من ابرز معالم العاصمة الامريكيةواشنطن (مكتبة الكونغرس الامريكي) الصرح الذي اسسه في عام (1800م) الرئيس الثالث للولايات المتحدة (تومس جيفرسون) وهو اضخم واكبر المكتبات في العالم ويعتبر أكبر مرجع للمواد القانونية، والخرائط، والأفلام، وحتى المعزوفات الموسيقية،من خلال زيارة رئيس قسم الشرق الاوسط بالمكتبة فوزي تادرس للخرطوم حاولنا الدخول الى تلك القلعة الحصينة بالعاصمة واشنطن لقراءة ما تحتويه الارفف من مواد ...فإلي مضابط الحوار : *في البدء حدثنا عن مكتبة الكونغرس الامريكي ؟ تعتبر مكتبة الكونغرس اكبر مكتبة في العالم وهي تختلف عن اية مكتبة دولية في العالم في انها قانونية وبحثية واستشارية للبحث العلمي وتضم جميع انواع المكتبات في مكتبة واحدة وعدد العاملين فيها يتجاوز ال (5000) موظف و تبلغ مساحتها( 39 ) هكتاراً، وطول أرففها (856 )كيلو متراً، تضم المكتبة (130) مليون مادة مختلفة، منها( 29) مليون كتاب، ومواد مطبوعة ب( 460) لغة، وأكثر من ( 58 ) مليون وثيقة. *الإهتمام بالبحوث والدراسات العربية والاسلامية من خلال قسم الشرق الاوسط الذي ترأسه ؟ نحن حريصون كل الحرص على ان يكون لدينا نسخة من اهم الكتب التي تدور في مجال البحث العلمي المتعلق بالمنطقة العربية والاسلامية وهذه المواد عندما تصلنا نحاول إكمال العمليات الفنية لها بأقصى سرعة حتى يستفيد منها الكونغرس ورجال الحكومة الامريكية والشعب الامريكي والاكاديميات العلمية والمؤسسات الجامعية . *في الفترة الاخيرة صارت الدراسات العربية والاسلامية تشكل وجودا مقدراً في خارطة الدارسين بالولاياتالمتحدة حدثنا عن ذلك ؟ بلا شك فإن الدراسات العربية والاسلامية في امريكا انتشرت بصورة كبيرة جدا ويرجع الفضل في ذلك الى اوائل المستشرقين (فيليب حتي) و(السير هاملت) و(عزيزفريال عطية) وهم اول من وضع لبنة الدراسات العربية في الولاياتالمتحدة من خلال ما بذلوه من جهد في تقديم اللغة العربية والدراسات الإسلامية للاكاديميين الامريكيين وصار بالجامعات الامريكية الان اقسام للدراسات العربية والاسلامية . *وماذا عن ذلك الامر بمكتبة الكونغرس الامريكي ؟ في بداية الامر كانت الدراسات العربية والاسلامية تدرج تحت (الدراسات العبرية) ومن ثم استقلت بالتدريج عنها إلى أن صار لها قسم خاص ورغم ان طريقة البناء في المكتبة كانت غير منتظمة في بدايات العمل الا انه ومنذ أن انشئ مكتب في القاهرة لتزويد المكتبة بالمواد العربية والاسلامية اصبح النظام متماسكاً ذا خطة وميزانية وادارة فاعلة وصار للمكتب مندوبون في كل الأقطار العربية . *تصنيف المواد وأرشفتها في المكتبة على ماذا يعتمد ؟ نحن لدينا خطة تصنيف تعرف بتصنيف (مكتبة الكونغرس) وهي خطة تسع وتستقبل مواد صوتية وغير صوتية في مختلف المجالات التي تعنى بها المكتبة ومن خلاله نضيف مجموعة من العناوين الثرة . *هل تعتمد المكتبة على نظام الإعارة الفردي ام ماذا؟ نحن في المكتبة نعتمد على نظام المؤسسات في الاعارة ونرحب بكل من يرغب في الاستعارة عبر هذا النظام وبلاشك فإن مكتبة الكونغرس لا احد يستطيع أن يستعير منها بصفة فردية ولكن الاستعارة ممكنة فقط عبر المؤسسات التعليمية والاكاديمية من خلال مخاطبات رسمية . *هل تتأثر التصنيفات في المكتبة بالتقلبات السياسية او السياسة الخارجية لأمريكا ؟ لا ليس هنالك علاقة بين المكتبة والسياسات الامريكية وليس لنا (دعوة بالسياسة ) وما يصدر من كتب يصنف ضمن نظام المكتبة وفق رقم خاص بموضوع الكتاب وهو المقياس للتصنيف بالمكتبة . *على ماذا تعتمد المكتبة في تعاونها مع الدول العربية ؟ وما هي آلية هذا التعاون ؟ بلاشك تربطنا علاقات حميمة وصلات طيبة مع كل الدول العربية ونعاملها بالمثل والسودان خصوصاً لدينا معه علاقات طيبة وستزداد العلاقات فيما بيننا بفضل وبكل فخر الاستاذ (علي مهدي) المهتم الذي يلعب دورا كبيرا في تقديم التراث العربي والاسلامي عن طريق اتصالاته الثقافية مع عدد من الجهات المختلفة ومن بين ثمار تلك الاتصالات تقديمه السودان إلى الشعب الامريكي عن طريق اعداده لندوة عالمية عن الاديب السوداني العالمي (الطيب صالح ) الذي يعد من أهم الكتاب و الأدباء العرب . *ماذا في خطتكم من أجل المنتوجات الفكرية والسمعية والبصرية السودانية ؟ نحن نهتم بالتراث والفولكلور والسودان غني بمنتوجات التراث تلك ولدينا إدارة تهتم بهذا الأمر في المكتبة وسنعطي اهتماما اكبر للكنوز التراثية والفولكلورية السودانية وسنسعى مع الاذاعة القومية لتعاون مثمر لما وجدناه من مديرها الاستاذ معتصم فضل الانسان المتواضع والعالم الفاضل الذي قدم لي الكثير من المعلومات واطلعني على مكنونات المكتبة الإذاعية الزاخرة بالكنوز. *ماذا عن مهرجان البقعة ؟ هو من ابدع المهرجانات التي شهدتها في حياتي وسعدت بها .