حادثة مقتل الدكتورة السودانية في مصر التى شوه سمعتها الإعلام المصرى ، لم ترفع حاجب الدهشة لدى كثير من السودانيين ، لأن (الإفتراء والتلفيق) ليس بجديد عليهم ، سواء كان ذلك فى اطار الدبلوماسية الرسمية أو الشعبية ، حيث تجد كثيرا من السودانيين يفترشون آلامهم على رصيف المحروسة ، وأحيانا يطرقون بها أبواب سفارتهم هناك .. فمن بين تلك القصص المؤلمة للمعاملة غير الكريمة للسودانيين في مصر قصة (محمد سليمان) الذي سلبت كرامته وضاع حقه في شقيقة بلاده فالى تفاصيل القصة . )محمد سليمان حسن( رجل ستيني حضر إلى مباني الصحيفة وملامح وجهه يغطيها حزن عميق ، كان يعمل فنى محركات في الملاحة البحرية .. و في عام 2011م قام بزيارة القاهرة في رحلة سياحية ، وبعد شهرين من دخوله القاهرة فقد ، جواز سفره ، فقام على الفور بفتح بلاغ في قسم المهندسين ، وعلى هذا الأساس ظل محمد منتظراً العثور على جوازه ، وهو مطمئن البال بعد فتح البلاغ الذي يفترض و حسب ما تم تأكيده ل (محمد) بأنه عممت نشرة في كل المنافذ البحرية والبرية والجوية بالجواز المسروق وإبطال استخدامه .. بعدها سلم أمر تحرك وذهب به إلى السفارة السودانية هناك ، و بسبب الاحداث التى كانت تشهدها مصر تعثرت الاجراءات بعض الشيء .. وفى 5 / مارس 2012م سلم (محمد) جواز سفر جديد (بدل فاقد) .. ومن ثم توجه إلى قسم الاجانب بمجمع التحرير بالقاهرة للتأكد من ايقاف التعامل بجوازه المفقود .. وكانت المفاجأة بأن ابلغه الضابط المسؤول أن الجواز استخدم بالفعل عبر مطار القاهرة ، و طلب منه المجئ بعد (24) يوماً لإجراءات الخروج والعودة ، وعندما عاد طلب منه الانتظار ، ثم دلف به إلى مكتب المباحث فى ذات المبنى ، ليبلغه ضابط المباحث تبع جوازات التحرير ، بان جوازه به تشابه في الاسماء ، وبينما هو يستفسر عن سر ملابسات التشابه ، طلب منه الذهاب مع رجلين من المباحث إلى الانتربول للتأكد من الملابسات .. هنا كان الفصل الغريب من مأساة السودانى في قاهرة المعز بأن الانتربول ما هو إلا سجن القناطر ، وعندما شعر أن هناك بوادر مشكلة سوف تحدث له اتصل (محمد) بالقنصل (خالد إبرهيم الشيخ) وبدوره اكد له بأنه سوف يقوم بإرسال شخص اسمه (ابو علاء) ، ولكن لم يأت (ابو علاء) حتى دخل (محمد) سجن القناطر ، ولاقى معاملة سيئة .. استودع (محمد) في امانات السجن مبلغ (2.500) دولار + 420 جنيها مصريا وموبايل وملابس وأوراق خاصة ، وبعد مضى أيام على وجوده في السجن عاود الاتصال بالقنصل عن طريق احد النزلاء السودانيين ، رد القنصل على اتصاله مبديا استغرابه من عدم وصول الموظف الذي وعد به .. و فى امسية يوم الثلاثاء 16 /4 / 2013م ، وبينما هو غارق في سواد محنته التى جر اليها ، لوح له عسكري من سجن القناطر ببارقة أمل في ظلمة يأسه حين اخبره بأن لديه تذكرة وأنه سيغادر عبر مطار القاهرة بالخطوط الاريترية رحلة الساعة (3) صباحا يوم الخميس .. جهز (محمد) نفسه لمغادرة سجن القناطر الذي دخله دون أن يتم التحقيق معه .. وعندما ذهب لإستلام اماناته لم يجد ما اودع ، حتى ملابسه لم يجدها ، وطلب منه الانتظار حتى يأتوا له بملابس سواء من السفارة أو معارفه ، تجادل معهم فى هذا الامر حتى سمع أحد السودانيين النزلاء بما حدث له ، فقام باحضار (شورت وفنلة) ، لان مسؤولى السجن كانوا حريصين على ملابس السجن اكثر من النزيل ، ودع محمد سجن القناطر دون أن يسلم امانته .. وفي المطار سلمه ضابط السجن (شيك) بمبلغ (250) جنيها مصريا ، هنا تدخل مسؤول بالمطار يدعى (أحمد الزواوى) قائلاً لمندوب السجن الذي كان يرافقه : (الشيك حيصرفوه فين في الجو) ، واصر على مرافقته من السجن أن يصرف له (الشيك) في المول المجاور للمطار ، ولكن اتضح انه (شيك بريدى) لا يمكن صرفه .. احتفظ محمد بالشيك البريدى حتى يحفظ به حقوقه ، ولكن كلمة حق تقال فالضابط (احمد) تعاطف مع قصته فاشترى له جلابية معتذراً عن ما بدر من معاملات سيئة فى حقه ، قصة (محمد) لفتت انتباه شخص عراقى في مطار القاهرة فتعاطف مع ظروفه ، متحدثا عن الشخصية السودانية ، وفتح له جزلانه وطلب منه اخذ ما يكفيه من مال .. بعد مسلسل طويل من المعاناة وصل (محمد) الخرطوم و باشر اجراءات البحث عن حقوقه لدى الخارجية السودانية بواسطة دكتور (سلاف الدين صلاح محمد) ، وكان ذلك بتاريخ 9/6/2013م ولكن لم يأت الرد حتى هذه اللحظة من القاهرة ، وهو مازال ينتظر .. السؤال هنا لماذا لم تعمم نشرة بلاغ فقدان الجواز ؟ وكيف يطلب منه الذهاب للانتربول ثم يزج به في سجن القناطر دون إجراء تحقيق معه ؟ وهل يجوز أخذ الأمانات في السجن وعدم ردها لصاحبها بعد اطلاق سراحه ؟ وكيف يؤخذ نزيل بملابس النوم للمطار ؟ اليس هذا انتهاك لحقوق الانسان ؟ .. عبر صفحة (حضرة المسؤول) نناشد الخارجية السودانية بملاحقة الرد على خطابها من القاهرة ، لأن المواطن (محمد سليمان) قد ألحق به ضرر مادى ونفسي قاسي جراء ما حدث له .