تتّجه الإدارة الأمريكيّة للتحرك نحو تحقيق تسوية للصراع في إقليم دارفور، وذلك من خلال اجتماع شامل لحركات التمرد في الإقليم من المقرر إجراؤه في الدوحة أكتوبر المقبل، على أن تستثنى الحركات الدارفورية المسلحة الرافضة للسلام، ومنها حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور. وقالت مصادر أمريكية ل«الشروق»، إن سكوت غرايشون الموفد الأمريكي للسودان طلب من الخارجية الفرنسية الضغط على نور للمشاركة في جهود المصالحة أو إنهاء إقامته في فرنسا. وأضافت المصادر: إنّ غرايشون تمكّن خلال الأسابيع القليلة الماضية من تحقيق نقلة نوعية في تنسيق الجهود الإقليمية الرامية إلى تحقيق السلام في دارفور خاصةً الجهود المصرية والقطرية بالإضافة إلى الليبية. ووفقاً للمصادر نفسها فإنّ الإدارة الأمريكية تعمل في الوقت نفسه على ضمان حسن تنفيذ إجراءات اتفاق السلام الشامل. من ناحية أخرى، علمت «الشروق» أن حركة العدل والمساواة تجري ترتيبات لزيارة خليل إبراهيم رئيس الحركة إلى القاهرة خلال الأيام المقبلة. الى ذلك أكّد جبريل باسولي الوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، وعمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية العمل على انجاح الجهود المبذولة كافّة من أجل إحلال الاستقرار والأمن في دارفور وربوع السودان كافة. وقال باسولي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع موسى عقب اجتماعهما مساء أمس الأول انه جاء الى الجامعة ليضع الأخير في صورة الجهود المبذولة في موضوع مفاوضات دارفور خاصة ما يتعلق بالجهود المبذولة من قبل مصر وليبيا لتوحيد فصائل دارفور. واشار الى أن هناك جهوداً تبذل بهذا الخصوص، معرباً عن أمله أن تَتَكلّل الجهود المقبلة في طرابلس بالنجاح في توحيد الفصائل الدارفورية، وأبان أنه في أعقاب المشاورات الجارية سوف تستأنف المفاوضات بين الحكومة السودانية وحركات دارفور. وذكر باسولي أنّه اتفق مع موسى على ضرورة تحقيق الاستقرار في دارفور والعمل من أجل إيجاد الحل السلمي لقضايا السودان كافة، ونوّه الى انه سيكون هناك لقاء قريب خلال قمة الاتحاد الافريقي في طرابلس خلال الأيام القليلة المقبلة وآخر على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأعرب عن أمله بمشاركة الحركات الدارفورية كافة في جولة الدوحة المقبلة وفي عملية السلام باعتبار ذلك السبيل الوحيد من أجل مساعدة أهل دارفور. وأكد السعي من أجل الحل الدائم والشامل وليس الجزئي. ونوّه باسولي في الوقت نفسه بإمكان السير على طريق الحل المنشود وجلب جميع الدارفوريين الى مسيرة السلام.من جانبه أوضح موسى أنّ باسولي سيعود الى طرابلس بعد اللقاءات التي أجراها في القاهرة للعمل على دفع الجهد المتسارع للتوصُّل الى إنهاء النزاع في دارفور عن طريق المفاوضات. ووصف الانشطة كافة سواء في القاهرة أو طرابلس أو بمقري الجامعة والاتحاد الافريقي بأنها «مهمة» باعتبارها تُصب في نفس الخانة ونفس الطريق للوصول إلى مائدة المفاوضات في الدوحة.