قبيل بداية العروة الصيفية للموسم الزراعي للعام (2013-2014)م ركزت وزارة الزراعة الاتحادية بالتنسيق مع الجهات المختصة بالمركز ووزارات الزراعة بالولايات على الوقوف على المهددات والمشكلات التي تواجه الموسم الماضي، والاستعدادات للموسم الجديد، بجانب عرض جميع المشكلات التي تواجه الزراعة على طاولة مؤتمر وزراء الزراعة بالولايات الذي ظلت وزارة الزراعة تنظمه سنويا لتقييم الموسم السابق والتحضير للموسم الجديد ومعالجات المشكلات التي تواجه القطاع الزراعي.. ومن خلال فعاليات هذا المؤتمر التي انطلقت أمس اقرت الولايات بوجود مهددات تواجه العروة الجديدة يأتي على رأسها نقص التمويل والتقاوي وبعض مدخلات الانتاج الضرورية، خاصة (الجازولين) الذي تعتمد عليه في العمليات الزراعية معظم ولايات القطاع المروي، خاصة بعد ظهور اصوات في البرلمان تطالب برفع الدعم عن المحروقات مما أثار هواجس من المزارعين وسط زيادة اسعار المحروقات. نقص الجازولين والتمويل انطلقت فعاليات مؤتمر وزراء الزراعة بالولايات أمس بالإدارة العامة للتخطيط والاقتصاد الزراعي تحت شعار (رؤى جديدة لتحديث القطاع الزراعي) بحضور د. عبد الحليم اسماعيل المتعافي وزير الزراعة والري والدكتور جعفر أحمد عبد الله وزير الدولة بالزراعة والدكتور محمد حسن جبارة وكيل الزراعة وقيادات المزارعين والقطاع الزراعي . وناقش المؤتمر عرضا لأوراق نقل التقانة من قبل وزراء الزراعة بولايات القضارف ، سنار ، النيل الأزرق ، نهر النيل ، الجزيرة، شمال كردفان إلى جانب ورقة حول التمويل الأصغر يقدمها وزراء الزراعة بولايات جنوب كردفان وغرب دارفور ، جنوب دارفور ،وسط دارفور ، شمال دارفور ، شرق دار فور ، بينما يناقش اليوم المؤتمر ورقة حول (رؤية إستراتيجية لتطوير القطاع الزراعي ) يقدمها د. عبد الحليم إسماعيل المتعافي وزير الزراعة إلى جانب تقديم تقارير للوزراء الولائيين بولايات كسلا ، الخرطوم، النيل الأبيض ، الشمالية ، البحر الأحمر، كما يتضمن اليوم الثاني للمؤتمر مناقشة أوراق عمل حول تطوير القطاع البستاني وورقة حول المعلومات. وناقش المؤتمر أمس جملة من القضايا والمعوقات التي تواجه سير الموسم الجديد الذي بدأ بعمليات زراعة بعض المحصولات كالفول السوداني في بعض المناطق، وأكد عدد من وزراء الزراعة بالولايات ان اهم مشكلة تواجه الموسم نقص الجازولين، الى جانب نقص التمويل والتقاوي وبعض مدخلات الانتاج الضرورية، التي تعتمد عليها في العمليات الزراعية معظم ولايات القطاع المروي. حلول المتعافي واكد د. عبد الحليم المتعافي وزير الزراعة سعي وزارته بالتنسيق مع المختصين وحكومات الولايات لانجاح العروة الصيفية، وتشجيع المزارعين للدخول في الموسم لتحقيق جملة من الاهداف من بينها زيادة الانتاج والاستفادة من الميزات النسبية للمحصولات، وطالب اية ولاية بتحديد خطتها في زراعة المحصولات التي تحقق لها عائدا مجزيا، بجانب تميزها فيه بميزات نسبية، وقال ان معظم الولايات تعاني من تحدٍ واضح ومشكلة اساسية وحقيقية تتعلق بثبات الانتاجية في زراعة المحصولات للاعوام الماضية ، الامر الذي قال انه يتطلب ضرورة وضع اختراقات وحلول له. وكشف المتعافي عن معوقات اخرى تواجه الزراعة والمزارعين عدد من بينها مشكلة الري ، وتحضيرات الحصاد، بجانب مشكلة التقاوي التي قال انها اقل من المشكلات السابقة وعزا الامر للجهود المبذولة من قبل بعض الجهات بمشاركة القطاع الخاص او استيراد لبعض الاصناف المجازة وتوفيرها في مواعيدها المحددة في كثير من المناطق والمشروعات الزراعية. واوضح المتعافي اهمية المدخلات في نجاح الموسم، داعيا الولايات لاهمية تطوير الزراعة والسعي لزيادة الانتاج . دفع عملية الإنتاج من جانبه أكد د. جعفر أحمد عبد الله وزير الدولة بوزارة الزراعة والري سعي وزارته الى الاهتمام بالمزارع والقطاع الزراعي، وقال لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية لفعاليات مؤتمر وزراء الزراعة بالولايات أمس أن السودان مؤهل ليكون من أكثر البلدان تقدما في القطاع الزراعي كما تشكل هذه الفرص في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والرفاهية لجميع أهل السودان. واوضح جعفر التحديات التي تواجه القطاع مشيرا بأنها تتمثل في ضرورة توفير الأمن الغذائي ومشاكل الزحف الصحراوي والزيادة المطردة لسكان العالم إضافة الى التغول الذي يحدث في الأراضي الزراعية وتحويلها الى أراضي سكنية. وذكر جعفر بأن الوزارة تعول على مخرجات المؤتمر في دفع عملية الإنتاج الزراعي مؤكدا التزام الوزارة في تبني توصياته. اعترافات رسمية وفي السياق اكد محمد الحسن جبارة وكيل وزارة الزراعة عدم وجود معوقات تواجه سير العروة الصيفية الجارية، مبينا توافر جميع المدخلات المهمة وترحيلها للولايات، بما فيها ولايات دارفور والنيل الازرق والولايات الشرقية وكرفان بالقطاعين المروي والمطري ، مبينا توافر التقاوي للولايات والتي تزيد عن (3-4) الاف طن لكل ولاية . واضاف الوكيل ل (الرأي العام) ان قرار ايقاف تصدير نفط الجنوب عبر الاراضي السودانية لا يتسبب في اية مشكلات على القطاع الزراعي ولا يتأثر به ، مبينا ان انبوب النفط عندما كان (مغلق ) في العام الماضي لم تتأثر به العملية الزراعية، وذكر الوكيل ان هواجس المزارعين ليست حول توقع ارتفاع اسعار الجاولين (بسبب توجيه الرئيس) وانما هو ناتج عن حديث بعض اعضاء البرلمان باشاعة رفع الدعم عن المحروقات . ادخال التقانات الحديثة وأكد الوكيل لدى مخاطبته مؤتمر وزراء الزراعة بالولايات اهتمام وزارته بتطوير القطاع الزراعي وادخال التقانات الحديثة، مشيرا الى أن وزارة الزراعة قد درجت على اقامة مثل هذه المؤتمرات في إطار إيجاد الحلول الناجعة التي تواجه القطاع الزراعي. ونادى الوكيل بضرورة التنسيق بين المركز والولايات في تطوير القطاع. مستعرضا الإيجابيات التي تمت في جانب القطاع بالولايات و منها إدخال التقانة وذلك بإقامة مراكز ومجمعات للمزارعين في عدد من الولايات. وأشار الوكيل الى التجارب الناجحة والتي ساهمت في دفع الإنتاجية بالولايات والتي تمت بشراكات بين القطاعين العام والخاص. وأوضح د. جبارة بعض التحديات التي تواجه القطاع والتي تتمثل في عدم كفاءة استخدام الموارد من أرض أو مياه الى جانب بعض القضايا الإدارية في عدد من المشاريع الزراعية مثل مشاريع النيل الأزرق والنيل الأبيض وطوكر ، ونادى في هذا الصدد بضرورة تفعيل إدارتها. دعم الولايات وفي السياق طالب الفريق محمد بشير سليمان وزير الزراعة بولاية شمال كردفان المركز بدعم الولايات في المجال الزراعي، بجانب ضرورة توزيع الادوار بين المركز والولايات للوصول للخطة الموضوعة في البرنامج الثلاثي، والبرامج الاخرى التي وضعتها الدولة في هذا الصدد، وكشف عن عدم اهتمام المركز بالزراعة، مبيناً ان الولايات لا تستطيع وحدها تطوير الزراعة ولا الوصول بالانتاجية المطلوبة. توفير الأمن والاستقرار ورهن الفريق نجاح العروة الصيفية بولايته بتحقيق الأمن والاستقرار المطلوب خاصة بالمناطق التي تشهد عدم استقرار وزعزعة في الامن بسبب الاحداث الاخيرة التي شهدتها خاصة مناطق ام روابة والمناطق الزراعية الاخرى بالولاية، واضاف : بالرغم من استعداداتنا المبكرة للموسم الصيفي الجاري وجاهزيتنا التامة بتوفير مدخلات الانتاج المهمة والالتزام بتطبيق الحزم التقنية والتقانات الوسيطة وغيرها من الاحتياجات الضرورية ، الا ان نجاح الموسم يتوقف على العودة الطوعية للمزارعين والمنتجين ، واضاف الفريق ل (الرأي العام) ان عدم التوصل لحلول بشأن الامن يسهم في خلق مشكلات خاصة بين المزارعين والرعاة الذين يوجودون في مناطق الزراعة . استعدادات جنوب كردفان وفي السياق اكد كمال عثمان بلة وزير الزراعة بولاية جنوب كردفان اكتمال استعداد وزارته للعروة الصيفية الجديدة، مبينا انهم بدأوا في الاستعدادات قبل وقت مبكر حرصا على نجاح الموسم وتحقيق انتاجية عالية من المحصولات التي تتميز الولاية بانتاجها، واشارالوزير الى وضعهم لخطة واضحة للموسم تركز على توفير التمويل والمدخلات الضرورية بجميع مناطق الولاية خاصة بشرق وجنوب الولاية. وكشف الوزير عن عقد مجلس وزراء ولاية جنوب كردفان لجلسة الاسبوع القادم لمناقشة موقف الموسم الزراعي ووضع الخطط التي من شأنها نجاحه ومضاعفة الانتاج . توفير الأمن وقال كمال ان المزارعين اكدوا استعدادهم التام للدخول في الموسم الصيفي الجديد ، لكن الوزير ذكر في حديثه ل (الرأي العام) ان نجاح الموسم يتطلب اهمية توفير الامن والاستقرار المطلوب بجميع مناطق الولاية خاصة المناطق التي شهدت احداثا في الفترة الماضية ك( ابو كرشولا) ، واشار الى ان المزارعين في هذه المناطق وغيرها اكدوا قدرتهم وجاهزيتهم للدخول في العروة الصيفية، ودعا الوزير الحكومة لتكثيف تأمين جميع مناطق الزراعة لمساعدة المزارعين على التوسع في المساحات المستهدفة . وكشف عن جهود من المحليات والجهات الاخرى بحكومة الولاية والقطاعات الاخرى لتوفير الامن بالولاية عامة والمناطق الزراعية على وجه الخصوص . الأولوية للزراعة من جانبه اكد د. رضوان محمد احمد وزير الزراعة بولاية سنار استعداد الولاية للموسم الصيفي الجديد ، واعلن عن توفير جميع مدخلات الانتاج الضرورية التي تعين على نجاح العروة ، مشيرا الى خطتهم للتوسع في زراعة المحصولات المهمة والتي تتميز الولاية بزراعتها بغية تغطية الاستهلاك المحلي والتصدير للأسواق الخارجية. وقلل رضوان من ان تؤثر أي قرارات تتعلق بالنفط على سير الزراعة ، مبينا ان القرارات الصادرة حول ايقاف تصدير نفط الجنوب من شأنها اعطاء اولوية للزراعة في المرحلة القادمة. وقال الوزير ل (الرأي العام) ان المزارعين ابدوا رغبتهم واستعدادهم التام للدخول في الموسم الجديد، مؤكدا استعدادات الولاية لتشجيعهم في الاتجاه نحو التوسع في الزراعة . استعدادات الجزيرة وفي السياق قال المهندس عبد الله احمد عثمان وزير الزراعة بولاية الجزيرة ان الولاية اكملت بالتنسيق مع الجهات المختصة استعدادها للموسم الجديد، واشار لتوقعهم لنجاح الموسم ومضاعفة الانتاجية من جميع المحصولات المهمة . واضاف الوزير: إن سعر الجازولين اذا ارتفع عما هو عليه حاليا سيؤثر سلبا على الزراعة باعتبار أن ارتفاع تكاليف الانتاج تسهم بدورها في مضاعفة تكاليف الزراعة وبالتالي يتضرر المزارع نتيجة لضعف العائد. وقال ان التحدي الحقيقي هو كيفية مضاعفة الانتاج من المحصولات المختلفة، مبينا ان الانتاج اذا تضاعف لا تؤثر عليه أي قرارات مهما كانت.
