بالرغم من الاستعدادات والتجهيزات التي اعلنتها وزارات الرزاعة بولايات دارفور والتي وصفتها بالمبشرة إلا ان الواقع عكس ذلك، وتفيد متابعات (الرأي العام) بفشل الموسم الزراعي بمناطق واسعة من اقليم دارفور خاصة ولاية شمال دارفور والمناطق الشرقية من ولاية جنوب دارفور نتيجة لشح الامطار هذا الموسم الأمر الذي ينذر بفجوة غذائية بالاقليم. ويقول صديق آدم بوي - رئيس اتحاد مزارعي شمال دارفور - ان الزراعة في ولايته تعتمد وبصورة كبيرة على الامطار والتي لم تكن كافية هذا العام واضاف بدوي: ان بداية الموسم كانت مبشرة خاصة في الاشهر الأولى، حيث معدلات هطول الامطار. واشار بدوي إلى ان الموسم الزراعي بشمال دارفور فشل في أجزاء مختلفة في ولايته خاصة المناطق الشرقية والشمالية، وارجع بدوي فشل الموسم الزراعي الى شح الامطار ونفى ان يكون فشل الموسم لتأخر مدخلات الانتاج من تقاوى واسمدة مبيناً ان الزراعة في دارفور تعتمد بصورة كبيرة على الامطار، وتوقع بدوي حدوث فجوة غذائية كبيرة خاصة في ظل ارتفاع الاسعار في شهر نوفمبر بداية الحصاد لتبلغ (165) جنيهاً لجوال الدخن، لكن علي حسب الكريم - مدير الزراعة بولاية جنوب دارفور - يؤكد ان وزارته تجري الآن مسحاً زراعياً بكل مناطق الانتاج لمعرفة الحقائق كافة عن مستوى الانتاج والانتاجية واضاف حسب الكريم ان المؤشرات الاولية للمسح جاءت ايجابية إلاّ انه قال ان التقرير النهائى لم يكتمل بعد.. ونفى حسب الكريم وجود اية فجوة غذائىة بولايته ، وقال حتى الآن الوضع جيد وليس هناك ما يشير الى ازمة غذائية وافرد حسب الكريم بوجود تراجع في الانتاج في الكثير من المناطق بسبب الامطار وبعض الآفات. ويقول بشير حماد - وزير الزراعة بولاية غرب دارفور - ان المراحل الابتدائية للموسم كانت جيدة، اضاف: كانت التوقعات ايجابية من حيث معدل الامطار وانتظام المزارعين في كافة المراحل الزراعية إلاّ ان خروج الخريف كان مبكراً ومفاجئاً مما خلق وضعاً ثنائىاً، واشار حماد الى ان التوقف المبكر لهطول الامطار تسبب في ظهور بعض الآفات الزراعية من «جراد وطير» وهذا ما جعل الوضع يتفاقم واوضح حماد ان وزارته كونت لجنة لمسح الموسم الزراعي وتجميع المعلومات عن حجم المساحات المزروعة والانتاج والانتاجية ومن ثم معرفة حجم المساحات التي لم تزرع، وتوقع حماد ان يحدث تراجع في الانتاج بسبب شح الامطار، وقال هذا الوضع يمكن ان يؤدي الى حدوث فجوة غذائية إلاّ انه عاد وقال: يجب ان ننتظر تقرير المسح النهائي والذي سيصدر في منتصف نوفمبر الجاري، واشار حماد إلى ان شح الامطار اثر وبصورة واضحة على الثروة الحيوانية خاصة في المراعي وتوفير الاعلاف، ومهما يكن من أمر فان امر فشل الموسم الزراعي بولايات دارفور اصبح شبه مؤكد في ظل تواصل ارتفاع اسعار المحاصيل في كافة اسواق دارفور شهر نوفمبر باعتباره موسم دخول الانتاج ينذر بوجود فجوة غذائية في ظل مجتمع يعتمد غالبية سكانه على المحاصيل الزراعية التقليدية مما يسند وضع التحوطات اللازمة لتدارك الأزمة.