أكد المهندس صلاح بشير الامين العام لغرفة الزيوت امكانية عودة السودان للأسواق العالمية لتصدير الفول النقاوة وزيت الفول السوداني الخام، وتحقيق فائض من الزيوت والحبوب الزيتية، وتصدير الفائض لتحقيق عائد من العملة الأجنبية يبلغ حوالى 300 مليون دولار، بينما في حالة إستيراد 80 ألف طن زيت زهرة خام يصبح فائض العملات الأجنبية حوالي 200 مليون دولار، بجانب تحقيق أرباح مجزية للبنوك. وطرح المهندس صلاح في منتدى صناعة الزيوت النباتية واقع الحال وآفاق المستقبل الذي نظمه مصرف التنمية الصناعية ضمن سلسلة منتدياته المتخصصة في قضايا القطاعات الصناعية ، مشروعا متكاملا لإنتاج الزيوت بغرض الصادر من اجل تحقيق الاكتفاء الذاتي والدخول في الصادر، ويشمل مشروع إنتاج الزيوت للصادر تشخيصا للوضع الراهن لإنتاج الحبوب الزيتية و الإنتاج المتوقع في الموسم 2012/2013، والفرص المتاحة للصادر، والأهداف المحققة، المشاكل الأساسية التي تواجه الصادر، والمعالجات المطلوبة من اجل تصدير الزيوت . وتوقع صلاح ان يشهد موسم 2012/2013 انتاج حوالي (80%) من الحبوب الزيتية المطلوبة بان يبلغ الانتاج الكلي الافتراضي نحو (975) الف طن بينما تبلغ الحبوب المتاحة لانتاج الزيت نحو (695) الف طن ، مشيراً الى ان هنالك عوامل عديدة متوافرة ستسهم في تصدير الزيوت تتمثل في زيادة انتاج الحبوب الزيتية والزيوت مقارنة بالاستهلاك المحلي وارتفاع اسعار الزيوت عالمياً الى جانب زيادة الطلب على الامباز. من جانبه أرجع د.عبد الكريم الامين الخبير في مجال الزيوت تراجع انتاج البلاد من الزيوت والحبوب الزيتية الآن الى جملة من الاسباب في مقدمتها تعدد الرسوم و الجبابات الحكومية وعدم الاهتمام بالزراعة وربطها بالصناعة لتحقيق القيمة المضافة وارتفاع تكلفة الانتاج من مدخلات وكهرباء وفيرنس وضعف التمويل وارتفاع تكلفته وتحمل المستثمر للاعباء في حالة الخسارة ،و جانب النزوح والهجرة من مناطق الانتاج الى المدن . ودعا د.عبد الكريم الصناعيين الى الاعتماد على انفسهم في حل مشاكلهم وقضاياهم والاهتمام بالجودة والمواصفات، كما دعا مصرف التنمية الصناعية الى تبني حلول لمشاكل صناعة الزيوت بالتعاون مع الجهات ذات الصلة.من جانبه أكد هاشم هجو رئيس اتحاد غرف الزراعة والانتاج الحيواني ان السودان كان يصدر زيوتا وحبوبا زيتية ، كما يمكنه الان العودة الى الصادر من جديد اذا تمت معالجات حقيقية لعدد من المشاكل التي تواجه القطاع والمتمثلة في عدد الرسوم والجبايات ونزاعات الاراضي بالولايات وتغيير السياسات باخرى مشجعة للزراعة خاصة ان اقتصاد السودان زراعي بالدرجة الاولى. وكشف د.الفاتح عباس المدير التنفيذي لاتحاد الغرف الصناعية عن ترتيبات لانشاء (4) مجمعات لتكرير الزيوت بولايات (سنار والجزيرة والخرطوم وشمال كردفان) عبر انشاء شركة مساهمة عامة يسهم فيها الاتحاد بشركة اتحاد الغرف الصناعية، مبينا في هذا الصدد ان الخطوات العملية بدأت بولاية شمال كردفان لانشاء مجمع تكرير الزيوت. ودعا د.الفاتح الى مشروع إنتاج الزيوت بغرض الصادر في مؤتمر الامن الغذائي العربي الذي سيعقد بالخرطوم فى مايو المقبل بمشاركة رجال الاعمال والصناديق العربية لايجاد تمويل لهذا المشروع ، بجانب تبني الصناعيين لعمل جماعي لحل مشاكلهم بانفسهم. وفي ذات السياق أكد مساعد محمد أحمد المدير العام لمصرف التنمية ان هذه المنتديات مؤثرة في وضع السياسات للنهوض بالقطاع الصناعي والصادر وليست مجرد (طق حنك)، وانما سيكون لها ما بعدها وسترفع الى الجهات ذات الصلة، مشيرا الى اهتمام المصرف بقطاع الزيوت حيث ظل البنك الرائد لمحفظة تمويل الزيوت والتي ركزت على الاهتمام بانتاج الحبوب الزيتية وتوفير مدخلات الانتاج للمصانع، مما ادى الى اعادة تشغيل الكثير من المصانع المتوقفة وبدأ التفكير الان في تصدير الزيوت بعد ان تم تحقيق فائض للصادر. واكد مساعد وجود فرصة الان لتطوير قطاع الزيوت من واقع الانتاج المحلي للحبوب الزيتية الى جانب فرصة استضافة الخرطوم لمؤتمر الامن الغذائي العربي في مايو المقبل والذي سيتيح فرصة الانتاج للصادر، كما هنالك فرصة لتكرير الزيوت وتعبئتها لاتاحة خيارات للمستهلك حسب مقدرته. وأعلن مساعد عن زيادة رأس مال مصرف التنمية الصناعية باجراء تغيير في شكل المساهمة الى جانب استقطاب قروض من الخارج من بينها توقيع قرض بمبلغ (35) مليون دولار بين وزارة المالية والاقتصاد الوطني والصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي سيتم توظيفه عبر المصرف في تمويل الصناعة بتكلفة تمويل اقل من اجل تحريك القطاع الصناعي. و أكد مساعد دعم المصرف لقطاع الصناعات التحويلية وتوفير التمويل والخدمات المصرفية دعماً للصادرات، مشيراً إلى ان جملة ما قدم لقطاع الزيوت من خلال محفظة التمويل بلغ 150 مليون جنيه من بنك السودان ومصرف التنمية والمصارف الأخرى. من جانبه أشار الأستاذ محمد سعيد علي رئيس الجلسة إلى أهمية صناعة الزيوت لارتباطها بالأمن الاقتصادي والإقليمي العربي حيث يستورد العالم العربي من الغذائيات في حدود 36 مليار دولار فيما يستورد السودان من الزيوت 80 ألف طن في المتوسط بالرغم من إمكانياته الزراعية التي تمكنه من إنتاج 3 ملايين طن في العام، ودعا لتوحيد السياسات وأهمية التنسيق في هذا القطاع الذي يوفر مدخلات انتاج أخرى من الزيوت والامباز وغيره للاستفادة من مخلفات الزيوت.