أكدت الولاياتالمتحدة، استمرارها في دعم وثيقة الدوحة كآلية لحل النزاع في دارفور، لكنها نوّهت إلى بطء يلازم إنفاذ الوثيقة وإنزال بنودها على أرض الواقع، ولذا اعتبرت أن أهل الإقليم لم يروا الوثيقة، فيما أكدت توافر النية في استمرار الحوار مع الخرطوم والذي يجد الاهتمام المطلوب من قبل المسؤولين على مختلف المستويات بغض النظر عن تحديات العلاقة بين البلدين، وشددت على وجود رغبة أكيدة لتقوية الحوار. وشدد جوزيف ستافورد القائم بأعمال واشنطن في الخرطوم في مؤتمر صحفي أمس، على أطراف الاتفاق بضرورة تسريع خطوات إنفاذ الوثيقة، وصرف التعويضات وتقوية نظام الإدارة الأهلية والسلطة الإقليمية. وأشار إلى أن مؤتمر المانحين خطوة إيجابية إذا توافرت الإرادة المخلصة، واعتبر أن الدعم والجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدة في ملف القضية مناسب مع تطور الأوضاع في الإقليم، ودافع عن اقتصار تقديم الدعم الأمريكي على برنامج الغذاء العالمي دون المنظمات الأخرى لجهة أنه القناة المناسبة لإيصال الدعم بنجاح للجهات المعنية. وأبدى ستافورد قلق بلاده العميق إزاء ما وصفه بالتدهور الأمني المُتصاعد بإقليم دارفور جراء الصراع الناشب بين الحكومة وحاملي السلاح والمليشيات الموجودة بالإقليم، وقال إنّ ذلك يوجب نزع السلاح عن المليشيات، وبذل الجهود من قبل الحكومة لضم الحركات غير المُوقّعة على وثيقة الدوحة للسلام للانضمام إليها والوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتسوية سياسية شاملة. وأدان ستافورد بشدة الهجوم على قوات بعثة (يونميد) في منطقة «مهاجرية»، الذي أسفر عن مقتل أحد أفراد البعثة وإصابة اثنين الخميس الماضي، وأعرب عن قلقهم لاستهداف المدنيين من قبل المليشيات بمنطقتي «مهاجرية ولبدو»، وناشد ستافورد السلطة المركزية والسلطة الإقليمية لدارفور، بضرورة إجراء تَحقيقات شاملة وموثوقة على وجه السرعة حول الهجمات التي تتعرض لها بعثة (يونميد) بالإقليم ومحاسبة المسؤولين عنها. ودعا جميع أطراف النزاع للالتزام بالقانون الإنساني، وطالب الحكومة بالسماح لبعثة (يونميد) والمنظمات الإنسانية فوراً ودون عرقلة، بالوصول لجميع المناطق في دارفور لا سيما «مهاجرية» حسبما تلزم به وثيقة الدوحة للسلام.