو (مديونين) زى ما بتقول شنو الخلاكم تصرفوا قروش قدر دى عشان ترسلو ناس يمشو المريخ؟ - ما قلنا أحسن بدرى بدرى نمشى نحجز لينا كم قطعت واطة ناصية وكم ميدان كده قبلما الناس تمشى تخت إيدينا عليهو ! (صوت) ألو 1-2-3 .. آلو 1-2-3 من مبروكة 21 إلى القاعده الفضائية .. ألو 1-2-3 .. آلو 1-2-3 من مبروكة 21 إلى القاعده الفضائية .. - (العالم زغبير يمسك بالمائك) : من القاعدة الفضائية إلى مبروكة 21 سامعنى كويس؟ - أيوه سامع لكن فى شخشخة شوية. - بتقول شنو أرفع صوتك شويه ؟ بيكون ده (الإعلان بتاع شركة الإتصالات) خليهو لمن يكمل وإتكلم .. - (بعد دقايق) : أها كده سامع ... أيوه سامع. - الرحلة ماشة كيف؟ إنتو كويسين؟ - الحمدلله كل شئ تمام والأجهزة بتعمل بى كفاءة بس .. - (فى خلعة) : بس شنو؟ - بس الرائد (جباره) ده ضغطو مرتفع شوية ! - أدينى ليهو.. - آلو .. آلو معاك الرائد جبارة.. - يا جباره مالك ما كنت تحت معانا هنا كويس؟ - والله فى الحقيقة أنا بس إكتشفت إنى نسيت الرخصة! - جبارة إنتا جنيت؟ كمان (السواقه فى الفضاء دى عاوزة ليها رخصة)؟ - لا لا ما الفضاء ما الفضاء .. رخصة السواقه بتاعتى نسيتا فى جيب الجلابية هسه الواحد بعد ما ينزل هناك ويسوق العربية الح نلقط بيها العينات دى لو لقى ليهو (كمين) بتاع مرورهناك يعمل شنو؟ - لا إطمئن ما ح يلاقيكم شئ ناس المرور ديل هنا بس ! - إنت يا سعادتك متأكد ؟ والله يا سعادتك ما تستبعد. - لا لا يا جبارة خليك مطمئن .. كدى أدينى زميلك (خليفة) . - خليفة ده مما طلعنا (الجو) ماسكاهو (حمى أم برد) ! - ما فحصتو ليهو بالأجهزة المعاكم دى؟ - فحصنا ليهو لقينا عندو ملاريا !! الأعزاء المشاهدين بعد أن إطمأنينا على روادنا البواسل وهم ينطلقون فى صحة وعافية وإصرار نحو الكوكب الأحمر وإلتقينا بعدد من علماء وكالة الفضاء السودانية الذين أشرفوا على هذه الرحلة التأريخية نعود بكم إلى إستوديوهاتنا الرئسية لتكملة النشرة الإخبارية فإلى هناك ! عودة للإستديوهات الرئيسة : سيداتى آنساتى سادتى .. تكملة لنشرة أخبارنا الرئسية الآن ننتقل إلى النشرة الجوية والزميل (المتنبئ) : مشاهدينا الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ونحن نعيش فى هذا (الجو) الإحتفالى ومركبتنا (القاصدة) نحو كوكب المريخ تسير على بركة الله و تزامناً مع هذا الحدث التأريخى الهام وببركة مبروكة المباركة فقد هطلت بعض الأمطار الخفيفة على أنحاء متفرقة من العاصمة الخرطوم جعلها الله أمطار خير وبركة ... والآن ننتقل إلى درجات الحرارة حيث كانت أقصى درجة حرارة هى 45 درجه مئوية وأدناها 32 درجه مئوية ............ وأعود إلى زميلتى فى النشرة (حنان إبتسامات).. - (وهى تبتسم كالعادة) : إلى هنا تنتهى نشرة الأخبار .. بعد قليل سيداتى وسادتى ننتقل بكم فى تلفزة حية حيث ننقل لكم بعض الإستطلاعات من وسط الشارع الذى تعمه الفرحة كما سوف نكون على متابعة مع القاعدة الفضائية لنقل الرحلة التأريخية التى تقوم بها مركبة الفضاء السودانية (مبروكة 21) ! أعزائى المشاهدين بعد قليل نلتقى ومن داخل الأستديو بالعالم والخبير الفضائى ورئيس الفريق الذى أشرف على تجهيز المركبة مبروكة 21 وحتى ذلك الوقت نترككم مع هذا الفاصل من الأغانى والأناشيد (الفضائية) التى تعبر عن فرحة الشعب بهذه المناسبة : (الفنان عثمان الجاهز يمسك بالطمبور) : ترن ترن تررن ترن تررن ترن تييييرن ترن أيا مواطن .. هيا مواااطن أفرح وإنبسط ... آآآيا إنبسط تررن ترن بلا غلاء تترن ترن بلا غلاء بلا مرض بلا بطيخ ما دام مبرووكة .. آآآى مبروووكة ماشة للمريخ تررن ترن تررا رررام - (تظهر المذيعة مرة أخرى): سيداتى آنساتى سادتى ونحن فى هذا اليوم الأغر نتابع صعود مركبتنا الفضائية مبروكة 21 إلى الفضاء بإتجاه الكوكب الأحمر ... سيداتى وسادتى لا زلنا فى إنتظار وصول ضيفنا سعادة السيد وزير الدولة للفضاء .. (إتصال هاتفى).... - (تنصت إلى السماعة التى على أذنها هيهه) : السادة المشاهدين يبدو أن ضيفنا وزير الدولة للفضاء قد (فضل) أن يهاتفنا بدلاً عن حضوره للأستديو .. (ثم) : سعادة الوزير.. السلام عليكم.. - وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاتو.. - الحقيقة يا سعادتك نحنا كنا منتظرنك فى الأستديو.. - والله كنت جاييكم لكن (مويت المطرة) محاوشة (الحى كلو) وعامله ليها (بركة كبيرة) لكن ما مشكلة أنا اتصلتا بى ناس (النقل النهرى) يرسلو لينا (لنش) عشان نقدر نطلع بيهو نجيكم. - سعادة الوزير الدكتور (حسن بوبينا ) ممكن سعادتك فى الأول تعرف نفسك للمشاهدين ! - ما مشكلة بس خلينى أول أكلم الأولاد ديل يشغلو الجنريتر عشان الكهرباء قطعت. - (بعد دقائق) : أيواا كده تمام ممكن أشوف التلفون ! - طيب سعادتك نواصل .. وناخد معلومات عن سعادتك للمشاهدين وأنت تتولى هذا البرنامج الفضائى الكبير وتتولى رئاسة فريق العمل لمركبة الفضاء مبروكة 21 . - أنا اسمى (حسن أبوضراع حسن) إتولدتا فى قرية (الرتينة بقت) ودرستا فيها كل المراحل وبعد داك دخلتا (جامعة أم جلافيط) درستا (فيزياء نظرية) عشان ما كان فيها (معامل وكده) وبعد داك عملتا الماجستير والدكتوراة فى (البوبينا) بتاعت المركبات الفضائية وعشان كده سمونى (حسن بوبينا)! ولما الحكومة قررت تعمل البرنامج بتاع الفضاء ده ما لقت زول غيرى متخصص فى البوبينات أقصد المركبات بتاعت الفضاء فعينونى! - بمناسبة (البوبينا) دى سعادتك أنا سمعت أحد الخبراء فى (القاعدة الفضائية) بيقول إنو المركبة تصنيع سودانى مية المية فما مدى صحة ذلك. - أيواا .. البودى كلو نحنا جبناهو من (سوق السجانة) والمكنة (خرطنا) السلندر بتاعا فى ورشة (المعلم عوض جربوكس) الفى المنطقة الصناعية الواااحده دى! - طيب نحنا بنشكرك دكتور بوبينا على المعلومات القيمة دى (تتجه بوجهها نحو الكاميرا).. - الآن سيداتى وسادتى وقبل أن نعود فى للإنتقال مباشر إلى القاعدة الفضائية فى المرخيات لمتابعة سير مركبة الفضاء مبروكة 21 تنتقل الكاميرا فى جولة ميدانية لإستطلاع رأي المواطنين وهم يتابعون هذا الحدث التاريخى.. - (يظهر المذيع يمسك بالمايك وهو مكفف البنطلون بتاعو إلى حد الركبة وأمامه عدد من المواطنين داخل أحدى برك السوق العربى بينما فى الخلفية أعداد من المواطنين يلتصقون بجدران الدكاكين تحاصرهم المياه : - سيداتى وسادتى أعزائى المشاهدين يسرنا أن نلتقى بالشارع السودانى الذى يحتفى بهذه المناسبة التاريخية العظيمة .. الفرحة تعلو وجوه المواطنين والغبطة تملأ نفوسهم .. (فجأتن) يمد المايكرفون للمواطن الذى أمامه : - الأخ منو ومن وين؟ - أنا عبدالباقى الفكى من قرية (الرتينة لسه ما بقت) وعندى هنا فى السوق طبلية بفرش فيها حاجات صغيره كده زى الحلاوة واللبان والأقلام ومناديل الورق إلا ناس المحلية ما مريحننا ! - ناس المحلية كدى خليهم هسه يا عبدالباقى نحنا فى فرحة وبهجة وسرور عشان (مبروكة) ماشة المريخ ! - (يلتفت حوله فى إندهاش) : ها ناس .. (المرا) دى جنت وإلا شنو؟ مرتى مبروكة ماشة للمريخ؟ شن تسوى هناك ؟ -
(يبتسم فى تصنع) : يا عبدالباقى (مبروكة) دى مركبة فضاااائية .. يعنى صاااروخ .. وفيهو ناس عشان يمشوا كوكب المريخ ! - وباقيلكم كوكب المريخ ده المحلية بتوصلو ؟ أكان ما بتوصلو دحين ودونا ليهو والله والله ناس المحليه ديل قطعو عيشنا (تب) ! - (يمد المايكرفون إلى إحدى النساء) : معانا الحاجه منو؟ - معاكم الحاجه ستنا عبدالمحمود. - حاجه ستنا أكيد تابعتى الرحلة الفضائية البتقوم بيها المركبة مبروكة! - أتابع؟ والله قال أتابع؟ هى المطرة والمويه والحفر القاعدين نخوض فيها دى خلت الزول يتابع ليهو حاجه ! كلو سنه بس يقولو ليكا الإستعدادات تمت.. الإستعدادات تمت .. أها وينا الإستعدادات ؟ المسعولين ديل شابكننا (لو عترت بغلة بالعراق ... لو عترت بغلة فى العراق) أها قول ليهم الحاجه ستنا بت عبدالمحمود فى (السوق العربى) الواحد ده الليله بس (عترت) فى الحفر والميات دى تلاته مرات وضربت الواطه ! - (فى إرتباك): سلامتك يا حاجه سلامتك... (وبسرعة الكاميرا تنتقل لمواطن آخر) : - لو سمحتا نتعرف عليك؟ - الاسم : محمد أحمد .. (يشير بيده) أنا سيد الدكان الداخله جواهو المويه داااك! - طيب يا محمد أحمد إنتا أكيد مبسوط وفرحان للإنجاز العظيم ولدخولنا (عصر الفضاء) مش كده؟ - والله حقو قبل ما ندخل (عصر الفضاء) تكون عندنا (مصارف) عشان تمنع الموية من (دخول الدكان) حاجات الفضاء دى عندها (ناسا) نحنا ناسنا ديل حقو ما يبقو ذى الزول (العريان) ولابس ليهو (كرفته) ! يعنى الحكاية (اولويات) ما هاشمية و(عرضة)! - (فى إرتباك) : يعنى إنتا يا محمد أحمد ما شايف إنو ده إنجاز؟ - ممكن يكون إنجاز لكن ده ما وكتو .. الناس فى شنو والحسانية فى شنو! أنحنا كدى النتجاوز مشاكلنا الفى الواطه دى وبعدين نمشى نشوف الفضاء الحاصل فيهو شنو! بعدين عاوز أضيف حاجه؟ - إتفضل يا محمد أحمد! - عاوز أقول إنو القروش البتنصرف فى المشروعات الماعندنا ليها رقبة دى أولى بيها نصلح بيها حال المستشفيات ونعمل بيها العلاج مجانى ونجيب منها مكنات غسيل كلى بدل الناس ما تموت (بالمغص) ونبنى بيها فصول للتلاميذ فى المدارس ونصلح بيها حال الجامعات (الفكة) دى عشان فعلن بعدين تخرج لينا (علماء فضاء) مش علماء (فراغ) وعطالة وكمان .... (يقاطعه المذيع) - أعزائى المشاهدين طبعن الكلام القالو أخونا المواطن محمد أحمد ده رأي (شخصى) وما بعبر عن رأي الشعب الذى قال كلمته (متين) وأيد هذا الإنجاز وصفق لهذا الإعجاز ونكتفى بهذا القدر من آراء الشارع السودانى ونعود إلى أستديوهاتنا الرئسية بأم درمان فإلى هناك ! - الأستديوهات الرئيسية بأم درمان .. نواصل سيداتى سادتى متابعة لقاءاتنا مع المسئولين والخبراء لمتابعة هذا الحدث التأريخى ومعنا فى الأستديو الخبير الإستراتيجى فى شئون (القرن الفضائى) والمجموعات الشمسية الأستاذ الدكتور : (على تفتيحه): - بداية يا دكتور لو سمحتا تحدثنا قليلا عن الأبعاد الإستراتيجيية الفضائية لغزو المركبة (مبروكة 21) للفضاء وتحديداً كوكب المريخ والسيناريو الفضائى الإستراتيجى المحتمل كرد فعل لهذا الغزو ! - فى الحقيقة وفى الواقع العالم المتحضر (بطل) من زمان حكايت (الإستراتيجيات الأرضية) وإتجه للإستراتيجيات الفضائية لكسب مساحات دفاعية شاسعة تقاس فيها الطلعات الهجومية (بالفامتو ثانية) وأفتكر نحنا إنتبهنا للحاجه دى فى الوكت المناسب لأنو آخر دراسة نشرتها (الوكالة العالمية لمركز الدراسات والبحوث الإستراتيجية الفضائية الكونية الشاملة) بتقول إنو بحلول القرن الواحد وستين كل الكواكب الشايفنها دى ح تكون مأهولة بالسكان وأولها كوكب المريخ الماشة عليهو مبروكة 21 دى هسه !!! - يعنى ممكن نقول إنو ممكن نكون أول ناس نطبق الإستراتيجية الكونية الشاملة دى ونخلى كوكب المريخ مأهول بالسكان والمواطنين السودانيين بعد كم سنة؟ - (فى تحدى وإصرار) : ممكن دى شنو؟ ده شئ أكيد وح ندخل ليهو الموية والنور وح نسفلت فيهو الشوارع وندخلو فى الخطة الإسكانية وكلو حاجه !! - شكراً للأستاذ الدكتور والخبير الإستراتيجى فى شئون (القرن الفضائى) والمجموعات الشمسية الأستاذ الدكتور : (على تفتيحه) والآن أعزائى المشاهدين تكملة للقاءآت مع العلماء لتسليط الضوء على تداعيات هذا الحدث الهام معنا فى الاستديو العالم الدينى فضيلة الشيخ شمس المعارف : - مولانا الشيخ ما شعوركم مولانا الشيخ المعارف والمركبة الفضائية السودانية مية المية مبروكة 21 تنفذ إلى الفضاء وبداخلها طاقم رواد فضاء سودانيين لإستكشاف كوكب المريخ والهبوط عليه ! - الحمد لله الواحد القهار العزيز الغفار مكور الليل على النهار تذكرة لاولي القلوب والابصار وتبصرة لذوي الالباب و الاعتبار الذي ايقظ من خلقه من اصطفاه فزهدهم في هذه الدار وشغلهم بمراقبته و ادامت الافتكار وملازمة الاتعاظ و الادكار ووفقهم للدؤوب في طاعته والتأهب لدار القراروالحذر مما يسخطه ويوجب دار البوار و المحافظة على ذلك مع تغاير الاحوال والاطوار احمده ابلغ حمد وازكاه واشمله وانماه واشهد ان لا اله الا الله البر الكريم الرؤوف الرحيم واشهد ان محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله الهادي الى صراط مستقيم والداعي الى دين قويم صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين وعلى كل سائر الصالحين اما بعد: لا شك إننا بحاجة إلى علوم الفضاء فى صلواتنا وصيامنا وحجنا وحسابنا وأمورنا الحياتية لذلك يجب ان يكون لدينا ما يغنينا عن طلب مثل هذه الأشياء من غيرنا كما أن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا بالتدبر والتفكر والأخذ بأسباب العلم وإرتياد الفضاء هو بلا شك من العلوم الحديثة الجليلة التى ينبغى علينا أن نرتادها و.. - (تقاطعه محادثة هاتفية) : آلو .. آلو - معانا منو؟ - معاكم حاجه ستنا القبيل عملتو معاها الإستطلاع فى السوق العربى. - أهلاً يا حاجه ستنا عاوزه تقولى شنو؟ - أنا عاوزه أتكلم مع الشيخ ده أدونى ليهو شوية. - (الشيخ) : عليكى السلام ورحمة الله يا حاجه ! - أهلن بالشيخ : إنتا يا شيخنا قلتا أرتياد الفضاء ده من العلوم الجليلة التى علينا كمسلمين أن نرتادها صاح ! - بلى يا حاجه ... أجل ! - إنتا يا الشيخ عارف (الإرتياد) ده هسه مكلف كم ؟ مكلف ليهو 300 مليار هسه القروش دى مش أولى يعالجو بيها الناس المرضانه الما لاقية حق الدواء والحقن والقطن والشاش وإلا يعملو بيها مشروعات للأولاد الخريجين القاعدين فى الضلله عاطلين ما لاقين شغل كان يقدروا يلموا ليهم قريشات يعرسو البنات الليهم سنين قاعدات ما لاقيات عرس ديل وإلا أقول ليكا كدى أول اليشطفو لينا مويت المطرة المغرقه البلد دى !! - يا حاجه الله يهديك التقدم مطلوب و.. - الله يهديك إنتا يا شيخ الله تعالى فى تنزيلو بيقول فى سورة الحج : (فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها، وبئر معطلة وقصر مشيد) يعنى لمن الناس تكون تعبانه والأساسيات ما عندها حقو الناس تخلى الفشخرة والخمج وتم رجلينا قدر لحافا .. كدى هسه صلحوا لينا ال ... - تيت تيت تيت ... يبدو أن المحادثة إنقطعت .. سيداتى وسادتى ننتقل الآن إلى القاعده الفضائية لننقل لكم مباشرة اللحظة التاريخية .. لحظة الهبوط على سطح الكوكب الأحمر فإلى هناك ! الكاميرا تتوجه لأحدى شاشات البلازما .. القاعه صامتة .. المركبة تقترب من سطح الكوكب ثم تأخذ فى الدوران فى دائرة تضيق شيئاً فشيئاً مقتربة من سطح الكوكب حتى تلامسه فتضج القاعة بالتصفيق والتهليل والتكبير .. يعود الصمت من جديد .. يفتح باب المركبة تنزل منه عربة صغيرة ذات عجلات صغيرة عريضة .... وفجأة ينقطع الإتصال .. يعم الشاشة تشويش ...يمسك بروفيسور زغبير بالمايك فى إنزعاج : - آلو .. آلو .. من القاعدة الفضائية إلى مبروكة 21 .. هل تسمعنى؟ آلو .. آلو .. من القاعدة الفضائية إلى مبروكة 21 .. هل تسمعنى؟ تكررت النداءآت التى أطلقتها القاعدة الفضائية تخاطب مبروكة ، بدأ التوتر واضحاً على البرفيسور زغبير والفريق الفضائى المساعد له ، خيم الصمت والإنزعاج على القاعة حتى : - آلو .. آلو .. من القاعدة الفضائية إلى مبروكة 21 .. هل تسمعنى؟ آلو .. آلو .. من القاعدة الفضائية إلى مبروكة 21 .. هل تسمعنى؟ - من مبروكة 21 إلى القاعدة الفضائية .. من مبروكة 21 إلى القاعدة الفضائية .. نعم نسمعكم. - (فى إنزعاج) : طيب مالكم ما قاعدين تردو علينا ! - والله بس ظرووف ! - (فى هلع) : ظروف شنو؟ المكنة (صلبت) ! أنا ما قلتا ليكم فى نص المسافة بالضبط تغيرو ليها الزيت؟ - لا .. ما المكنة .. كل شئ تمام وأجهزة الرصد كوولها إشتغلت وسجلت أى حاجه وشلنا العينات المطلوبة. - طيب المقعدكم لى هسه شنو ؟ ما لكم حسب الخطه ما بديتو رحلة الرجوع؟ - رجوع شنو يا بروف؟ نحنا ما صدقنا إتخارجنا ، تااانى عاوزنا نرجع للكهرباء الطوااالى قاطعه دى ؟

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.