توقعت منظمة الصحة العالمية، أن يتم استئصال شلل الاطفال نهائيا من العالم في العام 2018م في أعقاب التقلص الكبير لحالات الشلل في الدول الموبوءة (افغانستان ونيجيريا وباكستان) والتي سجلت (22) حالة فقط في الدول الثلاث ، حيث بلغت نيجيريا عن (14) حالة في نهاية مارس، و(6) حالات في باكستان وحالتين في افغانستان الموبوءة، وخرجت الهند من قائمة الدول الموبوءة حيث لم تسجل اية حالة منذ (15) شهرا. تقدم كبير وأكدت المنظمة ان السودان يقترب من القضاء على فيروس شلل الاطفال، وحسب المنظمة ان السودان أحرز تقدما كبيرا خلال خمسة اعوام سابقة منذ العام 2008م بتدخلات صحية عديدة ولقاحات اكثر فاعلية ومردود إيجابي على صحة الأطفال باعتبارها الطريقة الاكثر أمانا للحماية من تسعة أمراض خطيرة تهدد حياة الأطفال والإناث في سن الإنجاب (15 - 49) عاما. دراسة حديثة وحسب دراسة أجريت، وجد ان إدخال لقاح الكبد الفيروسي نوع (ب) والذي أدخل عام 2008م ضمن اللقاح الخماسي للأطفال اقل من خمسة أعوام استطاع ان يخفض نسبة المرض من (13) لكل ألف الى (4) تحديات عديدة وبالرغم من الجهود التي بذلت، الا انه توجد العديد من التحديات، خاصة تفشي مرض الحصبة بجميع الولايات، سيما القضارف وشمال كردفان ووصلت الحالات المبلغة (1168) اصابة منها (12) وفاة بجميع الولايات. واعلنت وزارة الصحة فتح المراكز الصحية لتطعيم الاطفال ضد الحصبة الجرعة الثانية لتقوية المناعة، فيما كشفت منظمة الصحة العالمية عن مساع لحشد الموارد لقيام حملة قومية ضد الحصبة، وتوقعت ان تقام بعد فصل الخريف. مراكز الحدود صديق عبد الله مدير ادارة التحصين بوزارة الصحة بولاية جنوب دارفور قال ل (الرأي العام)، إن الامراض التسعة الفتاكة التي تصيب الاطفال اقل من خمسة أعوام انعدمت تماما منذ العام 2004م، ونوه إلى ان نسبة التطعيم الروتيني بلغت (89%) العام الماضى، وتوقع أن يتم رفع التغطية الى اكثر من (90%) منعا لحدوث أية أوبئة، وكشف عن إنشاء (10) مراكز في الحدود مع الدول المجاورة لتطعيم اي طفل داخل او خارج السودان، وأضاف بأن البرنامج استطاع بواسطة المشايخ وتدريب الكوادر الصحية تطعيم الاطفال وتوصيل اللقاحات الى جميع المناطق وعبر الأجهزة الامنية. أولوية النظام الصحي ويرى د. مجدي صالح مدير قسم التحصين بوزارة الصحة الاتحادية، أن خدمات التطعيم أحد أولويات السياسة الصحية والنظام الصحي، باعتباره أحد التدخلات الصحية الأكثر أمانا والحماية من تسعة أمراض خطيرة (السل وشلل الاطفال والاسهالات المسببة بفيروس الروتا والسعال الديكي والتيتانوس والدفتريا والتهاب الكبد الفيروسي (ب) وامراض المستدمية النزلية نوع (ب) منها التهاب السحايا البكتيري والالتهابات الرئوية الحادة). أسبوع التطعيم وقال د. مجدي إن السودان يحتفل سنويا بأسبوع التطعيم في جميع الولايات لالتزام الدولة بأن خدمات التطعيم إحدى اولويات السياسة الصحية، ويهدف الى زيادة الوعي باستخدام اللقاحات المتوفرة، وشدد على ضرورة أن تشارك الولايات في تحقيق شعار الأسبوع: (أوقفوا الحصبة الآن)، وذلك من خلال تجويد أداء خدمات التطعيم للمؤسسات الصحية والوقوف على الحالة التطعيمية للأطفال المستهدفين والتركيز على الأطفال غير مكملي جرعات التطعيم حسب الجدول الزمني للتعيم. استئصال نهائي وقال د. صلاح الهيثمي ممثل منظمة الصحة العالمية لاستئصال شلل الاطفال بالسودان، إن العام يستعد لاستئصال شلل الاطفال نهائيا، وانعقد في الأسبوع الماضي اجتماع قمة في دولة الامارات (أبو ظبي) بحضور الأمين العام للأمم المتحدة وبل غيتس للتأكيد على استمرار الجهود لمكافحة شلل الاطفال وحشد الموارد المالية لتنفيذ آخر خطة لاستئصال شلل الأطفال في الفترة من (2013 ? 2018م)، واعتبرها خطة استراتيجية لإنهاء شلل الأطفال من العالم والتي اتفقت عليها دول العالم الغنية والتي التزمت فيها الروتري وبل غيتس بدعم الخطة الدولية والاستراتيجية لاستئصال شلل الأطفال والتخلص نهائيا من فيروس شلل الاطفال لأن الهدف الاساسي والاخير ايقاف التطعيم وان تصرف الاموال للقاحات الجديدة التي تظهر كل يوم. تطعيم مجاني واكدت ستنا احمد السيد مسؤول تعزيز الصحة بقسم التحصين، اهمية تناول الاطفال جميع اللقاحات في المواعيد المحددة لتقوية وتعزيز جهازهم المناعي وبالتالي خفض الاصابات والوفيات، ونوهت الى ان التطعيم الروتيني متوافر مجانا وبصورة منتظمة في جميع مواقع التطعيم الثابتة بالمراكز الصحية وفي جميع المؤسسات الصحية. تناقص عالمي وتوقع د. صلاح أن يتم اعلان العالم نهائيا من شلل الاطفال العام 2018م وذلك لتناقص حالات الشلل في الدول الموبوءة (افغانستانوباكستان ونيجيريا) الى (22) حالة عام 2012م وخروج الهند من الدول الموبوءة، ولم تسجل حالات شلل منذ (15) شهرا، وقال ان السودان يقترب من استئصال شلل الأطفال نهائيا خاصة وأن الدول التي تجاوره لم تسجل حالات جديدة، سيما دولة تشاد، وكشف عن اكتمال الترتيبات لقيام حملة قومية لاستئصال شلل الاطفال بكل الولايات في مايو الحالي تستهدف (6) ملايين طفل اقل من خمسة اعوام بتكلفة مليوني دولار، ونوه إلى انه تم توزيع الطعوم والمعينات الاخرى ورصد الأموال لتسيير الحملة التي تستمر لمدة ثلاثة أيام، بالاضافة إلى أن الحملة يصاحبها توزيع فايتمين (أ) لدعم مناعة الاطفال والوقاية من العمى الليلي واصابات القرنية، وناشد حاملي السلاح في مناطق النزاعات بايقاف النزاع المسلح والتعاون مع فرق التطعيم، ومنحه هدنة قبل يومين من الحملة، وبعد يومين من انتهاء الحملة حتى تستطيع فرق التطعيم ان تصل الى جميع المناطق. حشد الموارد وكشف الهيثمي عن جهود لحشد الموارد للقيام بحملة قومية ضد الحصبة، وتوقع ان تقام الحملة عقب فصل الخريف، وحذر من خطورة مرض الحصبة وتعقيداته، خاصة لدى الاطفال، ونوه الى انه تجرى الاستعدادات للقيام بحملة تطعيم ضد السحائي النمط (أ) والذي يعمل على الوقاية لفترة طويلة، وأضاف بأن التطعيم المستدمية النزلية في التطعيم الروتيني يقلل من حدوث السحائي، وكشف عن ترتيبات لادخال لقاح المكورات الرئوية في يوليو المقبل والتي تقلل من حدوث السحائي، وقال إنه حسب تجارب الدول التي سبقتنا في إدخال هذه اللقاحات كان لها أثر كبير في خفض حالة الاصابات، وقال إن برنامج التحصين الموسع بالتنسيق مع المعمل القومي يقوم بمتابعة الأثر الذي حققته ادخال اللقاحات منذ ستة أعوام، ونوه الى ان دراسة حديثة اجريت في السودان لمعرفة اثر ادخال لقاح التهاب الكبد الوبائي للاطفال اقل من خمس اعوام، وجد انه استطاع ان يخفض الاصابات من (13) لكل الف الى (4) لكل الف، واعتبره احدث فرقا كبيرا واثرا واضحا، وتابع بأن الدول التي أدخلت هذا اللقاح استطاع أن يقلل دخولات الوفيات في المستشفيات خاصة في المكسيك.
