أكثر من ربع قرن،وزكريا حامد حسنين يلون صفحات الصحف بطرفته المكتوبة بعمق،لم يمل منها ولم يمله القراء،يبحثون عن حاجاته الغريبة في ثنايا الصحف،دخل زكريا للازهر طالبا يبحث عن العلم ،لم يكن في باله ان يتخرج أمام مسجد أو مأذونا شرعيا،قال ان شكله مرتديا طربوش الازهر الاحمر مثير للضحك والسخرية. زكريا ..هل كان الاعلام خيارك الاوحد بالازهر؟ لمن خشيت الازهر ما كان ممكن اكون امام مسجد او مأذون شرعي او متخصص في الميراث،اخترت الصحافة لانها اقرب الى نفسي ،تجمع بين المرح والسخرية .دراستي بالازهر لم يكن خياري ولكني درست الشهادة الازهرية بمصر والتحقت به ،لم يكن متاحا للاجانب امتحان الشهادة المصرية للدخول لجامعة اخرى،تخصصت في الصحافة والنشر وتخرجت في العام 1980. طبعا جيت هنا والسوق الصحفي كاشف؟ لا كاشف لا ود الامين،في جريدتين فقط الصحافة والايام،كنت مفتكر يستقبلوني في محطة القطر او المطار واتعين صحفيا لكن خاب فألي. أها ؟ عندي قريبي اسمه فاروق خليل يمتلك محلا للفيديو في العمارات،اشتغلت معاه كم سنة ..كنت بمسك الكشافات لتصوير الاعراس، اشتغلت كشافة يعني،سنوات وانا ماسكها وحايم اصور في الاعراس لمن فترت منها ،اخبرته بان يزح الكشافة دي من رقبتي واشتغلت موظف توزيع افلام،كنت ببيت في الاستديو ودي الفترة الاتفرجت فيها على أي فيلم هندي وعربي واكشن مصارعة ذاتو. لذلك انت مدمن تلفزيون حاليا،خصوصا قنوات الافلام؟ فعلا،بحبها جدا ونص يومي اقضيه في فرجة الافلام. والافلام دي طلعت منها كيف؟ اشتغلت في صحيفة الاضواء بواسطة قريب لي وزير ،الوزير الراحل محمد توفيق خليل وداني الاضواء لكن ما كنت بصرف قروش واسافر واعمل تحقيقات من جيبي لحدي ما عرف ولام رئيس التحرير على ذلك واداني مرتب. مرتب معتبر طبعا الوزير قريبك وبتاع؟ ابدا،كان عبارة عن 22 جنيها .. حاجة غريبة ، بدت معاك متين؟ فى الوان 1997 عملتها كتاب،هل درّ عليك دخلا محترما ؟ لا أدر ولا حاجة..عندي صديقي اللواء معاش عادل سيد احمد مدير المرور السابق وهو كاتب صحفي مجيد قال لي يا زكريا وزعت كتابك وين؟ قلت ليهو في القضارفوحلفاوبورتسودان رد قائلا: ياخ دا كتاب وللا ناموسيات؟؟ يعني حاجة غريبة ما جاب حاجة ؟ ولا التكتح..الموزع استفاد اكتر مني .. ببيع الكتاب بي 50 جنيه نصيبي منها 5 جنيهات فقط. فعلا..حاجة غريبة،طيب يا زكريا..كاتب تقرأ له ؟ هنا وللا برا ؟ أي محل؟ خارجيا احرص على ان اقرأ لاحمد رجب في مصر فهو ساخر عميق،وهنا اتعمد ان اقرأ لحيدر المكاشفي يوميا. وآخر لا تقترب مما يكتب؟ كتار .. خصوصا اصحاب الكتابات الفجة . اعلامي ظلمه الاعلام؟ فيصل محمد صالح. صديق صحفي؟ الكاركتيرست نزيه. ومن خارج الوسط ؟ عماد صالح دا في بورتسودان. ياخ دا خارج الولاية عديل .. طيب سر علاقتك بالجزارين شنو ؟ ألحظ ودا بينكم ؟ معرفة الجزارين كنز..برتبوك كويس..اي جزار في منطقة الصحافات علاقتي بيهو( لحم على عظم). اسميت رحيلك الى بيتك بالوادي الاخضر ب_جمعة الغضب_ مالك؟ زوجتي المصون كان عندها رأي في الرحيل،مفتكرة ان المنطقة بعيدة وهي متعودة على وسط الخرطوم،لكن كنت بفكر بالخروج من ورطة دفع الايجار الشهري وامشي بيتي،كل جمعة تتعذر لي بي عذر لحدي ما اعلنت جمعة الغضب طوالي رحلت الوادي الاخضر. السخرية اعرف انها لا تكتسب،لكن يمكن تنميتها،قول شئ؟ شوف.. منطقتنا في حلفا قامت على السخرية وتستطعمها،والدي رحمة لله عليه كان ساخرا ولطيفا واستقيت منه قصصي التي اكتبها،هي حياة عشتها واعيشها. طرفة لم تكتبها في الصحف؟ كتيرة جدا،اذكر ان لي جدة في حلفا كانت تهتم بي ايام دراستي في الازهر ، زكريا قام وزكريا جا لحدي ما اتخرجت وما عارفة قريت شنو،لما عرفت اني درست صحافة قالت لي مضيع زمنك في شنو ما كان من بدري تفتح ليك كشك زي عمك (أبو شنب) وابوشنب دا صاحب مكتبة وبائع جرائد في حلفا ! زكريا ..ملول لا تمكث في الصحف كثيرا؟ من العليها..انا ما بعمر في الجرائد لعدم استقرارها ..بيحصل لي قلق شديد. قلق وللا سادومبا؟ يضحك_مشكلة الصحف عدم الثبات في اداراتها ورئاسة تحريرها ،اي تغيير بطلع طوالي ،المحل الوحيد القعدت فيه كتير (الوان) ،غير كدا ما أظن.