البعض يستدرج ضحيته من الأطفال بقطعة شيكولاتة، ومغتصبون آخرون يستدرجونها بمداعبة تبدو في ظاهرها بريئة رغم الخبث الذي يسوّد دواخلهم، ثم يقتادون ضحيتهم إلى مكان بعيد ليمارسوا معها فعل الإغتصاب ويغتالون براءتها وهم غير آبهين بموت، أو تحول ضحاياهم إلى أنصاف قتلى بسبب نزوة شيطانية شريرة، وسلوك مرضي قبيح لا يستقيم وطبيعة النفس البشرية السوية.. جريمة بشعة يمارسها الجاني أو المغتصب بعيداً عن أعين الناس، ناسياً أن أعين رب الناس - الذي جعله أهون الناظرين إليه لا تنام. أخبار إغتصاب الأطفال، صعدت في الآونة الأخيرة بصورة مزعجة للغاية في صحف الخرطوم، بعد أن كثرت على أرضها. حتى إن هذا النوع من الجرائم أصبح ظاهرة، أو يكاد. الأمر الذي يطرح تساؤلات موجعة حول حيثيات هذا الانحدار الأخلاقي الخطير، ويستوجب الضرب بيد من حديد على جناة يغريهم ضعف العقوبة بإساءة الأدب والأخلاق والدين وكل القيم عندما يأتون بفعلٍ خسيسٍ. ورغم أني لم أكن مع الناشطين في مجال حقوق الطفل الذين احتشدوا أمس الأول أمام دار القضاء ومجلس تشريعي ولاية الخرطوم مطالبين بتوقيع أقصى العقوبات في مواجهة مرتكبي جرائم الإغتصاب بحق الأطفال. إلا أني أضم صوتي لصوتهم في المطالبة بتوقيع عقوبة الإعدام على الذئاب البشرية في ميادين عامة حتى يكونوا عبرةً وعظة لمن تمثل له نفسه تكرار ذلك الفعل. إغتصاب الأطفال أمرٌ بحاجة لدراسة أسباب تناميه في السنين الفائتة، ووضع ما يتطلب من معالجات وعقوبات ناجعة حتى لا يتحول إلى ظاهرة تأتي كما الحريق على منظومة القيم والأخلاق السودانية السمحاء. ترى ما الذي حدث للمجتمع، فأصبح الأستاذ يغتصب طلابه بدلاً من أن يعلمهم ويربيهم، لماذا أصبح بعض الأساتذة أنفسهم بحاجة إلى تربية؟، ما الذي حدث وجعل (ود الجيران) يغتصب طفلة أو طفل جاره بدلاً من أن يكون حاميهم والمؤتمن عليهم في غيابه. من أين جاء هؤلاء؟، ولماذا تخلو مناهجنا التعليمة - على حشوها - مثلاً من أشعار الطيب ود ضحوية، ألم يقرأوا قوله: (أنا التوب العشاري الباهي زيقو.. وأنا فرج الرجال وكتين يضيقوا.. أنا الدابي إن لبد لي الزول بعيقو.. وأنا المأمون على بنوت فريقو)؟!. من الآخر، إيقاع عقوبة الإعدام بالمغتصبين لن يوقف فعل الاغتصاب بالطبع، ولكنه سيحد منه بالضرورة. وسيجعل المغتصبين يفكرون ألف مرة قبل أن يقدموا على إغتصاب طفل، فأية (دراسة جدوى) لمن تسول له نفسه بالإغتصاب ستمنعه بالإتيان بهذا الفعل المنكر، إذا كان سيعقب ذلك تعليقه على حبل المشنقة.