الاقتصاد الامريكي أصيب مع بداية (2008) بما يسمى التراجع الحاد Recession) ) سببها ازمة الرهن العقاري، وازمة الائتمان ،وتفاقمت هذه الازمات في الاسبوع الماضي مما جعل الاقتصاد يقف على بوابة الدخول الى مرحلة الكساد. والركود معناه ارتفاع معدلات التضخم بزيادة العرض وقلة الطلب، او ما معناه ضعف القوة الشرائية وانخفاض الانفاق العام للمستهلكين من الافراد والاسر وهذا الموقف هو ما حدا بالرئيس لاتخاذ عدد من القرارات الهامة وهي الطلب من الكونغرس التصديق عاجلا على مبلغ (150) مليار دولار تضخ في الاقتصاد لتحريكه وللمصادقة على بعض التخفيضات الضريبية تمنح للمستهلكين من الافراد والاسر والشركات كحافز لهم لزيادة الانفاق العام في الاسواق الامريكية. وفي الآونة الاخيرة اصابت ازمة العقارات الائتمانية وما سببه من تراجع في اداء الاقتصاد الامريكي اصابت سوق الاوراق المالية في بورصة نيويورك وتسببت في انهيار اسعار الاسهم، وخلقت نوعا من الهلع الاسبوع الماضي وسط المضاربين بعد ان انخفضت اسعار المؤشرات الكبرى مثل (نازداك) و(داوجونز) بأكثر من مائتي نقطة.. وهذه المؤشرات كما هو معلوم هي مؤشرات الشركات الكبرى في الولاياتالمتحدة مثل (ستانلي مورغن) و(تايم وورنر) و(هالي بيرتون) وغيرها. وقد ادى هذا الموقف المتأزم الى ان تقوم هذه الشركات بمراجعة مواقفها واستثماراتها بترقب وحذر،وهذا الموقف في الاقتصاد الامريكي وفي بورصة نيويورك بالاخص خرج عبر البحار والمحيطات الى الاسواق المالية في كل قارات العالم في اوربا وآسيا والخليج والاخيرة كانت اكثر تأثراً وموقفها كان الاسوأ ،اذ فقدت بورصة دبي ما قيمته (250) مليون دولار عبارة عن اموال هربت الى خارج البورصة خلافا للخسارات المادية التي منى بها المستثمرون العرب، وكان الحال في بورصة هونغ كونغ واليابان ليس اقل سوءاً فقد اصاب الهلع والذهول المضاربين لانهيار اسعار السوق والخسارات التي نجمت، وكذلك هو الحال في اوربا وفي انجلترا.. وعزا الانجليز انهيار الاسعار في بورصة لندن الى العمل التخريبي الذي قام به احد الموظفين في بنك فرنسي عندما قام ببث اشاعات واسرار البنك عبر الانترنت عن انسحاب البنك عن البورصة مما اثار هلع المضاربين وادى ذلك لخسارة البورصة ل(7.5) مليارات دولار، ورغم هذا التبرير الانجليزي إلاّ ان الواقع يقول ان السبب الاساسي هو انهيار بورصة نيويورك بسبب كساد الاقتصاد الامريكي الحالي. هذه الازمة التي بدأت في امريكا ثم انتشرت بسرعة الى كل الدول واثرت سلباً على اقتصادياتها هي دليل أكيد على ان الاقتصاد الامريكي هو المؤثر الاكبر في اقتصاديات العالم ،وهو الاقوى والمسيطر بلا منازع ويكمن وصفه بأنه القاطرة التي تجر وراءها اقتصاديات أكبر الدول الصناعية ناهيك عن الدول النامية والفقيرة ، وسوف يستمر هذا الوضع الى حين ظهور قطب آخر يخطف الاضواء عن هذا الاقتصاد العملاق ،لكن دعونا نسأل هل يمكن لاقتصاديات هذه الدول الانفصال عن هذه القاطرة يوماً ما؟ ..وهل هنالك اىة بوادر حالية توحي بأن مثل هذا الانفصال لا محالة قادم ؟. ولنا عودة..