كأن تخضب المرأة السودانية يديها ورجليها بالحناء بجانب رسم أشكال مختلفة هذه تبدو أجمل زينة تضيفها الى شكلها من بين أنواع الزينة المختلفة.. والمرأة في السابق كانت ترسم بالحناء عندما تكون لديها مناسبة فرح أو مع قدوم الأعياد، وحالياً ظهرت وسط النساء بما يُسمى ب«حنة البكاء» ما أن تسمع المرأة بأن فلاناً قد توفى ، تخرج مباشرة الى محل الكوافير لترسم حنة البكاء في إشارة الى «موت الحنية» في قلوب الناس وعدم التأثر بفقد قريب أو غريب.. «الرأي العام» استطلعت بعض المواطنين وصاحبات «الكوافير» حول هذا الموضوع: ? «رانيا» - حنّانة- قالت: كنت أندهش عندما تطلب مني إحداهن رسم حاجة خفيفة تتناسب مع بيت البكاء، ولكن بعد ما انتشرت فكرة حنة البكاء أصبحت عادية عندي بل إنني عملت «كتلوج» خاص بهذه الحنة.. أما «منى» موظفة- قالت ليس في قاموسي بما يسمى «حنة البكاء» كلها «تقليعات» ليست في محلها يفترض على النساء احترام مشاعر أهل الميت والذهاب إليهم من غير زينة، فالذهاب بتلك الصورة كأنهن يعبرن عن فرحتهن برحيله. ? أما «حنّانة كسلا» - صاحبة كوافير- قالت: تأتي إلينا الواحدة وهي تضع شكلاً معيناً في رأسها «لبكاء» فلان، وأخرى تأتي وتقول لنا لو سمحتوا عندكم أشكال «كدا بتاعت بكاء؟؟» وقالت أنا ما مشجعة هذه الفكرة واستنكرها، ولكنه عملنا ماذا نفعل؟؟ أما «حاج عبدالله» قال: أنا أول مرة أعرف حاجة اسمها حنة البكاء وهذا دليل على أن الزمن إتغير ومشاعر الناس تجاه بعضها تغيرت للأسوأ.. وكنت ألاحظ هذه الفكرة الغريبة عند نسائنا في البيت ولكن ما بصورة صريحة. أما «علية عثمان» قالت: حنة البكاء مختلفة عن باقي الحنة فهي تكون مبسطة تفتقد للفنيات التي تحدث في حنة العرس وحنة العيد التي غالباً ما تملأ الرجلين واليدين بالكامل.. وأضافت: حسب إعتقادي ان فكرة حنة البكاء ظاهرة غير حميدة في مجتمعنا وتنفي تماماً حالة التكافل والتعاون الذي يتمتع به الشعب السوداني، وفي السابق كانت النساء يحملن الحداد مع بعضهن الى فترة تصل الى العام، حتى وإن لم تكن تربط بينهن علاقة قرابة ورحم. وترى الباحثة الاجتماعية «ثريا إبراهيم» - أن هذه «التقليعة» واحدة من المظاهر السالبة، وقالت إن الأحزان هي جزء من المشاركات. فهذه الحناء هي نوع من التباهي تحاول الواحدة بها إيصال فكرة إنها «متزينة» في أي وقت وأن رجليها دائماً مخضبة بالحناء، كما أن النساء في بيوت العزاء يتنافسن في مسألة الحناء وأي واحدة تريد أن تظهر بشكل أفضل من الأخرى.. وقالت إن رحيل عزيز لشخص يفترض الناس تظهر الحزن والنساء يأتين بصورة عادية دون زينة وحناء وغيرها.