حالة من الهدوء كانت قد اعترت الدفاع الشعبي بعد اتفاقية نيفاشا بحسبان ان الدواعي التي من اجلها انخرط الشعب في صفوف القتال قد زالت تماما , ولكن ما ان صوت الجنوبيون للانفصال, ونشأت دولة الجنوب التي باتت شوكة في خاصرة السودان ومهددا ووكيلا للغرب واسرائيل لزعزعة امن البلاد, ارتفعت الاصوات بعودة الدفاع الشعبي وفتح معسكرات للمجاهدين, لمساندة القوات المسلحة في الحرب ضد المجموعات المسلحة التي يأويها الجنوب ويقدم لها المساعدات لاسقاط النظام في الخرطوم (بشكله الظاهر) وتنفيذ المخطط الصهيوني (الخفي)وهو تقسيم السودان الى خمس دويلات . وكانت الحكومة قد اعلنت عقب احتلال دولة الجنوب لمنطقة هجليج بفتح معسكرات المجاهدين , قبل ان تزحف جموع المجاهدين الى الصفوف الامامية لتحرير اب كرشولا من ايدي الجبهة الثورية . وعلى نحو غير مفاجئ وجه رئيس الجمهورية امس الاول بفتح معسكرات الدفاع الشعبي لمواجهة مخطط دولة الجنوب ودعمها للحركات المسلحة (الجبهة الثورية وغيرها ) .. توجيه الرئيس وجد استجابة سريعة من مؤسسة الدفاع الشعبي وقطاعات الدولة . وكان رئيس الجمهورية دعا الشباب الى الإنخراط في صفوف الجهاد ووجه بفتح معسكرات القوات المسلحة والدفاع الشعبي اعتبارا من الاحد الماضي . وقال لدى مخاطبته الاحتفال الجماهيري الحاشد الذي اقيم بمنطقة الشلعاب بمناسبة افتتاح كهرباء قرى شمال بحري نحن (لا بنتلاك ولا بننبلع ) ومضى ( نحن منحنا الجنوب دولة كاملة الدسم بكل الخدمات والمال لكنهم اختاروا أن (يعضوا) اليد التي (مدت لهم) . وقال البشير موجهاً حديثه للخونة والمارقين (البرفع عينو على السودان بنقدها ليهو والبرفع أصبعو أو لسانو ح نقطعو ليهو) والبجينا بالخير بلقانا نحن يانا ذاتنا لا تبدلنا ولا اتغيرنا) . ومن جانبها اعلنت مؤسسة الدفاع الشعبي استعدادها التام لانزال توجيهات المشير عمر البشير رئيس الجمهورية بفتح جميع معسكرات الدفاع الشعبي الى ارض الواقع مؤكدة جاهزيتها الكاملة للانتشار في كافة بقاع السودان دفاعا وصونا لمقدرات الوطن . واكد القائد العام لقوات الدفاع الشعبي ل(وكالة السودان للانباء ) ان منسوبي الدفاع الشعبي الآن هم على الخطوط الامامية للدفاع عن البلاد ضد عمليات الغدر والخيانة التي تجري في عدة مناطق وأعلن عن اصدار التوجيهات لكافة فروع وادارات الدفاع الشعبي بالمركز والولايات لفتح المعسكرات والعمل المكثف لاعداد القوات بصورة جيدة تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية . وقال ان قوات الدفاع الشعبي الآن تدرك تماما حجم الاستهداف والتآمر على البلاد متعهدا بأنها ستعمل على صد أي تهديد يواجه السودان وستعمل على تأمين المناطق على الحدود مع جنوب السودان وستعمل على التصدي لمحاولات دولة جنوب السودان لزعزعة استقرار البلاد . واعلن الاستاذ عبد الله الجيلي المنسق العام لقوات الدفاع الشعبي في تصريحات صحفية عن توجههم الفوري لتنفيذ توجيهات الرئيس البشير وتجهيز القوات من المجاهدين للقتال لمجابهة التربص والاستهداف الذي يواجهه السودان، مؤكدا استمرار الدفاع الشعبي في دعم ومساندة القوات المسلحة في كل مناطق العمليات والجبهات القتالية . وقال الجيلي إن المرحلة المقبلة ستشهد تطوراً كبيراً وتوسعاً شاملاً في المعسكرات وبرامج عمل الدفاع الشعبي لاسيما في تدريب وتأهيل المجاهدين عبر الدورات المتقدمة لرفع مقدراتهم القتالية وذلك لمواجهة الاستهداف الذي يتعرض له السودان . فيما اكد عدد من منسقي الدفاع الشعبي بالولايات والمركز ان توجيهات الرئيس البشير بفتح جميع معسكرات اعداد وتجهيز قوات الدفاع الشعبي تأتي في اطار إحياء شعيرة الجهاد ومواجهة الاستهداف الذي يتعرض له السودان وتأمين الحدود مع دولة جنوب السودان والعمل على منع دولة الجنوب من تصدير الحرب الى داخل السودان . فيما اعرب قطاع الطلاب استعداده للانخراط في معسكرات الدفاع الشعبي والانضمام الى كتائب المجاهدين اذا دعا الداعي . وقال آدم مهدي امين الاعلام والعلاقات الخارجية باتحاد طلاب الخرطوم ان الطلاب على أهبة الاستعداد للانخراط فورا في معسكرات المجاهدين واضاف انهم يدعمون السلام ولكن عندما يكون القتال الخيار الذي يفرضه الطرف الآخر لن يتواني احد في الاستجابة لنداء الوطن. وكشف آدم عن تفويج متحرك من الطلاب الى مناطق العمليات قبل ايام . بينما اكد فتح الله عبد القادر امين علاقات العمل باتحاد نقابات عمال السودان جاهزية العمال للاستجابة فورا لتوجيهات رئيس الجمهورية وقال فتح الله ان الاتحاد على تنسيق تام مع منسقية الخدمة الوطنية والدفاع الشعبي ولديهم عناصر عديدة بالمتحركات في مناطق العمليات . ودعت د. سامية علي عضو اتحاد الصحفيين السودانيين الصحفيين الى الانخراط في معسكرات الدفاع الشعبي وقالت ل (الرأي العام ) انه من الأهمية ان يشارك الصحافيون في تأمين البلاد من المخاطر والتحديات التي تحدق بالسودان ومن المؤامرات والاستهداف الذي تقف وراءه اسرائيل والصهيونية وقالت ان هدف الاعداء تمزيق وعلمنة السودان , واضافت سامية ان قبيلة الصحافة احتسبت شهداء آخرهم مراسل صحيفة (آخر لحظة ) في ملحمة ابكرشولا . ووصفت رجاء حسن خليفة مستشار رئيس الجمهورية السابق توجيه رئيس الجمهورية بالقوي وقالت ل (الرأي العام ) ان توجيه الرئيس جاء في الوقت المناسب وفي المكان المناسب خاصة ان البلاد تتعرض لهجمات من ما اسمته الجبهة التدميرية ، واضافت انه ليس هناك سبيل سواء وقوف الشعب الى جانب القوات المسلحة لحماية الوطن ,وأعربت استعداد المرأة الوقوف خلف رجال القوات المسلحة المجاهدين . وكان نائب رئيس الجمهورية د. الحاج آدم شهد تخريج (4.500) من المجاهدين بكادوقلي السبت الماضي وقال خلال مخاطبته لكرنفال التخريج ان الحكومة ستضطر إلى وقف جميع الاتفاقيات الموقعة بين السودان ودولة جنوب السودان إذا لم توقف الأخيرة دعمها للمتمردين .وأضاف أنه لا تزال هناك فرصة امام دولة الجنوب لاتخاذ قرارات واضحة لايقاف دعم المتمردين .واوضح خلال مخاطبته صباح السبت الماضي بكادوقلي احتفال جنوب كردفان بتخريج( 4500 ) من مجاهدي الدفاع الشعبي بمحلية كادوقلي أن الدولة ماضية في الاعداد لمواجهة التحديات التي تواجه البلاد مشيرا في هذا الصدد إلى قرار مجلس الوزراء الأخير بإجازة قانون الدفاع الشعبي والاحتياط للقوات المسلحة والخدمة الوطنية .واضاف أن الحكومة لن تسمح بوجود متمردي دارفور بجنوب كردفان مبينا ان المسيرة ماضية بدءا بابوكرشولا وتطهير مدن وقرى جنوب كردفان من التمرد ودعا حاملي السلاح من ابناء جنوب كردفان بصفة خاصة والسودان عامة لوضع السلاح والانضمام لركب السلام . من جانبه قال وزير الدفاع الفريق اول ركن المهندس عبد الرحيم محمد حسين إن الاحتفال له مغزى وطعم خاص ويبعث رسالة للمتأمرين على السودان كما أن فيه فتحا وبشارات نصر للسودان مضيفا ان نواة تجربة الدفاع الشعبي بالسودان منذ مجئ الإنقاذ بدأت بجنوب كردفان التي تمثل سنداً قوياً للقوات المسلحة وطمأن سيادته على جاهزية المرأة من خلال الأداء والعرض الجيد اثناء الاحتفال ودعا المرأة إلى لعب دور أكبر في تأمين مدينة كادوقلي .