في سنوات المعارضة كنت مشرفا على صفحة (الاشقاء)الاسبوعية بجريدة ( الوفد) المصرية والتي قدمها (الباشا فؤاد سراج الدين) عليه رحمة الله للحزب الاتحادي الديمقراطي تقديرا لمولانا السيد محمد عثمان الميرغني تأكيدا للعلاقات الازلية والتاريخية التي جمعت حزب الوفد بالاتحاديين منذ ما قبل استقلال السودان. واذكر عند لقائنا بالباشا فؤاد سراج الدين رئيس حزب الوفد في قصره ونحن في معية مولانا الميرغني قال الباشا (ان صفحة الاشقاء لكم وكذلك كل صفحات الجريدة مفتوحة للاتحاديين تجسيدا وتقديرا لشعب جنوب الوادي والعلاقات السودانية المصرية ). ذكرت تلك المقدمة لان المدعو (ايمن نور ) في تلك السنوات كان وفديا وصحفيا مقربا جدا من الباشا فؤاد سراج الدين والذي بماله اصبح ( ايمن نور)عضوا بمجلس الشعب وبعد وفاة الباشا ترك الوفد وانشأ حزبا جديدا هو وزوجته التي انقلبت عليه واطاحت به بعد دخوله السجن في جريمة تزوير في البطاقات الانتخابية والفوز غشا في تلك الانتخابات بعد ان قام بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية في عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك وسقط لتعاليه وعدم ادراكه لحقيقة مشاكل البسطاء من الشعب المصري وقد كنت التقي به لدقائق قليلة في اروقة صحيفة الوفد التي كان يحلم برئاسة تحريرها بل تمدد طموحه لاكثر من ذلك حينما سعى لرئاسة حزب الوفد بعد وفاة الباشا سراج الدين . ايمن نور الذي اساء للسودان بعد ازمة سد الالفية الاثيوبي هو انسان نكره وجاهل تماما بعمق العلاقات السودانية المصرية وهو احد الارجوزات التي يسخر منها اهل مصر كشبيهه الخائب ( احمد آدم)الممثل الذي اساء لاهل السودان في وقت مضى واذا اعتقد ( ايمن نور ) بأن موقفنا مقرف حول التداول في امر سد النهضة الاثيوبي فنقول له نحن شعب السودان له قيم ومثل عليا والشعب المصري الشقيق كذلك حيث لا توجد في قاموس مفرداتنا العربية حين مخاطبة الاشكاليات السياسية اية عبارات مسيئة للآخرين خاصة احباءنا في شمال الوادي الذين نكن لهم كل الحب والاحترام والتقدير ونعتبرهم امتدادا طبيعيا لوطن واحد في وادي النيل ولايمكن لنا في يوم من الايام ان نسيئ لمصر ولا لرموزها السياسية والاجتماعية والثقافية وقد توارثنا تلك المحبة والسلوك القويم جيلا بعد جيل منذ ان كان الملك فاروق ملكا لمصر والسودان مرورا بالرئيس محمد نجيب الذي كانت والدته سودانية ووالده مصري الى بطل العروبة الرئيس جمال عبد الناصر الذي كنا ننافس في حبه كل اهل مصر وحتى انور السادات والذي ايضا والدته سودانية 100%ووالده مصري ، فالسودانيون والمصريون تصاهروا في نسيج اجتماعي واحد منذ آلاف السنين ولن يستطيع مدعي جاهل ( كأيمن نور ) ان ينال من ذلك الجسم الواحد بحثا عن الاضواء والبحث عن الظهور في الفضائيات حتى ولو على حساب استهداف القيم والثوابت الازلية المستمرة التي تجمع الشعبين الشقيقين فكيف يمكن لنا ان نقبل الاضرار بمصر بعد بناء السد الاثيوبي ونحن الذين وهبنا جزءا من حصتنا لها منذ قرن من الزمان وبالتالي فان واجبنا يحتم علينا معالجة الازمة الحالية عبر حوار مشترك يفضي الى تحقيق المصالح المشتركة بين كل شعوب حوض النيل خاصة في مصر واثيوبيا والسودان المعنين بسد النهضة الاثيوبي الجديد بعيدا عن زعيق ونعيق ( أيمن نور ) وامثاله الذين لا يفقهون الا في الفهلوة والابتسامات البلهاء امام الكاميرات .