هذا العام يمثل الذكرى المئوية لمولد الزعيم الغاني والزعيم الافريقي الشهير كوامي نكروما. ولذلك تعد الحكومة الغانية الحالية العدة لإقامة احتفال كبير بهذه المناسبة على شرف الرجل الذي اختارته هيئة الاذاعة البريطانية من خلال استطلاع لمستمعيها كأعظم افريقي في القرن العشرين. ---- ويقول الحكماء ان الوطن الذي لا يكرم ابطاله لا يستحق الموت من أجله. وهذا القول يتناسب مع قرار حكومة الرئىس «جون أتا ميلس» لتنظيم احتفال بالذكرى المئؤية لمولد الزعيم الغاني الذي نال اعجاب شعبه والشعوب الافريقية بل وشعوب العالم قاطبة وهو اوسايقفو د. كوامي نكروما أول رئىس لجمهورية غانا الحرة المستقلة والتي كانت تعرف باسم «ساحل الذهب» ابان الحقبة الاستعمارية. فقد ولد في العام 1909 وقد أقامت الحكومة الغانية بالفعل لجنة مكونة من «81« عضواً انيط بها تنظيم الانشطة المختلفة احتفاء بقرن كوامي نكروما وتبلغ الاحتفالات ذروتها في يوم مولده. ولد الزعيم الوطني في مدينة نكورفل- غرب غانا. وقد أبتدع نكروما نغمة التحرير الافريقي عندما قاد بلده «ساحل الذهب» «غانا الحالية» إلى الاستقلال في العام 1957 كأول بلد افريقي جنوب الصحراء يحقق هذه الغاية. ولقد التقت رؤاه مع رؤى زعماء افارقة آخرين بشأن كفاح القارة الافريقية دون هوادة لتحقيق التحرير السياسي لافريقيا جمعاء. ولقد كان عالماً بارعاً في مجال القيادة السياسية وحاول تطبيق فكرة الوحدة الافريقية عملياً. ونذر نكروما نفسه لبلده غانا ولافريقيا بأسرها. وقدم الطريقة التي يمكن بها لابناء افريقيا ان يعدوا أنفسهم لخدمة قارتهم وبذل كل جهد ممكن لتوحيدها وحفظ مواردها وثرواتها من أجل كل المنحدرين من هذه القارة. ويذكر انه في مطلع القرن الحادي والعشرين أدلى مستمعو هيئة الاذاعة البريطانية باصواتهم لصالح الزعيم نكروما باعتباره اعظم افريقي في القرن العشرين. وفي العام 4002 أجريت مجلة «نيوافريكان» استفتاء خلال عام كامل لقرائها لاختيار «أعظم افريقي في كل الازمنة الماضية» وجاء د. نكروما في المرتبة الثانية بينما احتل الزعيم نيلسون مانديلا المرتبة الأولى. وقد استطاع نكروما ان يرسى اساساً اقتصادياً وصناعياً قوياً لغانا. أما أحلامه بجعل غانا عملاقاً اقتصادياً وصناعياً فقد فشلت في مهدها عندما تمت الاطاحة بحكومته في العام 1966في انقلاب وقفت وراءه وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية «سي. أي. إيه» ونفذه نفر من ضباط الجيش والشرطة الغانية. ولم يكن نكروما مناضلاً وطنياً رئىسياً من اجل الاستقلال بل كان رجلاً ذا أفكار نيرة ورؤى ثاقبة ورجل عمل، وقد انتشرت اعماله إلى ما وراء البحار وقد قال نائب الرئىس الغاني جون دراما هي عند بدء أعمال اللجنة المكونة من «18» عضواً لاحياء الذكرى: «عندما تحتفل بمئوية د. نكروما يجب علينا ان نعي الأهمية الوطنية والافريقية والعالمية لهذه المناسبة. ولذلك ف إن تخطيطنا يجب ان يتضمن كل تلك الابعاد». ويذكر ان حكومة الرئىس أتا ميلز وبعد أسبوع من توليها زمام الأمور في غانا في يناير 2009 اعلنت ان عيد ميلاد نكروما سوف يجرى الاحتفال به بحسبانه «يوم المؤسس»، وقررت الحكومة الاحتفال به كل عام كعطلة وطنية عرفاناً بحياة الرجل العظيم وأعماله. وعند الاحتفال ببدء أعمال لجنة تنظيم الاحتفال طلب منها نائب الرئىس ان تنجز عملاً متقناً لان عدداً من رؤوساء الدول وآخرين من الرموز الدولية الذين يشاركون نكروما فكرة القومية الافريقية ومبادئها السامية اعربوا عن اهتمامهم بالمشاركة في احتفالات العيد المئوي لمولد نكروما. وحث اللجنة للعمل على تسخير الفنون والآداب ذات الصلة بالرئيس الراحل حتى تكون نبراساً تهتدي به الاجيال القادمة. وهذه اللجنة المنتقاة يرأسها أكلاجبكا سوير وهو المدير السابق لجامعة غانا. وحسب نائب الرئىس محاما قررت الحكومة ان تشكل اللجنة من جميع الاطياف فهي تضم اناساً ذوي خبرات وتجارب ثرة ومتنوعة كل في ميدانه وتضم اعضاء ذوي قدرات تنظيمية هائلة وهم أفضل ما تعتقد الحكومة، أنهم العقول التي وقفت وراء الاحتفال بالذكرى المئوية التي تريد غانا ا ن نحتفي بها على نحو يليق بمكانة رئىسها الأول العظيم. وسوف تحدد اللجنة طبيعة الاحتفال والفترة التي يستغرقها، وتوصي الحكومة بالمبلغ المطلوب لتنظيم الاحتفالات. وفيما يتعلق باعداد الميزانية أناط نائب الرئىس باللجنة ان تعمل على اعداد احتفالات تليق بمكانة نكروما السامية مع الأخذ في الاعتبار تواضع الرئىس وروح الايثار التي كان يتحلى بها إلى جانب التحديات التي تواجه الغانيين حالياً. وحتى بعد «37» عاماً من وفاته فإن وضع نكروما في عالم الوحدة الافريقية يعتبر ظاهرة ويتوقع ان يجتذب الاحتفال بمئويته اعداداً كبيراً من الغانيين الموجودين في الشتات إلى اكرا. وكما قال نائب الرئىس جون مهاما عند افتتاح اعمال اللجنة: «نكروما مكرم ومحترم ليس في بلاده غانا فحسب ولكن في عالم القوميين الافارقة باعتباره بطلاً للقضية الا فريقية. ولذلك فهو يستحق ان نقيم له احتفالاً بالذكرى المئوية لمولده يليق بمكانته».