في تقرير دوري كشف مركز ابحاث الاقتصاد والاعمال البريطاني، ان الاقتصاد الصيني كان قد تفوق فعليا على الاقتصاد الامريكي في عام 2010م وكان يستحق عن جدارة لقب (اكبر اقتصاد) في العالم في ذلك الحين، ولكن يبدو لعوامل او لمركبات نقص داخلية وخارجية في الصين لم يُعلن البنك الدولي ولا صندوق النقد الدولي عن تلكم الحقيقة، بل اخفاها واعلن بدلا عنها ان الاقتصاد الصيني يساوي فقط (70%) من الاقتصاد الامريكي وان الناتج المحلي الاجمالي الصيني لا يزال اقل من الولاياتالمتحدة وان متوسط دخل الفرد في الصين هو ثلث متوسط دخل الفرد في الولاياتالمتحدة، هذا التصرف من قبل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي اريد به (مداراة) تراجع الموقف الامريكي الى الوراء من مركز قيادة العالم إقتصاديا في ظل آثار الازمة المالية العالمية وحفظ هيبة الدولة وتاريخها وعظمتها التي إكتسبتها خلال ثمانية عقود من الزمان كامبراطورية عظيمة ورثت إقتصادا قويا محميا بالقوة العسكرية منذ الحرب العالمية الثانية، وفي كل انحاء العالم لذا لا يمكن التفريط في هذا الإرث والعظمة لصالح دول حديثة ليس لها تاريخ يوازي التاريخ الامبراطوري الامريكي. لكن الكثيرين من خبراء الاقتصاد المعاصرين يعتقدون ان تلكم القوة الاقتصادية قد اصابها زلزال الازمة المالية في مقتل في عامي 2009 و2010م وان الصين وإقتصادها العملاق إنطلق كالقطار المنزوع الفرامل ونما الاقتصاد بسرعة فائقة وصلت (8%) عندما كان نمو الاقتصاد الامريكي لا يتجاوز (1%) وأصبحت الصين الدائن الأكبر والزبون الوحيد لشراء السندات الامريكية حتى وصل المبلغ المستثمر (200) مليار دولار، وغطت بضائعها الاسواق الامريكية حتى اصبح الميزان التجاري يميل لصالحها بينما سجل الميزان الامريكي عجزا تجاريا تعداده (26,5) مليار دولار، ومرت الولاياتالمتحدة باوقات عصيبة من تراكم الدين الداخلي والخارجي حتى وصل (14) تريليوناً، وطالبت برفع سقف الدين ولم تخفض إئتمانها وعمتها الاحتجاجات، هذا الوضع المختل جعل الميزان التجاري يميل لصالح الصين حيث سجل العجز التجاري الامريكي مع الصين حوالي (26,5) مليار دولار، بينما استطاعت الصين ان تزيد حجم صادراتها الى الولاياتالمتحدة مما اغرق اسواقها بالبضائع الصينية الرخيصة واضعف قدرة السلع الامريكية على المنافسة. هذا الفارق في النمو الاقتصادي والتجاري بين البلدين امن عليه عدة خبراء اقتصاد امريكيين اولهم رئيس البنك الدولي روبرت زوليك الذي سيغادر البنك في يونيو القادم حين قال في عام 2011م : ( ان على الولاياتالمتحدة ان تعترف بان مفاتيح قيادة العالم إقتصاديا ليس بيدها الآن وان الصينيين يتقدمون بسرعة وقد تفوقوا على اليابان وإحتلوا المرتبة الثانية عالميا ولا شك انهم يتطلعون الى المرتبة الاولى) ، واثبت خبراء إقتصاديون امريكيون تفوق الصين على الولاياتالمتحدة إقتصاديا إبان الازمة المالية وحتى الآن، ومن بين هؤلاء الخبير الاقتصادي الامريكي جيسون هيكي مستشار الخزانة الامريكية السابق الذي قال:( ان الاقتصاد الامريكي اصبح يعتمد على الضرائب وهي معروفة بأنها سرطان الاقتصاد ولا يمكن لاقتصاد ان يزدهر في ظل اعتماده على الضرائب وليس على الانتاج والصادرات...) وتبعه الخبير كروغر المستشارالاقتصادي السابق للرئيس اوباما والخبير الامريكي كارلو باوران وكلاهما قال:(ان الصينيين إقتصاديا تفوقوا في وقت ما علي الولاياتالمتحدة ولولا عجزهم السياسي والعسكري لتفوقوا عليها في كل بقاع العالم). هذا التقرير لمركز ابحاث الاقتصاد والاعمال مدعوما بآراء بعض خبراء الاقتصاد الامريكيين انفسهم يكشف الحقيقة الغائبة عن العالم وهي ان الاقتصاد الصيني هو اكبر إقتصاد في العالم منذ العام 2010 ولكن رغم هذا التفوق فان الصينيين لا مانع لديهم في تولي الولاياتالمتحدة قيادة العالم حاليا وانهم بما تحلوا به من صفات الصبر والحكمة وعدم التدخل في شئون الغير دائما يقابلون تهديدات الولاياتالمتحدة لهم بشأن قيمة عملتهم (اليوان) وإتهاماتها للصين بأنها دولة استعمارية جديدة في افريقيا وامريكا اللاتينية، يقابلون ذلك ببرود لانهم يعلمون انهم غير قادرين على الذهاب بعيدا عن الدولار ولا يمكنهم الذهاب بعيدا عن الأسواق الأمريكية.