تعيش الرياضة في السودان وبالتحديد كرة القدم مأزقا تاريخيا كبيرا .. فقد اصبح منتخبنا الوطني لا يملك اي طموحات .. ويؤدي مبارياته كأداء واجب . وقد فقد اللاعبون الحماس الذي كان يتمتع به اللاعبون ايام الزمن الجميل ، واصبح يسجل الخيبة تلو الخيبة ولا احد يدري كيف يكون العلاج . الاتحاد العام مشغول ، ولا ندري مشغول (بأيه)وصديقي محمد سيداحمد بعد فشله في دخول القصر وزيرا غادر الاتحادي الديمقراطي وترك مولانا سيد احمد الحسين بعيدا.. ولو بذل نصف ما بذله من مناكفات رياضية لوصل الى ما يريد في قصر الرئاسة حسب الوعد الذي قطعوه معه . ومحمد رجل ملئ بالحماس ..لكن هذا الحماس في غير محله خاصة ان للرجل مميزات كثيرة وفيه خير كثير مثل ابن عمه د. معتصم جعفر ، اما الرجل الكبير د. معتصم جعفر فهو يمثل الحكمة والعقل في الاتحاد ..بجانب مولانا مجدي شمس الدين الذي انشغل مؤخرا بالانضمام للاتحادي الديمقراطي وركّاب سرجين سرعان ما يقع . هذا هو حال الاتحاد العام . اما المنتخب الوطني ..فقد انحصر بين لاعبي الهلال والمريخ فقط ..واذا وجد المدرب المتميز مازدا لاعبين جدد في الفرق الاخرى ويضمهم للمنتخب ..سرعان ما يخطفهم الهلال او المريخ حتى اصبح المنتخب الوطني مناصفة بين الهلال والمريخ مع العلم بأن الهلال والمريخ كلاهما يعيش ازمة ولم يعودا الهلال والمريخ اللذين نعرفهما .وبذلك اصبح المنتخب الوطني يسجل الخيبة تلو الخيبة . ولم يعد يملك القدرة على تحقيق اي انتصارات . خسائر فادحة ظل يسجلها المنتخب وكذلك اندية المقدمة والتي لم تعد كما كانت ، بل اصبحت الفرق الولائية الحديثة التكوين تقف امامها بصلابة وتمنعها من تحقيق اي انتصار. لذلك تعيش ازمة حادة في التدريب ..وفي تقديري ان المدرب صلاح محمد آدم يمثل اشراقة رائعة في فريق الهلال والذي نأمل ان يتركوه لحاله ولا يتدخلون في اعماله ، وهو مثل مازدا الذي عرفناه مدربا متميزا ، رغم اعتراض البعض على وجوده بسبب الهزائم المتوالية ..والسؤال هل يريد هؤلاء المطالبون بمغادرة مازدا ..ان يحرز مازدا الاهداف والنصر بدلا عن اللاعبين الذين اصبحوا يتحركون في المباريات كالاشباح ؟ان الظاهرة الكروية الجديدة والمتمثلة في اندية اهلي شندي ومريخ الفاشر وهلال كادوقلي وفرق عطبرة اصبحت اشراقة جديدة .بالرغم من عدم وجود اللاعبين المتميزين في هذه الفرق في المنتخب الوطني . ان من يشتغل بالرياضة والسياسة لا ينجح في اي منهما ..كرة القدم في السودان تحتاج لتخطيط علمي مدروس ولا تحتاج للعمل الذي يعيق التخطيط ، واقامة معسكرات خارجية واقامة مباريات مع فرق قوية وليس مثل الفريق الارتري .. الذي خلال سنوات قليلة تجاوز فرقنا .انظروا للمنتخبات الوطنية الاخرى ..في مصر والسعودية وغيرهما تتبارى منتخباتها الوطنية مع اقوى الفرق الاوروبية والعربية ونحن نتبارى مع ارتريا وليبيا .نحن اكتفينا بأن يهزم الهلال المريخ او ان يهزم المريخ الهلال ..وهذا يمثل اقصى طموحاتنا الكروية . الامر يحتاج لوقفة جادة ولوقفة من الدولة .. ولابد من أن تكون أجهزة وزارة الشباب والرياضة أجهزة قوية يديرها رجال اقوياء لهم تاريخ مضى في العمل الرياضي الكروي ، لا رجال تأتي بهم الموازنات السياسية . ولابد من الاستفادة من المحنة التي ادخل فيها وزير الشباب والرياضة بولاية الخرطوم مجلس الهلال ولم يستطع ان يحل المشكلة الا بالاتفاق الشخصي مع رئيس نادي الهلال . اين كبارنا الذين تمرسوا في الادارة والاندية ؟ اين الحكيم طه علي البشير ؟ اين كمال شداد ؟واين محمد الشيخ مدني ومولانا البلولة ؟وغيرهم من قيادات الاندية الرياضية في عهودها الذهبية .ولابد من الاستفادة من خبراتهم ..ولابد من اقامة مؤتمر رياضي جامع يناقش هذه الازمة وكيفية الخروج من المأزق التاريخي الذي دخلت فيه كرة القدم في السودان.