الشيخ الزين محمد أحمد المقرئ وإمام العشاء والتراويح بمسجد سيدة سنهوري بالخرطوم يشكل ظاهرة خطيرة ومزعجة لكثير من العلمانيين ومحاربي الإسلام ومن يريدون أن يوقفوا تقدم هذا الدين في بلاد المسلمين وفي السودان. يشكل ظاهرة خطيرة لكونه يافع وشاب يعيش عصره وزمانه وهو ماهر بقرآنه يتخطى به كل السبل القديمة والصور المشينة التي تجعل القرآن والإسلام مجالاً للتكسب والعيش والحصول على الأموال. لهذا تجد كثيرا منهم يقبلون على الكيد والدس له من خلال خفاء المواقع الإسفيرية التي لا تتطلب علماً ولا معرفة ولا تحمل من يلجها مغبة ومسؤولية الذي يكتب فقط يدلق الهراء الذي يخطه ويصيب به ذمة الناس ويشكك فيهم دون القدرة على الإثبات وتحمل المسؤولية زعم بعضهم أنّ شيخ الزين تلقى عرضاً بمبلغ اثنين وخمسين ألفاً ((مليوناً بالقديم)) لإمامة الناس في مسجد بالخرطوم. واعلم من علاقتي الوثيقة به أنه لم يعرض عليه شئ من هذا وأن المسجد المشار إليه صلى فيه بدون شروط أو أموال فقط أهداه بعض منهم جهاز ((آي باد)). والشيخ الزين شاب لم يناهز الثلاثين بعد، وهو ذو صوت شجي كأنما يرف بك ويطير مع السحاب وأنت تصلي خلفه نداوة صوت وعذوبة قراءة تجعل القرآن حياً معك وتجعلك حياً مع القرآن. وما سمعت الرجل يخطئ أو يلحن في قراءة وهو من أجود الذين سمعتهم يتلون القرآن ويصلون بالناس حفظاً لكلام الله. وبعد هذا كله ورغم انشغاله بضبط حفظه للقرآن الذي يتفلت من الحفظة ورغم حياته الحافلة وصغر سنه فإنه يعيش من كسب يده يزرع في أراض له في موطنه، بل يسعى في شأن أهله من ماله ينفق ويحث الناس على الإنفاق، وقد ابتنى لهم مسجداً ومركزاً إسلامياً ويعيش بعض منهم على العمل في مشروعاته وزراعته التي يحييها زرعاً وتربية حيوان. ومن كسبه هذا ابتنى له داراً، بل أكثر من دار واحدة يعيش فيها وأسرته الصغيرة وأخرى يستأجرها ونسأل الله له مزيداً من الكسب والعيش الحلال. هذا نموذج المسلم المعاصر المجتهد في دينه وحياته، هذا نموذج المسلم الذي يحيا بالإسلام ويحيا به الإسلام ولذا يغتاظ منه من يريدون إسلاماً ميتاً وديناً هيناً ومسلمين تبع يعيشون على العطايا ومركونين في الزوايا يميتون الدين ويعيشون في هامش المجتمع عالة على الناس.