غادة احمد السمان.. الشهيرة بغادة السمان والدها الدكتور احمد السمان مدير جامعة دمشق قبل فترة طويلة.. وابن عمتها الشاعر الراحل الكبير نزار قباني.. روائية مرموقة.. وكاتبة متميزة.. وشاعرة «سرية» اي بمعنى لا تنشر شعرها.. وانما تسمعه للاصفياء. العام 4791م.. ذهبت إلى بغداد عن طريق بيروت ومعي صديقي الاثير صديق محيسي.. ونزلنا في مطار بيروت.. وذهبنا إلى منزل صديقنا الراحل الاديب والكاتب والناقد الكبير عبد الهادي الصديق.. وكان وقتها سكرتيراً ثالثاً بالسفارة السودانية في العاصمة اللبنانية بيروت.. وكان يسكن في منطقة الروشة الشهيرة ببيروت ساقية الجنزير.. وكانت شقة الراحل عبد الهادي من الشقق الراقية في بيروت.. وكانت منتدى لاهل الشعر والمسرح والفنون كافة.. حيث تعرفنا على ادونيس.. لان نزار قباني تعود صلتي به قبل زيارتي الى بيروت وكان الممثل المسرحي اللبناني الشهير محمود سعيد احد ضيوف المنتدى.. وكان السفير الراقي ميرغني سليمان خليل احد أهم الاركان بجانب عدد من الصحافيين اللبنانيين المهتمين بالشعر، ذهبنا ومعي اخي صديق.. لمكتب غادة السمان إلى منزلها ولم نجدها.. ولم تكن لنا سابق معرفة بشخصيتها.. تركت لها رسالة رقيقة بتوقيعي وصديق وغادرت بيروت لنلتقي بعد عامين في بغداد.. وتذكرت رسالتنا لها بمجرد التحية.. وهي تحمل ذاكرة فوتوغرافية.. وتعرفت على زوجها الدكتور بشير الداعواف وهو صاحب دار الطليعة للطباعة والنشر والتي اسهمت كثيراً في طباعة كل المؤلفات التي تتحدث عن الفكر القومي الاشتراكي.. غادة.. كانت متمردة.. بمعنى كلمة متمردة غاية في الصدق.. وغاية في الشفافية.. تحب ولا تكره.. غادة.. كانت تحب التسكع وتعشق رياضة المشي ليلاً.. كنا نتواعد حينما نلتقي.. ونذهب مشياً على الاقدام مسافات طويلة.. قالت لي في أول مشوار تسكع.. يا صديقي انا امرأة.. يعني أنني تطربني كلمات الغزل الجميلة والبريئة.. فلا نغضب من احد اذا اطلق كلمة جميلة.. وعابرة.. ولم يتوقف . وقلت لها.. أنا مزعجة .. لكنني اذا سمعتها سأتركك وامشي.. قالت لي انتم السودانيين كلكم واحد.. الحردلو.. وعلي ابوسن والطيب صالح لا تقبلون الغزل في صديقاتكم.. حتى لو كان بريئاً.... وغادة السمان امرأة من طراز خاص وزوجها الدكتور بشير الداعوف رجل متميز ومتحضر.. كان عضواً احتياطياً في القيادة القومية لحزب البعث في احدى دوراته.. وغادة السمان من ابناء دفعتها الدكتور سعدون حمادي وزير خارجية العراق الاسبق.. كما تربطها علاقات متميزة مع ابن عمتها الراحل نزار قباني وزوجته.. وكذلك مع الصحافي مفيد فوزي. لها كتابات نشرت فيها كل الحوارات التي اجريت معها.. ولي فيهما حوارات غادة.. لا تحس التعامل مع التكنولوجيا.. مرة حاولت ان تسجل لي مقاطع من كتابها اعلنت عليك الحب.. وبعد مجهود في القراءة اكتشفت انها لم تحسن التعامل مع المسجل وضاع مجهودها. وغادة السمان.. لا تتحاور بشكل مباشر وتطلب من الصحافي ان يكتب لها الاسئلة وتكتب هي الاجوبة.. وسألتها لماذا؟ قالت.. انا لا اكون غادة السمان إلا عندما امسك القلم. لها عشق اسطوري مع طائر البوم وهو شعار دار نشرها.. ولها عدة تماثيل للبوم في منزلها وفي مكتبها قلت لها هناك علاقة بين عينيك وعينا البوم ضحكت وقالت لي أنت مجنون لكن اكتشفت هذا.