يوم الأربعاء الماضي طلب مني صاحب «أمجاد» اربعين جنيهاً مقابل توصيلي من السجانة شارع الحرية إلى الفردوس مربع «81»، وعندما استنجدت بسائق رقشة طلب مني «20» جنيهاً، بينما يوم الإثنين قبل يومين من هذه الحادثة، وهي بحق حادثة ومؤلمة أوصلتني «أمجاد» من الفردوس إلى السوق الشعبي بأمدرمان بأربعين جنيهاً فقط، رغم أنني استكثرتها ولكن السائق تحجج بغلاء قطع الغيار ، وقطعاً إذا رغبت حالياً في هذا المشوار بعد إعلان رفع الدعم عن المحروقات سيطلب صاحب «الأمجاد» ثمانين جنيهاً، وهناك حديث من أصحاب المركبات العامة بأن سعر الإطارات تضاعف مرتين خلال الأيام الماضية، وان سعر الرقشة ارتفع من عشرين إلى ثلاثين ألف جنيه.. واضح حالياً وقبل إعلان رفع الدعم في اليومين القادمين انفلات السوق، وان أي حديث عن الرقابة على السلع مجرد حبر على ورق أو مصروفات زائدة وضاغطة على الخزينة العامة مقابل هذه الرقابة التي لا وجود لها إلا على ورق الصحف وموجات الأثير.. ان المواصلات العامة تشكل واحدة من أكبر هموم المواطنين.. أكان ذلك في عدم كفايتها أو غلاء مشاويرها، وهي دائماً مصدر قلق الحكومة من انفجار الشارع، ومع هذا لم نلمس أي قرارات، تضبط قيمة تذاكرها العامة أو المشاوير الخاصة، ما تسمى «التعريفة» أي قائمة تلك الأسعار مجرد كلام على لسان الكمساري او السائق.. بدلاً من ان تعلق في مكان ظاهر بالمركبة.. وأذكر ونحن مغتربين في دولة البحرين هناك قرار بأن أي مشوار داخل المدينة بنصف دينار، وعندما صعدت إلى الترماي» في «رانج» وسألت عن «الكمساري، ضحك الركاب واشاروا إلى صندوق صغير لأضع فيه أصغر عملة تشكيية وهي قيمة أي مشوار على «الترماي» ولهذا لا يحتاج الأمر إلى «كمساري»، هذا مع العلم أن أسعار السلع في البحرين محررة كما هو حال دول الخليج حتى اليوم وفي تشيكوسلوفاكيا محددة، كما كان حال المعسر الاشتراكي وقتها، ومع ذلك للمواصلات العامة ضوابط.. من هنا وما دمنا كمواطنين لا نقدر القيم وندفع ما علينا بدون وجود «كمساري»، وما دمنا أصحاب حافلات ومركبات عامة يحركنا الجشع، لا بد من الطريق الثالث وهو «العداد» المعمول به في كثير من الدول للفصل بين الراكب والسائق، وأيضاً لا بد من نظام تعريفة للبصات والحافلات تأخذ في الاعتبار الفروقات الكبيرة بين المحطات، حتى ينتهي الجدل المستمر مع الراكب حول الذي يستغل البص أو الحافلة من منتصف الطريق وأحياناً محطة واحدة ويصر الكمساري أو السائق على تعرفة كل الطريق..